مرة جديدة يثير رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر الاستغراب في قرارات مصيرية تخصّ «الفيفا»، فهو اكد مجدداً انه لن يكون بمقدوره معاقبة سلفه البرازيلي جواو هافيلانج الذي ورث عنه رئاسة اعلى سلطة كروية، وذلك «لعدم تمتعه بالصلاحية» على حدّ قوله. واذ اعترف بلاتر بفساد هافيلانج الذي ربطته علاقة جيدة معه عندما كان اميناً عاماً في اتحاد الاخير، فانه سيبقى مكتوف اليدين تجاه ما حصل رغم ان وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا كشفت ان البرازيلي الذي ترأس «الفيفا» مدة 24 عاماً قبل وصول بلاتر الى المنصب عام 1998، جمع 1.5 مليون فرنك سويسري على الاقل (986 ألف جنيه استرليني)، في مقابل 1.74 مليون فرنك على الاقل لرئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا سابقاً ريكاردو تيكسيرا.
وحصل الرجلان على الرشوة من الشريك التسويقي السابق للفيفا «آي أس أل»، التي أعلنت افلاسها عام 2001 تحت عبء ديون وصلت الى 300 مليون دولار اميركي.
واصر بلاتر على انه عاجز عن معاقبة سلفه، قائلاً: «لا املك الصلاحية لاستدعائه للمحاسبة. اللجنة العمومية اختارته رئيسا فخرياً، واللجنة العمومية وحدها يمكنها التقرير في مصيره».
لكن الاخطر اقرار بلاتر بأنه تم ذكر اسمه في الوثائق، وقد نشر «الفيفا» تقرير المحكمة السويسرية الاربعاء الماضي على موقعه الالكتروني، مشدداً في بيان على ان اسم بلاتر غير وارد في التقرير، على عكس هافيلانج وتيكسيرا، وبالتالي فان رئيس «الفيفا» ليس متورطاً في القضية، رغم ان الوثائق افادت بأن المسؤولين في الاتحاد الدولي كانوا على علم بأن البرازيليين تلقوا الرشوة من «آي أس أل»، وان الاتحاد وافق على دفع 1.64 مليون جنيه بشرط ان تسقط الاجراءات في حق هافيلانج وتيكسيرا.