تسارعت الأحداث أمس في الوسط السلّوي مهددة بانقسام طائفي حاد في اللعبة، فكانت الأجواء أشبه بأيام الـ«شرقية» والـ«غربية». في «الغربية» تأجّلت مباراة الرياضي وأنيبال على ملعب المنارة في نصف نهائي البطولة بسبب «استحالة إقامتها». هذا في الظاهر أو كما جاء في بيان الاتحاد، أما في التفاصيل فالقصة بدأت حين اتخذ اتحاد اللعبة قراراً بإيقاف لاعب الرياضي اسماعيل أحمد «لما بدر منه من كلام فيه شتم وتشهير وتهديد بحق اللعبة والاتحاد وأعضاء الاتحاد» خلال المباراة مع أنيبال أول من أمس، وإقامة المباراة الأخيرة أمس من دون جمهور.
هذا الأمر رفضه الرياضي حيث دخل بعض جمهوره الى الملعب، اضافة الى قطع الطريق أمام الملعب من قبل البعض الآخر لمدة نصف ساعة في ظل انتشار أمني كثيف قبل أن يقوم الجيش اللبناني باعادة فتح الطريق. في هذا الوقت حضر أعضاء الاتحاد نادر بسمة، ياسر الحاج، نزار الرواس وهادي غمراوي الى النادي الرياضي وجرى الاتصال برئيس الاتحاد جورج بركات حيث وضعه بسمة في أجواء الملعب مطالباً بتأجيل المباراة، وهو ما وافق عليه بركات نظراً لحساسية الوضع وتوتره. كذلك أبلغ بسمة رئيس الاتحاد بتعليق الأعضاء الأربعة لعضويتهم تضاف اليهم استقالة جودت شاكر ما لم يتراجع الاتحاد عن قراراته... وإلا فالاستقالة.
وقام الأعضاء بصياغة كتاب وأرسلوه الى الأمانة العامة للاتحاد موقعاً منهم إضافة الى شاكر المستقيل.
واللافت أنه مع قرار تأجيل المباراة من قبل بركات كان الأمين العام للاتحاد غسان فارس يقوم باتصالات مع المسؤول عن القوى الأمنية في الملعب المقدم طوق لاخراج الجمهور من المدرجات بهدف إقامتها أو تثبيت عدم إمكانية إقامتها.
وكما في كل شيء في لبنان، حضرت السياسة أيضاً مع قدوم النائبين عمار حوري ومحمد قباني، اضافة الى صالح المشنوق مع خطب خرج جزء منها عن الإطار الرياضي.
هذه الأحداث دفعت اتحاد اللعبة في «الشرقية» الى الاجتماع واتخذ قرارات بتأكيد عقوبة أحمد وإقامة المباراة اليوم على ملعب أنترانيك عند الساعة 17.45 من دون جمهور. وجاءت القرارات لتكسر «الجرة» تماماً بين الطرفين حيث سحب الرياضي فريق السيدات من مباراته مع أنترانيك في سلسلة النهائي وكانت النتيجة 21 - 15 لصالح أنترانيك. والانسحاب لن يتوقف على لقاء السيدات، إذ قررت ادارة النادي الانسحاب من جميع بطولات الاتحاد.
ولا شك أن أحداث أمس ستنسحب على تحركات اليوم حيث ستتجه الأنظار الى وزارة الشباب والرياضة وتحديداً الى الوزير فيصل كرامي الذي يعوّل عليه لمعالجة الأزمة وإطفاء الفتنة التي بدأت تلوح بوادرها في الشارع السلوي مع غياب كلي لطائفة عن لعبة شعبية. وأكّد مستشار الوزير ياسر عبوشي أن كرامي يؤمن بالمؤسسات وينتظر الاتحاد لاتخاذ القرارات المناسبة «ولكن إذا كانت القرارات ستؤثر على اللعبة وعلى السلم الأهلي فهو لن يقف متفرجاً. وهناك خيارات متعددة لحماية اللعبة والسلم الأهلي، فالوزير لن يقبل أن تتحول كرة السلة الى عين رمانة جديدة وهو ماض في قراراته حتى لو كانت قاسية، وآخر الدواء الكي». وكشف عبوشي عن أن اللقاءات ستشمل جميع المعنيين بلعبة كرة السلة بمن فيهم الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاجيريان. ويتوقع ان يكون اليوم حافلاً فهل يقوم الوزير بتجميد الاتحاد وتشكيل لجنة لادارة اللعبة أم تنجح الوساطات لحل المشكلة بطريقة ترضي جميع الأطراف؟



قرار مستغرب

جاء توقيت قرار توقيف إسماعيل أحمد وإقامة المباراة من دون جمهور مستغرباً وبدا كأنه يغلّب كفة فريق على آخر في حين أن أنيبال لم يكن يحتاج إلى مثل تلك القرارات في ظل العروض الجيدة التي يقدمها، إضافة الى أن أحمد كان سيلعب مصاباً بإصبعه، وأن جمهور الرياضي سيكون عدده قليلاً بعد القرار الاتحادي.