يعيش نادي الحكمة حالة من التناقض أو الانفصام. فمن جهة يقوم ببناء فريق للموسم المقبل مع تشكيل مجلس أمناء جديد برئاسة جديدة، وفي الوقت عينه يواجه مشكلة مادية على صعيد عدم قدرة الإدارة على الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه بعض اللاعبين الذين لعبوا معها الموسم الماضي. فهناك نحو ستة لاعبين لم يقبضوا مستحقاتهم المادية للموسم الماضي، كصباح خوري (40 ألف دولار، لكن من دون وجود عقد رسمي)، ميغيل مارتينيز (22 ألفاً)، جوي عكاوي (22 ألفاً)، محمد فحص (9 آلاف) وجو غطاس (13 ألفاً)، إضافة إلى شربل السخن المرتبطة أموره المادية بالرئيس السابق للنادي طلال مقدسي. وكان للاعب آخر، هو جاد بيطار، مستحقات مالية، لكن ممكن أن يكون قد جرت تسويتها بعد تجديد التعاقد معه. ويسعى الرئيس الحالي إيلي مشنتف إلى توفير الأموال مع وصول القيادي في التيار الوطني الحر، زياد عبس، إلى رئاسة مجلس الأمناء في خطوة جيدة تفتح الطريق أمام تشكيل مجلس أمناء كبير يرفد النادي بالأموال. لكن اللافت أن الحكمة يتعاقد مع مدربين ولاعبين ويكرّم شخصيات (رئيس الاتحاد الإماراتي إسماعيل القرقاوي الأحد في مطعم برج الحمام) وفي الوقت عينه لا يسدد إداريوه الديون، إلى درجة أصبح فيه وضع اللاعبين صعباً، وهم بحاجة إلى المال ويجدون النادي يدفع أموالاً في مكان آخر.
لكن المعلومات تؤكّد أن خزينة النادي خالية؛ إذ إن بعض الشيكات التي حررت للاعبين جدد، كإيلي رستم وإيلي إسطفان، كانت من حساب المدير الفني الجديد فؤاد أبو شقرا. وبالتالي إدارة نادي الحكمة ليست بوارد سلب لاعبيها حقوقهم، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود الأموال، ما يفتح الباب على السؤال عن راعي النادي الجديد، رجل الأعمال وديع العبسي، وعدم تدخله لحل المشكلة، وخصوصاً أن المبالغ ليست كبيرة، وهو قال سابقاً «إن الحكمة إحدى عينيه»، في حفل إعلان رعايته للنادي. ويبقى تدخله بهدف الحفاظ على سمعة النادي الذي أصبح مسؤولاً عنه من لحظة تبنيه له.