كيف سينتهي اجتماع أعضاء اللجنة العليا للاتحاد مع المدرب ثيو بوكير؟ على ماذا سيتّفق الطرفان؟ هل هناك احتمال ألا يتّفقا؟ هل يستقيل بوكير أم يثبّت فكرة أنه أصبح «لبنانياً» وممكن أن يدخل في لعبة التسويات؟ هل سيشهد الجهاز الفني تغييراً، أم تطعيماً بالعنصر الأجنبي مع المحافظة على القديم أيضاً؟ أسئلة عدة يتداولها الشارع الكروي قبل ساعات على الاجتماع الذي طال انتظاره لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور في المنتخب. اليوم سينتهي الهمس الدائر منذ فترة عن شكل المرحلة المقبلة، ليتبيّن الخيط الأبيض من الأسود في ما يتعلّق بما يريد بوكير. هذه الـ«ما يريد» تشغل بال المسؤولين في الاتحاد والمتابعين، خصوصاً أن لا أحد يعلم ماذا يريد. فهناك كلام اتحادي أن بوكير غير واضح في موقفه، فهو يقول شيئاً لرئيس الاتحاد هاشم حيدر ويقول شيئاً آخر لعضو لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين، إضافة الى كلام مختلف الى الجهاز الفني، من الممكن أن يكون مختلفاً عمّا يقال لحيدر وقمر الدين وكذلك لبعض المقربين منه. ويدور حديث عن أن بوكير يواجه مشكلة على صعيد مرجعية القرار بالنسبة لمنتخب لبنان وهل أن هذه المرجعية هي لجنة المنتخبات أم رئيس الاتحاد هاشم حيدر كما كان قائماً في المرحلة السابقة؟البعض وصفه بالمدرب «الثعلب»، لكن يبدو أن هذا الوصف لا ينحصر في أدائه على أرض الملعب، بل ينسحب الى خارجه أيضاً، إذ من الصعب أن تعرف ماذا يريد. وبالتالي فإن اجتماع اليوم سيكشف ما إذا كان بوكير سيصرّ على مطالبه بالنسبة إلى الجهاز الفني، وتحديداً مدرب حراس المرمى واستبعاد بعض اللاعبين، أو سيدخل في تسويات حفاظاً على مسيرته مع المنتخب. بعض المعلومات تشير الى أنه سيستقيل إذا لم يستجب الاتحاد لمطالبه (لكن يجب أن يفصح عنها أولاً). وينطلق هذا الرأي من نقطة أن بوكير غير متمسك بمنصبه، خصوصاً أن الإنجاز الكبير قد تحقق بالتأهل الى الدور الحاسم، ومسألة الصعود الى المونديال بعيدة جداً، وبالتالي ليس هناك ما يخسره في حال أغلق الباب وراءه ورحل.
لكن هذا الرأي قد يخالفه رأي آخر يقول إن المسألة هي شد حبال وبوكير لا يمكن أن يستقيل، خصوصاً في ظل غياب أي عروض أخرى خارجية، عكس ما أشيع سابقاً، وهو ما قد يجعله يدخل في لعبة التسويات التي قد تنتهي بإبقاء الوضع على ما هو عليه مع بعض التعديلات الطفيفة.
ويبقى موضوع حراسة المرمى ومسألة زياد الصمد والمدرب جهاد محجوب النقطة الأبرز. ففي حال كان هناك توجه لوضع نهاية لمشوارهما مع المنتخب اللبناني، يجب أن يكون هذا بطريقة محترمة تليق بتاريخ الشخصين، آخذين بالحسبان الدور الذي أدّياه في تأهل لبنان، وتحديداً الصمد الذي كان له الفضل في الفوز على الكويت وكوريا الجنوبية، ولا يجب أن يخفي عامل النسيان تلك الحقيقة، إضافة الى ضياع حقهما في التكريم. كذلك فإن أي طلب من بوكير للاستعانة ببدائل للصمد ومحمد حمود يجب أن يقابل بتساؤلات عن تلك البدائل وعدد المباريات التي لعبها الحراس البدلاء، إضافة الى سؤال: آخر هل يستحقان الاستبعاد؟
وبالنسبة لمحجوب فقد يكون الحل الأفضل بقاءه في الجهاز الفني والاستعانة في الوقت عينه بمحاضر أجنبي يقوم بتطوير حراس المرمى ومدربيهم في لبنان، أما بالنسبة للصمد فالسؤال الأول الذي سيطرح على بوكير حين يتم طرح أي أسم بديل له هو «هل هو أفضل من الصمد، ولا يستحق الصمد البقاء ولو كحارس احتياطي؟». أمور كثيرة ستحسم في جلسة اليوم، التي مهما كانت نتائجها فسيكون الأهم فيها أن المسؤولين قد تحركوا في النهاية بعد مرور شهر كامل على مباراة الإمارات.



التغيير إلى الأفضل

لن تكون طريق
رغبة بوكير في التغيير مفروشة بالورود. صحيح أن اتحاد اللعبة مستعد لتلبية جميع طلباته، لكن على بوكير أن يعلم أنه حين يقول إنه يريد تغيير مساعده أسامة الصقر أو مدرب الحراس جهاد محجوب، يجب على البديل أن يكون أفضل من السابق وضمن امكانات الاتحاد. وليس من منطلق شخصي أو لأسباب غير مقنعة.