مانشستر يونايتد يعاني في خط الوسط، مانشستر يونايتد بحاجة الى لاعب وسط خلّاق، مانشستر يونايتد يرصد صانع الألعاب الهولندي ويسلي سنايدر. هذه هي أبرز العناوين التي برزت في انكلترا طوال الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً بعد معاناة بطل الدوري في بعض المراحل محلياً، وخروجه مبكراً من مسابقة دوري أبطال أوروبا. وفي الوقت الذي انتظر فيه كثيرون أن يقدم المدرب الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون على اتخاذ خطوة من هذا النوع، خرج «السير» بمفاجأة مدوية، معلناً وجود المعتزل بول سكولز على مقاعد الاحتياط في المباراة امام مانشستر سيتي (3-2) أمس ضمن مسابقة كأس انكلترا، لا بل إن المفاجأة الأكبر كانت مشاركة سكولز في الدقيقة 59 مكان إحدى أبرز ركائز الفريق، البرتغالي ناني.
طبعاً، قد يكون ما حصل مفاجأة سارّة لبعض عشاق مانشستر يونايتد، الذين لطالما استمتعوا بلمسات وعبقرية «المهندس»، وهم قد يجدون فيه حلاًّ للمشاكل التي يمرّ بها الفريق انطلاقاً من خط الوسط، حيث تكثر الغيابات، من البرازيلي أندرسون والوافد بقوة طوم كليفرلي المصابين، الى الاسكوتلندي دارين فليتشر، الذي يعاني فيروساً لا يمكن معرفة تاريخ شفائه منه.
لكن المنطق الكروي يتحدث عن شيء آخر، إذ إن علامة استفهام كبرى تطرح حول اذا ما كان سكولز لا يزال ذاك اللاعب الذي وصفه يوماً النجم الإسباني شافي هرنانديز بأفضل لاعب وسط رآه في حياته، والذي قال عنه «الأسطورة» الفرنسي زين الدين زيدان إنه لا يمكن مقارنته، ولن تعرف الملاعب صانع ألعاب بمستواه.
سؤال مطروح بقوة، وخصوصاً أن سكولز (37 عاماً) توقّف عن ممارسة أي نشاط كروي منذ اعتزاله في نهاية الموسم الماضي، حيث انغمس في مهمة تدريبية مع الفريق الرديف للفريق، لكن ما يبدو جليّاً أن سكولز بقي جائعاً للعب الكرة، وأبدى رغبته في العودة بعكس ما حصل معه سابقاً عندما قرر الاعتزال دولياً، ولم يعدل عن قراره أبداً رغم محاولات المدربين المتعاقبين على المنتخب الإنكليزي ثنيه، وآخرهم الإيطالي فابيو كابيللو.
اللافت أن سكولز كان قد كشف عند اعتزاله أن قدميه لا تسمحان له في هذه السن المتقدّمة بالقيام بالأمور التي اعتاد القيام بها، ومنها مجاراة لاعبي الوسط الأصغر منه سناً. الأكيد أن هذا الأمر صحيح، وفشل سكولز في تسجيل عودة ميمونة سيزيد من غضب الجمهور، الذي من حقه إبداء امتعاضه لأن فيرغيسون لم يضم أي لاعب وسط منذ عام 2007، أي عند استقدامه أندرسون من بورتو البرتغالي.
أما السؤال الأكبر، فهو اذا ما أصبح فيرغيسون عاجزاً عن إنتاج لاعب على صورة سكولز، وهو الذي اعتاد جعل اليافعين القادمين من الأكاديمية أساس فرقه الناجحة، وقد تحدث أخيراً عن الفرنسي بول بوغبا ورافل موريسون على أنهما نجما المستقبل، لكن الغريب أنه لم يعط أياً منهما الفرصة لإثبات نفسه عند حصول نقص في صفوفه!
طبعاً انتقد كثيرون خطوة الفرنسي أرسين فينغر بإعادة مواطنه تييري هنري الى أرسنال، لكن على الأقل كان الفرنسي ناشطاً في الملاعب الأميركية، بينما كان سكولز متفرجاً على المباريات.
يبدو أن فيرغيسون قد بدأ بتنظيف أسلحته القديمة، فمن يكون التالي، ديفيد بيكام؟



«السير» توقّع عودة سكولز

استبق مدرب مانشستر يونايتد «السير» إليكس فيرغيسون الأسئلة عن جدوى عودة بول سكولز إلى الفريق، قائلاً: «لم يكن هناك أي قلق بالنسبة إلى عودة سكولز. لقد تعامل اللاعبون مع الأمر بطريقة رائعة، وأنا أكيد أن الجمهور سيكون سعيداً تجاه ما حصل، وطبعاً أنا أملك الشعور عينه. شعرت دائماً بأنّ لديه موسماً آخر ليلعبه».