حتى الساعة 21,45 (بتوقيت بيروت) ليلة أول من أمس، كان بايرن ميونيخ الألماني فريق الأحلام وفريق من كوكب آخر بنظر كثيرين، كي لا نقول جميع المتابعين. لكن عند الساعة 23,30، أي لحظة صافرة نهاية مباراته أمام مانشستر سيتي الإنكليزي، عاد الفريق البافاري على متن أسرع مكوك فضائي إلى الأرض. ساعة ونصف كانت كافية لأن تُرجع البافاري الى كوكبنا، ان يصبح كغيره من فرق اوروبا: يخسر ويؤدي سيئاً، وأين؟ في ملعب «أليانز أرينا» في قلب ميونيخ، أضف الى ذلك طريقة حصول الخسارة وتكشُّف بعض الحقائق خلالها.
لا تبرير لما حصل. أن يقول قائل بأن بايرن ميونيخ كان ضامناً للتأهل، فهذا لا مكان له في قاموس البافاريين. من يعرف عقلية الألمان عموماً يعلم جيداً أنهم لا يضعون أي اعتبار في اي مباراة، وكيف اذا كانت أمام خصم انكليزي؟ وأكثر، فلولا يقظة الحارس الكبير مانويل نوير في الدقائق الأخيرة لكان فريقه ثانياً في المجموعة، وكان ليقع في مواجهة فريق كبير مبكراً في دور الـ 16.
بالتأكيد لم تعجب مشجعي بايرن ميونيخ مطلقاً اللقطة في الدقيقة 88 من المباراة عندما كان توماس مولر يحمي الكرة بجانب نقطة الركلة الركنية في منطقة سيتي لكي يضيع الوقت مغبة أن يخطف سيتي الكرة ويسجل هدفاً قاتلاً!
بطبيعة الحال أيضاً، لم يرق البافاريين أن يشاهدوا فريقهم وقد تقدم بالنتيجة 2-0 ومن ثم خسر 2-3 في نهاية المباراة. من المؤكد كذلك، أن اداء البافاري الكارثي منذ منتصف الشوط الأول حتى نهاية المباراة كاد يصيب محبيه بسكتة قلبية. فالشوط الثاني بالتحديد ظهر فيه بايرن ميونيخ شبحاً لذاك الذي أذهل أوروبا في الموسم الماضي وكان لما يزل كذلك حتى صافرة بداية مباراة أول من أمس.
القول بأن اللاعبين استهتروا بعد التقدم 2-0 فهذا لا يبرر الاداء السيئ. في الواقع، فقد أثبتت المباراة نقطتين مهمتين: اولاهما، هي ضعف التغطية الدفاعية من الظهيرين ما ادى الى ضغط في المنتصف وهذا ما اربك البرازيلي دانتي تحديداً. فأن يعتمد البافاري الأسلوب الهجومي الدائم في كل المباريات فهذه مخاطرة خصوصاً إذا كان الفريق المقابل قوياً هجومياً تحديداً عبر الجناحين، وهذا ما بدا واضحاً أمام سيتي.
ثانيتهما، فقد ظهر اول من امس مدى التأثير الكبير للاعبين هما: باسيتان شفاينشتايغر والهولندي اريين روبن. فالاسباني ثياغو ألكانتارا ورغم موهبته، لمّا يكتسب بعد التجربة الكبيرة لتعويض غياب «شفايني» واداء دوره المهم جداً في وسط الفريق. اما روبن فتلك قصة بحد ذاتها، اذ إن تواجده يخفف كثيراً من الضغط عن فرانك ريبيري وهذا ما عاناه الفرنسي أمام سيتي، فضلاً عن قدرة الهولندي الفائقة على خلق الفرص للبافاري.
ثمة من خرج بعد المباراة ليقول بأن هذه الخسارة أتت في وقتها المناسب تماماً لإيقاظ اللاعبين، وحتى يعالج مدربهم الاسباني جوسيب غوارديولا مكامن الخلل في العطلة الشتوية. مقولة تبدو منطقية، وخير مثال على ذلك الخسارة في الموسم الماضي في اياب دور الـ 16 أمام فريق انكليزي آخر هو أرسنال على ملعب «أليانز أرينا» أيضاً 0-2 (3-1 ذهاباً). بعدها، فإن بايرن ميونيخ أرعب كل أوروبا.




الحاجة للخسارة

اعتبر مدرب بايرن ميونيخ، الاسباني جوسيب غوارديولا، لموقع فريقه على شبكة «الانترنت» أن «الخسارة ليست أبداً جيدة، لكن الفريق والمدرب بحاجة لها لمعرفة كم هو صعب الفوز بالمباريات سواء في الدوري او دوري أبطال أوروبا»، مضيفاً «نحن فريق كبير، لكن يمكن أن نخسر أحياناً لأن الفرق الأخرى لديها لاعبون ومدربون جيدون».