ناقش ممثّلو أندية الدرجة الأولى مع اتحاد كرة القدم، يوم الخميس الماضي، موضوع رفع عدد اللاعبين الأجانب الى ثلاثة، واتفقوا على تجديد اللقاء اليوم عند الساعة الخامسة عصراً في مقر الاتحاد. لكن موضوع عدد الأجانب يعتبر ثانوياً نسبة إلى ما يجب مناقشته بين أهل اللعبة، إن كان على صعيد نظام التواقيع أو بطولات الفئات العمرية وتنظيم مباريات البطولة. ويبرز إلى الواجهة موضوع نظام التواقيع.
ففريق النجمة خسر لاعبه بلال نجارين من دون أن يحصل على قرش واحد، إذ إن قلب دفاع منتخب لبنان وفريق النجمة نجح في الحصول على بطاقته الدولية التي طلبها له الفريق الهندي الذي وقّع معه مقابل مبلغ 150 ألف دولار كما يقول اللاعب، في حين تقلل مصادر أخرى من قيمة العقد. واللافت أن نجارين لم يخاطب ناديه أو يعلمه بخطوته، بل توجه مباشرة الى الاتحاد الدولي. وقبل نجارين كان هناك رحيل محمد غدار وزكريا شرارة من صفوف الفريق من دون الحصول على بدل مادي.
في الصفاء، غادر قبل سنوات رامز ديوب الى ميانمار من دون إعلام ناديه واحترف في الخارج من دون فائدة مادية لبطل لبنان. أما العهد فيعيش كل فترة خضة على صعيد اللاعبين والعروض التي تأتي اليهم، لتصل الأمور الى حدود الخلاف، كما يحصل حالياً مع أحمد زريق الذي يفكر في السفر الى الخارج نتيجة عدم تجاوب إدارة ناديه مع عروض خارجية قُدّمت إليه.
في ظل هذه الأمثلة التي يعاني فيها النادي واللاعب على حد سواء بدأت أندية الدرجة الأولى تفكّر في تغيير نظام تواقيعها «لتحمي اللاعبين بالدرجة الأولى ثم الأندية»، كما يقول مسؤول في أحد الأندية الكبيرة. «فاللاعبون الجدد يخافون التوقيع مع الأندية اللبنانية كي لا يصبحوا تحت رحمتها، وفي الوقت عينه تجد أن بعض الأندية تدفع ثمن النظام غير الحضاري الذي يحكم العلاقة بين الأندية واللاعبين». مسؤول آخر في ناد عريق يضيف «نحن في لبنان ندفع مئات آلاف الدولارات على الفاضي، ولا بد من تغيير النظام».
ويقترح المسؤول الأول أن يُعتمد نظام تواقيع العقود بحيث تكون البداية من توقيع عقد لا يقل عن خمس سنوات بين الأندية واللاعبين المسجلين على كشوفها حالياً، يكون بعدها اللاعب حراً في الانتقال الى أي ناد آخر. أما بالنسبة إلى اللاعبين الجدد، فيمكن توقيع العقد وفق المدة التي يتفق عليها الطرفان. وبهذه الطريقة لا يكون هناك حل للتواقيع بشكل عشوائي يؤذي الأندية، وفي الوقت عينه يجري التأسيس لنظام متطور يحفظ حقوق الجميع. ويمكن من خلال دراسة المقترحات حفظ حقوق الأندية مع لاعبيها الصغار، بحيث لا يحق له الانتقال الى فريق آخر قبل أن يبلغ السن الأولمبية، أي 23 عاماً.
ويستشهد أحد المسؤولين بما حصل مع نجارين أو غيره، فلو كان هناك عقد احترافي بينه وبين النادي لما حصل ما حصل، مضيفاً «الهند التي كنا نتقدم عليها بسنوات، أصبح لديها نظام احترافي ونحن ما زلنا هواة».
لكنّ مصارد في النجمة تؤكد وجود عقد بين نجارين والنادي، إلا أن نقطة ما سمحت لنجارين بالحصول على بطاقته الدولية.
ويبقى نظام التواقيع أحد الأمور التي تحتاج الى درس من قبل أهل اللعبة، فهناك موضوع بطولات الفئات العمرية الذي لا يقل أهمية ويحتاج الى دراسة معمّقة.