ما كان يظنه الجميع بانتهاء الأزمة بين الرياضي وأنيبال بعد حلّها في مكتب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي بعد اجتماع موسّع يوم الجمعة، تبيّن أنه سراب عصر السبت مع انسحاب الرياضي بعد قرار اتحادي بإقامة المباراة دون جمهور بناء على توصية من القوى الأمنية وبالتنسيق مع كرامي. هذا القرار لقي رفضاً من رئيس النادي هشام جارودي ومدير الألعاب جودت شاكر اللذين اتخذا قرار الانسحاب. وبدت وجهة نظر الرياضي مستغربة خصوصاً أن المعلومات كانت تشير يوم الجمعة الى أن المباراة ستقام دون جمهور وذكرت «الأخبار» هذا الموضوع في عنوان مقالة كرة السلة.
هذا الانسحاب أحرج كرامي الذي كان عرّاب التسوية بحيث نجح في اعادة المباراة الى ملعب الرياضي وبالعفو عن اللاعب إسماعيل أحمد بعد الاعتذار، كما أن الجميع أوكلوه مهمة التنسيق مع القوى الأمنية وبالتالي كان عليهم القبول بما سيصدر عنه.
المهم أن المباراة لم تقم حيث أعلن جارودي الانسحاب مهاجماً قائد الجيش العماد جان قهوجي معتبراً أنه يسيّر الأمور لمصلحة نجله جاد الذي هو الرئيس الفخري للشانفيل. وشكل هذ التصريح «زلة لسان» من جارودي حيث أثار موجة من ردود الفعل عبر بيانات من أطراف عدة كقيادة الجيش والاتحاد اللبناني لكرة السلة وجاد قهوجي والشانفيل، ما استدعى بياناً من الرياضي موقعاً من الرئيس جارودي فيه «رسالة محبة وتقدير الى قيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي للدور المتوازن الذي قامت به خلال هذه الفترة». ومع الخطوة المفاجئة للرياضي، تسارعت التحليلات لتفسير هذه الخطوة حيث اعتبر أحد المتابعين للعبة، وله تاريخ فيها، أن موضوع الانسحاب فني بحت يتعلّق بحظوظ الرياضي الصعبة بالفوز نتيجة المستوى العالي الذي يقدمه أنيبال، وهو ما تأكّد في اليوم التالي مع فوزه على الشانفيل في أولى مباريات النهائي.
لكن في المقابل، تعتبر مصادر في الرياضي أن الانسحاب جاء بضغط من الجمهور الذي هدد باقتحام الملعب والاصطدام مع القوى الأمنية التي حوّلت الملعب الى ثكنة عسكرية، في حال لعب الرياضي دون جمهوره.
واذا كان السبت قد شهد مفاجأة كاملة بانسحاب الرياضي، فإن الأحد سجّل «نصف» مفاجأة مع فوز أنيبال على الشانفيل في أولى مباريات سلسلة النهائي. ونصف المفاجأة كانت بالفوز على الشانفيل على أرضه وأمام جمهوره وبفارق 15 نقطة 84 - 69 (21 - 18، 44 - 33، 60 - 53). وسيطر أنيبال على المباراة بأدائه الجماعي مع تألّق شارل تابت (13 نقطة و10 كرات مرتدة)، والثنائي ليروي هيرد (21 نقطة) وجاي يونغ بلود (22) ومن خلفهم رودريغ عقل (9 نقاط و9 تمريرات حاسمة و6 كرات مرتدة).
أما من الشانفيل فبرز سام هوسكين (25 نقطة و15 كرة مرتدة) مع تراجع أداء ماركوس هايسليب (17 نقطة و4 كرات مرتدة في 40 دقيقة). كما سجل فادي الخطيب 15 نقطة و9 كرات مرتدة. وتقام المباراة الثانية اليوم عند الساعة 17.45 في زحلة.



كرامي قام بواجبه

اعتبر وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي أنه قام بواجبه على صعيد أزمة كرة السلة حيث أعاد للرياضي حقّه. أما في ما خص مسألة الجمهور فهي خارج صلاحياته وتتعلّق بقرار من القوى الأمنية التي ارتأت إقامة المباراة دون جمهور، خصوصاً بعد أحداث مباراة النجمة والصفاء في الدوري اللبناني لكرة القدم.