"إلى جماهير كرة القدم اللبنانية، لا يمكنني وأنا أعلن اعتزالي اللعب إلا أن أحضر بينكم من خلال كلمات بالتأكيد غير كافية وعاجزة أمام ما في قلبي من حب وامتنان لكم، لكل لحظة تشجيع ودعاء قمتم بها من أجلي، وأنا أيضاً لم أتخلَّ لحظة واحدة عن تلبية النداء من أجل المنتخب، من أجلكم ومن أجل الوطن.شكراً لجماهير الأندية التي لعبت في صفوفها على دعمهم لي، وشكراً لجماهير كل أندية الوطن لأنهم شكلوا حافزاً لي للعمل أكثر.
شكراً للإعلام الرياضي الذي أكنّ له كل الاحترام، من مدحني وكذلك من انتقدني، فكلاهما ساعدني ولا أستطيع إلا الشكر لهم والامتنان.
كل الأماني لكم ولكرة القدم اللبنانية".
مع المنتخب تعرّض "دودو" لإصابة قوية في ركبته شكّلت منعطفاً حاسماً في مسيرته

بهذه الكلمات ودّع يوسف محمد أمس جماهير الفوتبول اللبناني ليطوي صفحة جميلة أخرى لمسيرة ذهبية بعد تلك التي طواها القائد رضا عنتر عقب المباراة الاخيرة لمنتخب لبنان أمام ميانمار في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.
"دودو" كان قد أرسل كتاباً الى الاتحاد اللبناني للعبة يبلغه فيه نهاية مشواره مع منتخب "رجال الأرز" الذي ارتدى قميصه للمرة الاولى عام 1999 ليخوض معه 50 مباراة دولية سجل خلالها 3 أهداف.
ومما لا شك فيه أن "دودو" الذي سيبلغ عامه الـ36 في أول تموز المقبل اتخذ قراره عن دراسة، إذ يعلم أن المهمة لن تكون سهلة للبقاء في "الفورمة" طوال فترة تمتد لسنة تقريباً سيخوض خلالها المنتخب اللبناني مباريات الملحق المؤهلة الى كأس آسيا في الامارات، وخصوصاً أن النجم المعتزل، ومنذ تركه الاهلي الاماراتي قبل ثلاثة أعوام تقريباً، لم يرتبط بأي نادٍ، رغم الكلام عن عروضٍ محلية له من أجل الانضمام الى أحد الاندية، لكنه بقي مدافعاً عن القميص الوطني الاحمر دون سواه.
ولا يمكن إغفال أن محمد، الفائز بلقب الدوري اللبناني وكأس لبنان مع أولمبيك بيروت عام 2003، كان على رأس اللاعبين الذين قدّموا التضحيات للمنتخب الوطني، وهو الذي خسرعقداً كبيراً مع النادي الشهير اولمبياكوس اليوناني، حيث كان مرتقباً أن يوقّع معه في صيف 2013 مباشرة بعد مباراة لبنان وكوريا الجنوبية في بيروت ضمن تصفيات مونديال 2014، لكنه تعرّض لإصابة قوية في الرباط الصليبي لركبته شكّلت منعطفاً حاسماً في مسيرته.
مسيرة حافلة للقائد اللبناني الثاني، الذي دافع بإخلاص دائماً عن أي قميص ارتداه، فحاز شهرة عالمية، لا بسبب تعرضه لأسرع حالة طرد في تاريخ الدوري الالماني (بعد 92 ثانية على بداية مباراة كولن وكايزرسلاوترن في موسم 2010-2011)، بل لأنه مثّل الكرة اللبنانية خير تمثيل، حيث حمل شارة القيادة حتى عودة "ابن النادي" النجم الشهير لوكاس بودولسكي من بايرن ميونيخ، وحلّ في الاهلي الاماراتي بدلاً من القائد التاريخي للمنتخب الايطالي فابيو كانافارو. كذلك لا يمكن نسيان الكثير من محطات تألقه، منها هدفه الدولي الاول في مرمى الكويت (3-1) على ملعب طرابلس في 25 حزيران عام 2000. كذلك، كبحه للهداف التاريخي لمنتخب المانيا ميروسلاف كلوزه خلال أحد لقاءات كولن وبايرن في "البوندسليغا".
قائدٌ بالفطرة، يجتهد بصمت ومن دون ضجيج. بقي هكذا حتى أعلن اعتزاله أمس بعيداً من الاعلام وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
يوسف محمد، بعد رضا عنتر، سيترك فراغاً كبيراً على المستطيل الاخضر في كل مرة وُجد فيها أصحاب القمصان الحمر لخوض مباراة دولية، حيث ستعرف شارة القيادة في وقتٍ قريب زنداً جديداً، يؤمل أن يعطيها حقها لتقود المنتخب اللبناني بأمان، تماماً كما كان الشعور السائد في كل مرة ظهر فيها صاحب القميص الرقم 3 لاعباً دور "جنرال" خط الدفاع.