صحيح ان مسابقة كرة القدم لا تحتل مكانة كبيرة في الالعاب الاولمبية بعكس الحضور القوي للعبة في البطولات القارية والدولية الاخرى، لكن يكفي ان ينظّم الاولمبياد في بلدٍ بريطاني لنتوقّع ان تشهد هذه المسابقة اقبالاً اكثر واهتماماً اكبر، اذ معلوم ان ابناء الجزيرة البريطانية يعشقون المستديرة ويفضّل غالبيتهم هذه الرياضة على سواها.
وما يزيد من امكانية زيادة شعبية هذه المسابقة في العاب لندن 2012 هو ظهور منتخبٍ بريطاني ينتظر منه الجميع تحقيق انجازٍ تاريخي وحصد ذهبية ربما تنسي الكلّ الخيبات المتلاحقة لمنتخبات انكلترا اولاً وبعدها جمهورية ايرلندا واسكوتلندا وويلز سواء في كأس العالم او في كأس اوروبا.
ووسط إحياء الجدال القديم حول صحة ابقاء كرة القدم ضمن مسابقات الالعاب الاولمبية كونها تجمع منتخبات بلاعبين لا تتجاوز اعمارهم الـ23 (يحق لكل منتخب اشراك ثلاثة لاعبين فقط فوق السن المحدد)، فان امل المنظمين ببيع المزيد من البطاقات التي لم تشهد اقبالاً كبيراً لا يزال حياً، وخصوصاً ان المسابقة الكروية ستنطلق قبل غيرها ووسط التحديات التي اطلقتها المنتخبات المرشحة للظفر باللقب امثال البرازيل واسبانيا وبريطانيا بأنها تأخذ الامور على قدرٍ كبير من الجدية.
من هنا، قد يحفل ختام مسابقة كرة القدم بحدثٍ تاريخي، اذ في حال فازت به البرازيل فانها ستكون المرة الاولى التي تحقق هذا اللقب، وهو الوحيد الذي ينقصها، وهي التي تسيطر على مكامن الكرة العالمية. لكن مهلاً هناك اسبانيا التي قَدِمت مطعّمة بنجومٍ من المنتخب الفائز بكأس اوروبا، وبالتالي فان اضافة «لا فوريا روخا» الميدالية الذهبية الى لقبي المونديال والـ«يورو» سيكون انجازاً كبيراً واستثنائياً. ولم لا؟ هناك بريطانيا ايضاً حيث يطمح قائدها راين غيغز الى محو كابوس عدم ظهوره بالشكل الذي يترجم حجمه فعلياً على الساحة الدولية، وانهاء المسابقة مزيّناً عنقه بالذهب، وهذا سيكون امراً منصفاً له ويخلّده في
التاريخ.
وهنا اذا تحدثنا عن البرازيل، يمكن القول ان «السيليساو» هو المرشح الاول للظفر بالذهب بالنظر الى قدومه بتشكيلة ستكون من دون شك اساس تلك التي ستمثل «بلاد السامبا» في مونديال 2014. وهذا الموضوع وحده كافٍ لكي يؤكد جدية البرازيليين في هذه المسابقة، وهو امر ينطبق على مدربهم مانو مينيزيس حيث يقال انه في حال فشله فان الاقالة ستكون في انتظاره، وخصوصاً انه ضم مجموعة من النجوم الصاعدين لانهاء «الهوس» بالذهبية التي لم يتمكن حتى رونالدو وروبرتو كارلوس وبيبيتو وريفالدو من خطفها في اولمبياد اتلانتا 1996 فاكتفوا بالبرونزية. لكن هذه العقدة قد يفكّها نيمار وغانسو ولوكاس مورا واوسكار الذين يعدّون ربما افضل لاعبين صاعدين في عالم كرة القدم والدليل مطاردة اكبر الاندية الاوروبية لهم.
وبالطبع فان الخطر الاكبر على طموحات البرازيل سيأتي من اسبانيا التي سرقت منها المجد في الاعوام الاخيرة. وفي التشكيلة الاسبانية هناك اسماء معروفة سبق ان وصلت الى المنتخب الاول وجلبت منه الجوع الدائم للانتصارات. وهنا الحديث عن خوان ماتا وخافي مارتينيز وإيكر مونيايين وجوردي ألبا وادريان والحارس دافيد دي خيا، وهؤلاء عرفوا شهرتهم مع اندية كبيرة في اسبانيا وخارجها، وساهم بعضهم في الانجازات المحققة على مستوى المنتخب الاول ومنتخبات الفئات العمرية التي تواصل النسج على المنوال عينه حالياً، وقد قفز بعض عناصرها الى التشكيلة الاولمبية ايضاً.
اذاً، كل الجدية ستكون حاضرة في مسابقة كرة القدم اكثر من اي وقت مضى، وخصوصاً ان المنتخبات حاربت للوصول اليها، والدليل ان الارجنتين التي توّجت بالذهب في 2004 و2008 لم تتمكن من التأهل، بينما كانت المكسيك قد دفعت بمنتخبها الاولمبي في كوبا أميركا العام الماضي واضعة نصب عينها هدفاً وحيداً يتمثل بتحضيره لالعاب لندن 2012.



8 مباريات اليوم


قسّمت المنتخبات الى 4 مجموعات على الشكل التالي:
- المجموعة الاولى: الامارات والاوروغواي وبريطانيا والسنغال
- المجموعة الثانية: المكسيك وكوريا الجنوبية والغابون وسويسرا
- المجموعة الثالثة: مصر والبرازيل وبيلاروسيا ونيوزيلندا
- المجموعة الرابعة: هوندوراس والمغرب واسبانيا واليابان.
وهنا برنامج مباريات اليوم (بتوقيت بيروت):
هوندوراس - المغرب (14.00)
المكسيك - كوريا الجنوبية (16.30)
اسبانيا - اليابان (16.45)
الإمارات - الاوروغواي (19.00)
الغابون - سويسرا (19.15)
مصر - البرازيل (21.45)
بيلاروسيا - نيوزيلندا (21.45)
بريطانيا - السنغال (22.00)