لم يكن مفاجئاً في سوق الانتقالات الصيفية الماضية عندما لم يجرِ أرسنال إلا صفقة واحدة تمثلت بضم الحارس التشيكي المخضرم بتر تشيك من تشلسي، إذ إن تشكيلة "المدفعجية" كانت تعدّ الأكثر اكتمالاً وانسجاماً بين لاعبيها، رغم عدم تحقيق النتائج المرجوّة باستثناء لقب كأس الاتحاد، وهذا مردّه إلى عوامل عديدة.
هذا الانسجام هو بالضبط نقطة قوة الفريق هذا الموسم الذي يؤدي فيه "الغانرز" في الدوري الإنكليزي الممتاز أحد أفضل مواسمه في الأعوام الأخيرة، وما وجوده في المركز الثاني متأخراً بفارق نقطتين فقط عن ليستر سيتي سوى تأكيد لذلك، بعدما كان فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر يبتعد عن المنافسة إثر انقضاء 10 جولات فقط.
بالتأكيد هنا، فإن الإصابات التي كانت تعصف بالفريق كان لها دورها السلبي في ضياع النقاط على أرسنال، لكن ثمة عامل بدا الفرق فيه مختلفاً بوضوح هذا الموسم عن سابقَيه وغيّر كثيراً من شكل "الغانرز"، ألا وهو النجم الألماني مسعود أوزيل، إذ ليس خافياً أن تعاقد أرسنال مع صانع ألعاب ريـال مدريد الإسباني السابق قبل موسمين، بمبلغ قياسي، كان أبعد من ضمّ نجم إلى بناء مشروع يقوده هذا اللاعب بما يمثله من سحر وفعالية على أرض الملعب. لكن ما حصل هو أن الألماني بدا غير متأقلم مع الكرة الإنكليزية في موسميه الأولين.
كسب أرسنال نجماً خارقاً من "لا شيء" بعودة أوزيل إلى مستواه السابق
إلا أن الحال تبدل في هذا الموسم مع وصول أوزيل إلى قمة مستواه بعد أن أولى الجانب البدني أهمية ليتمكن من تحمل الضغوط في كرة الإنكليز، وليكون الألماني حالياً القائد الساحر الذي يبحر بسفينة أرسنال في المسار الصحيح لناحية صناعة اللعب وأيضاً التسجيل، حتى أن "أسطورة" ليفربول السابق، ستيفن جيرارد، لم يتوانَ عن القول، أول من أمس، إنه يتمنى اللعب إلى جانب أوزيل. أما فينغر، الذي ظل يتلقى الانتقادات على أداء لاعبه لتعاقده معه، فوصفه أمس بـ "الموسيقي الذي يلعب النوتة الصحيحة في الوقت الصحيح"، مضيفاً: "لديه توقيت مميز. يمرر الكرة عندما يجب أن يمررها. من الممتع رؤيته وهو يلعب".
بتعبير آخر، كسب أرسنال في هذا الموسم نجماً خارقاً من "لا شيء" يضاف إلى تشكيلته المنسجمة بوجود نجوم مثل التشيلياني أليكسيس سانشيز والإسباني سانتي كازورلا والويلزي آرون رامسي والفرنسي أوليفيه جيرو وثيو والكوت والبقية الباقية.
إلا أن الصورة الجميلة لأرسنال أمكن رؤيتها أمسية الأربعاء الماضي عندما عاكس التوقعات وحقق الفوز على أولمبياكوس اليوناني في ملعبه الصعب بثلاثية نظيفة ليضمن وجوده بين كبار القارة في دور الـ 16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا. فأن ينجح لاعبو فينغر في المهمة على أكمل وجه وهم منقوصون من سانشيز وكازورلا فهذا تأكيد لقوة "المدفعجية" هذا الموسم واستقراره بعد خضات كثيرة في الاعوام الأخيرة، وأيضاً على التطور الذي شهده لناحية عدم تأثره بغياب النجوم، وهذه نقطة مهمة في موسم إنكليزي طويل لا يخلو من إصابات كثيرة، لكن هذا لن يمنع بقيامه بتعاقد في الشتاء تحديداً في وسط الملعب لكثرة مصابي هذا الخط.
أرسنال لاعب أساسي في المعادلة الإنكليزية في الموسم الحالي، هذا واضح، إذ إن احتلال الفريق الوصافة لا شك في انه يعطي الدافع ويزيد الطموح لديه للعودة إلى منصة التتويج بعد الغياب عنها منذ 12 عاماً عانى فيها جمهور "المدفعجية" الويلات تلو الأخرى.
المهمة الجديدة الآن تبدو سهلة على ملعب أستون فيلا الأخير، وذلك قبل استضافة مانشستر سيتي في قمة الجولة التالية وقبل مباريات فترة الأعياد الكفيلة بأن ترسم، بوضوح، مشهد المنافسة على اللقب العتيد.




برنامج بطولتي إنكلترا وإيطاليا

إنكلترا (المرحلة 16)

- السبت:
نوريتش سيتي × إفرتون (14,45)
كريستال بالاس × ساوثمبتون (17,00)
مانشستر سيتي × سوانسي (17,00)
سندرلاند × واتفورد (17,00)
وست هام × ستوك سيتي (17,00)
بورتموث × مانشستر يونايتد (19,30)

- الأحد:
أستون فيلا × أرسنال (15,30)
ليفربول × وست بروميتش ألبيون (18,00)
توتنهام × نيوكاسل (18,00)

- الاثنين:
ليستر سيتي × تشلسي (22,00)
إيطاليا (المرحلة 16)

- السبت:
جنوى × بولونيا (16,00)
باليرمو × فروزينوني (19,00)
ساسوولو × تورينو (19,00)
أودينيزي × إنتر ميلانو (21,45)

- الأحد:
كييفو × أتالانتا (16,00)
إمبولي × كاربي (16,00)
ميلان × فيرونا (16,00)
نابولي × روما (19,00)
يوفنتوس × فيورنتينا (21,45)

- الاثنين:
لاتسيو × سمبدوريا (21,45)