احتكم أعضاء اللجنة الاولمبية الى التصويت لتحديد هوية حامل العلم اللبناني في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في لندن يوم الجمعة المقبل. تصويت جاء بعد طرحين من معسكرين خلال الجلسة، معسكر أراد تسمية بطلة السباحة كاتيا بشروش، وآخر اتفق على تسمية بطلة التايكواندو اندريا باولي.
تسميتان ولدتا خلافاً بين الأعضاء الحاضرين، وقد ارتأى رئيس اللجنة أنطوان شارتييه احالة الأمر على التصويت، وفق معايير وضعها عضو اللجنة الاولمبية الدولية طوني خوري، وهي ان يكون الرياضي المخوّل رفع الراية مؤهلاً للمشاركة في الاولمبياد، لا ببطاقة دعوة «وايلد كارد»، ومصنّفاً اولمبياً. وفي التصويت تعادلت الكفتان بواقع ستة أصوات لكل لاعبة، ليحسم الامر صوت شارتييه الذي اختار بطلة التايكواندو.
لكن في الوقائع فإن أموراً كثيرة تبدّلت في الخيارات، حيث كان رئيس اتحاد الجودو فرنسوا سعادة قد أعلن في الرسالة الالكترونية الموجّهة الى اللجنة الأولمبية، ردّاً على الطلب عن اقتراح اسم حامل العلم، اختيار بشروش، لكن في الجلسة بدّل خياراته، هامساً لأحد زملائه بأن هاتفه لم يهدأ وتعرض لضغوط كبيرة وتهديدات في اتحاده من قبل قطب كبير، وبالتالي فإنه لا يريد مشاكل، لذا اختار باولي.
أما رئيس اتحاد الدراجات فاتشيه زادوريان، قد اختار في الرسالة الالكترونية غريتا تسلاكيان، وجاهر في الجلسة الماضية بالمطالبة باختيار بشروش لكونها أعلت شأن لبنان في دورة الالعاب العربية بميدالياتها، وانه يجب التفكير أولمبياً بعيداً عن العواطف، إلا أنه ارتأى التصويت لباولي.
أما رئيس اتحاد الكرة الطاولة سليم الحاج نقولا، فقد طالب بعدم احراجه والتصويت، لأنه محتار بين اللاعبتين، ولا يعرف من سيرضي بتصويته، وانه فكّر في كتابة اسم كل لاعبة في ورقة وسحب الاسم بالقرعة والتصويت به، فيما رئيس البعثة اللبنانية الى الأولمبياد ورئيس اتحاد الرماية زياد ريشا حضر الى الجلسة متأخراً، وعندما حان وقت التصويت أدلى بصوته لمصلحة باولي.
وشهدت الجلسة مداخلة لرئيس اتحاد رفع الاثقال مليح عليوان، دعا فيها الى نبذ الطائفية، واقترح ان يؤول رفع العلم الى رئيس البعثة منعاً لأي اختلاف، كما طالب الأعضاء بميثاق شرف لأن لا يتسرب ما جرى في الجلسة الى الإعلام، لكن التسريبات كانت فورية، وكل لجهة من يمثله سياسياً، وأشار أحد الحاضرين الى انه بات هناك مواثيق شرف كثيرة لا تحترم.
كذلك كشف أحد الأعضاء ان رئيس اللجنة الاولمبية قاد معركة باولي عبر رسالته الالكترونية، ثم كان أول من صوّت لصالحها، وانه كان حرياً به كرئيس ان ينتظر للأخير لا أن يكون المبادر. إذاً اندريا باولي ستحمل الراية اللبنانية، لكن ما جرى ينذر بانتخابات عصيبة للاتحادات وللجنة الأولمبية الجديدة بعد الأولمبياد.



رحلات لباولي بين العلم والمسابقة

كان مفترضاً ان تلتحق باولي بالبعثة اللبنانية بعد انطلاق الاولمبياد بستة أيام، بحسب مواعيد المسابقات، وجرى لفت نظر رئيس اللجنة انطوان شارتييه للامر، لكن اتحاد التايكواندو أعلن تحمله تكاليف السفر لباولي من بيروت الى لندن مرتين لكي تحمل العلم في مسألة غريبة بعض الشيء، علماً ان الأمر قد يثير امتعاضاً لدى باقي الرياضيين.