لم يكن يوم السبت الماضي عادياًَ بالنسبة إلى مدينة النبطية وجوارها. فالكل كان يستعد لافتتاح ملعب كفر جوز الذي أهّله مجلس الجنوب عبر توسيع مدرجاته وتحسين مرافقه وفرش أرضية الملعب بالعشب الصناعي. هي رغبة لطالما راودت أهل النبطية والقرى المجاورة، وخصوصاً نادي الأهلي النبطية بأن يكون لديهم ملعب صالح لكرة القدم، وتحققت الرغبة أول من أمس حين تحوّل الملعب القديم الذي كان يشبه كل شيء الا ملعب كرة قدم الى واحد يضاهي أهم الملاعب في لبنان. وعرفت إدارة الأهلي كيف تصل الى حلمها متلافية «سقطات» كان من الممكن أن تضيّع عليها الملعب كما حصل مع إدارات أندية أخرى كان من المفترض أن تشهد قراها إقامة ملعب مماثل، لكن جرى تجميد المشروع.
برنامج الافتتاح بدأ بحفل حضره عدد كبير من الشخصيات السياسية والرياضية والاجتماعية والفنية، طغى عليه الطابع «الحركي»، حيث كانت أجواء حركة أمل هي المسيطرة. وكانت كلمات لراعي المناسبة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالوزير ياسين جابر ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ورئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر ورئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان ورئيس نادي الأهلي محمد بيطار. وكانت كلمة قبلان لافتة جداً رأى فيها أن هذا الملعب هو «عربون وفاء لأهلنا في النبطية، عربون وفاء للدماء التي سالت وللأرواح التي حلقت في سماء هذا الوطن، عربون وفاء لتضحيات هذا الشعب الذي قدم لهذا البلد ولهذه الدولة الكثير ولم تقدم له إلا القليل». وتلى الاحتفال مباراة جمعت وزراء ومديرين عامين ومخرجين وممثلين وإعلاميين ولاعبين سابقين وحاليين.
التنظيم كان ممتازاً حيث كانت التحضيرات جارية قبل أيام بجهود من الزميل رشيد نصار والمراقب الدولي مازن رمضان وغيرهما، والكل كان بانتظار المباراة، فجميل أن تشاهد أهل السياسة والفن والإعلام في صورة مغايرة عن المعتادة، فغلبت الروح الرياضية.
الحاضرون انقسموا إلى فريقين، الأبيض وهو خليط من ممثلين وإعلاميين ولاعبين بقيادة المدرب الوطني إميل رستم وضمّت طوني عيسى، منير كسرواني، علي سعد، عادل سرحان، أحمد كحيل، مازن قبيسي، يزبك وهبي، عماد مرمل، اسماعيل الموسوي، وفيق حمدان، حسن أيوب، محمد حسن (كاريكا)، محمد غدار، عباس عطوي، محمد حيدر.
أما الفريق الأحمر بقيادة المدرب فؤاد ليلا فقد طغى عليه الطابع السياسي وضم النائب هاني قبيسي، الوزير علي بزي، أحمد بعلبكي، الممثل سعد حمدان، الفنان خالد العبد الله، الإعلاميين فراس حاطوم، عباس ضاهر، رشيد نصار، وجمال الحاج، علي حسون، حسن المحمد، حسن شعيتو، ابراهيم حيدر وعامر كمال.
الأجواء المرحة بدأت ما قبل المباراة مع محاولة من النائب هاني قبيسي الهروب من خوض اللقاء، لكن «تحالف» هاشم حيدر وأحمد بعلبكي عليه أجبره على الرضوخ والمشاركة. الاهتمام كان أكبر في غرفة الفريق الأحمر، فمهمة المدرب ليلا صعبة في إدارة فريق معظمه من خارج اللعبة، ومع توزيع المراكز ومنح شارة الكابتن للوزير علي بزي، توضحت الصورة بالاعتماد على جمال الحاج لقيادة الفريق فنياً دافعاً بأحمد بعلبكي في الهجوم والنائب قبيسي مدافعاً أيسر. الزميل عباس ضاهر وفراس حاطوم لم يشاركا كأساسيين لوصولهما متأخرين، أمر تعلّق عليه الزميلة نوال بري في تلفزيون الجديد «فراس متل العادة دايماً مأخّر».
انطلاق المباراة بعد تحريك كرة البداية من الوزير علي حسن خليل، وتعليق مباشر عبر مكبرات الصوت لتظهر أفضلية الفريق الأبيض، ما يلبث التعليق أن ينقطع مع إضاعة بعلبكي فرصة سهلة، أمر فسّره البعض (من باب النكتة) بعدم قدرة المعلّق على ذكر مثل هذا الأمر. وتتوالى الأهداف للفريق الأبيض والاحتفال من اختصاص لاعب الاحتياط منير كسرواني الذي يدخل الى أرض الملعب سابحاً على بطنه محتفلاً على الطريقة الأوروبية.
وأهدر الفريق الأحمر عدة فرص مع وجود بعلبكي وقبيسي (المدافع الأيسر!) في الهجوم وإلى جانبهما لاعب المنتخب وفريق النجمة حسن محمد الذي لم يكن متفاهماً مع زميليه، وطبعاً المشكلة من محمد يقول أحد المتابعين للمباراة.
ختام الشوط الأول انتهى بتقدم الفريق الأبيض 3 - 1، سجل له محمد غدار وكاريكا (2) في حين سجل للأحمر أحمد بعلبكي الذي تلقّى تهانئ من مدافعي الفريق الأبيض لدى تسجيله الهدف( دون معرفة الأسباب!).
في الشوط الثاني تحسّنت حال الفريق الأحمر مع تعليمات المدرب ليلا الذي اكتفى بعبارة «بدنا نعادل يا شباب»، لكنه لم يقل كيف، ربما لأنه هو نفسه لا يعلم. ومع دخول الزميل رشيد نصار جاء الهدف الثاني الذي سجله بحرفنة قبل أن يعادل حسن محمد النتيجة، لكن الكلمة الأخيرة كانت للاعب الفريق الأبيض محمد حيدر لتنتهي المباراة بفوزهم 4 - 3.
عدة ملاحظات برزت في الحدث، كغياب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي رغم أنه كان من المفترض أن يلعب حارس مرمى، وكان هناك لافتات ترحيب به، كذلك فإن جابر شكره في كلمته، لكن قيل إنه مرتبط عائلياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المدير العام للوزارة زيد خيامي. أما بالنسبة إلى رئيس لجنة الشباب والرياضة سيمون أبي رميا الذي كان من المفترض أن يلعب أيضاً، فقد برر المنظمون غيابه بسبب حضوره لحفل السفارة الفرنسية، قاطعين الطريق على تفسيرات سياسية لفتور ما.
واللافت أيضاً غياب معظم أعضاء الاتحاد باستثناء قبيسي وشاهين، وهما من «أهل البيت».
نقطة سلبية أخرى كانت مع غياب الجمهور عن المباراة، وهذا أمر تتحمل مسؤوليته إدارة الأهلي النبطية التي كان من المفترض أن تحشد الجمهور، خصوصاً أن اللقاء كان منقولاً مباشرة على ثلاثة تلفزيونات (المؤسسة اللبنانية للإرسال، الجديد والـ NBN).



حيدر: المشروع للمحافظة بأكملها

رأى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر أن هذا المشروع الرياضي له بعد اجتماعي يسهم في توجيه المجتمع الى اهتمامات قيمة ويساعد في تطوره وتحفيز شبابه للانخراط بشكل كبير في التوجه الرياضي، مشيراً الى أن هذا المشروع تستفيد منه محافظة بأكملها وتستخدمه كافة الأندية في المنطقة، ويستخدمه الاتحاد للمباريات الرسمية.