لم يكن أحد في عائلة كرة القدم اللبنانية يتخيل أن تستغرق أعمال الجمعيتين العموميتين العادية وغير العادية حوالى الساعة فقط. الجمعية الأولى التي افتتحت بالنشيد الوطني وحضرها 110 أندية من أصل 146 نادياً، أي 228 صوتاً من أصل 285، ليعلن رئيس الاتحاد هاشم حيدر افتتاح أعمال الجمعية العمومية، ويلقي كلمة في المناسبة أشار فيها الى أن أهم ما تحقق في هذه السنة هو نتائج المنتخب الوطني الأول الذي أعاد وهج اللعبة الى دائرة الضوء وأعاد اهتمام الجمهور بكرة القدم، وأن ما جرى أعطى دفعاً قوياً للعبة ويجب الاستفادة منه للاستمرار في التقدم. وتطرق حيدر الى مباحثات الاتحاد مع أندية الأولى بصدد تطوير اللعبة، وعدّد أبرز العناوين، وهي الانتقال التدريجي نحو الاحتراف وترك حق التنظيم الاختياري للمباريات الى الأندية وتعزيز دور الفئات العمرية. أما على صعيد الدرجة الثانية، فأكد حيدر أنه سيبحث الأمر في الجمعية العمومية وأن اللجنة العليا غير منحازة لأي قرار، والمهم أن يصدر قراراً لا طعن في قانونيته لكونه صادراً عن أعلى سلطة وهي الجمعية العمومية.
البيانان الإداري والمالي صدقا بدون أي اعتراض ليتم الانتقال الى الجمعية غير العادية، لكن رئيس نادي الخيول ميثم قماطي سجل طعناً حول تصنيف أندية الخيول والإرشاد والفجر عربصاليم في الدرجة الرابعة، وكان رد حيدر أن قرار إنزال الفرق الثلاثة الى الرابعة لم يلغ بعد.
وافتتح حيدر الجمعية غير العادية والتي عدد بنود جدول أعمالها، أولاً باقتراح 12 نادياً من أندية الثانية بمخرج لأزمة بطولتهم والمكونة من أربع نقاط، هي وقف مجريات البطولة وتطبيق قرار لجنة الاستئناف جزئياً ومتابعة البطولة عند النقطة التي وصلت إليها بعد إعادة الإياب والموافقة على عدم إسقاط أي ناد الى الثالثة. رئيس نادي الصفاء عصام الصايغ تكلم باسم أندية الدرجة الأولى التي اجتمعت قبل انعقاد الجلسة للخروج باقتراح حول قضية الثانية ولم تنجح، ورأى الصايغ أن الأندية الأولى التي تشكل عصب اللعبة لم تجد حلاً يرضي الجميع، رغم الاقتراحات العديدة وخصوصاً أن قرار لجنة الاستئناف وفض النزاعات نافذ وأن مخالفات واجتهادات كثيرة دارت وسط هذه القضية، وأضاف: «لذلك قررنا بالإجماع عدم التصويت على أي اقتراح أو قرار سيطرح في الجلسة حول قضية الثانية»، وأشار رئيس نادي الاجتماعي محمد النابلسي الى أن فريقه تصدر في كل المراحل، ومن حقه الصعود الى الأولى، ثم كانت مداخلة لقماطي اعتبر فيها أن الأندية باتت مكشوفة بعد الضرب بقرار لجنة الاستئناف التي ألّفها الاتحاد عرض الحائط، علماً بأن قراراتها نافذة بحسب نظام الاتحاد، والمستفيد هو ناد واحد، لينبري رئيس نادي الإصلاح البرج الشمالي حسين عواضة للدفاع عن اقتراح الأندية الـ12 والذي نال مباركة الاتحاد، مشيراً الى أن القانون يسمح للجنة العليا بتعطيل النتيجة وأن كل قرار يصدر مخالف للواقع عن لجنة الاستئناف يجوز للجنة العليا رفضه «وما حدا يشوف القانون بعين واحدة» وأن الاتحاد تكرم بعدم فتح الملف للآخر تخفيفاً لأكبر قدر من الأضرار. رئيس نادي السلام زغرتا الأب اسطفان فرنجية، رأى أنه يجب متابعة التحقيق وصولاً الى القانون اللبناني والنيابة العامة، وأن حال البلد السياسية والأمنية لا تسمح بأمور وخلافات كهذه في كرة القدم. وطالب بقرار يحمي اللعبة، وتم عرض الاقتراح على التصويت، وقد عارضته ثلاثة أندية فقط، بينها الخيول، علماً بأن ناديي الحكمة والإرشاد غابا عن الجلسة، وتحفظت أندية الأولى على التصويت.
وتقدم قماطي بطعن ثان في الجمعية العمومية لكون جدول أعمالها وبنودها لم توزع قبل مدة من انعقاد الجلسة وأن اقتراح الأندية الـ12 لم يرد الى ناديه ليرد الأمين العام جهاد الشحف «ربما أنت النادي الوحيد الذي لم يصله الاقتراح».
وتم انتخاب وائل شهيب عضواً في اللجنة العليا لملء المركز الشاغر باستقالة الأمين العام السابق رهيف علامة والذي ذكره أحد الحاضرين بأنه لو علامة موجود لكانت القضية قد حلت منذ وقت طويل.
ولم يتم التطرق الى البند المتعلق بتعديلات النظام في الجمعية العمومية، حيث أجريت الجلسة بحسب النظام القديم والذي لا يجعل الأندية متساوية. ورأى أحد المتضامنين مع الخيول أن التصويت سياسي بامتياز، وعلى اللعبة السلام. وبهذا التصويت بات شبه مؤكد صعود ناديي الاجتماعي والشباب الغازية (أكثر المستفيدين) الى الدرجة الأولى، فيما ستلعب الدرجة الثانية في الموسم المقبل بـ16 فريقاً وفق نظام جديد للبطولة.



مستمر في التوجّه إلى الفيفا

أكد رئيس نادي الخيول ميثم قماطي أن قرار الجمعية العمومية «المسيّس» أنصف المتلاعبين وأن الاتحاد قرر الهروب بدلاً من المواجهة، وهو سيتابع القضية بحسب القوانين والأعراف وأن المحامي السويسري الذي سيرافع عن القضية في الفيفا قد أنهى مطالعته، والأمور ستأخذ مجراها حتى آخر المطاف وأن الحق سيعود لأصحابه.