صحيح أن عدد المرشحين ضرب رقماً قياسياً، لكن قلة قليلة تملك الحظوظ بالدخول إلى «جنة» اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة. ومن القلة تلك، لا يتجاوز عدد المرشحين للرئاسة ثلاثة، إذا لم يكن أقل منذ ذلك حتى. أحد هؤلاء هو الرئيس الأسبق بيار كاخيا الذي يبدو مرتاحاً لحظوظه بالعودة إلى الرئاسة، حيث يغلّب كاخيا احتمال التوافق بنسبة 60% على المعركة مع نسبة 40%. ويعلم كاخيا أن هناك عقبة رئيسية في طريق وصوله إلى الاتحاد، وهي الفيتو الموضوع من أحد اللاعبين الأساسيين في الانتخابات، وهو مسؤول هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة، ما قد يطيح مبدأ التوافق لمصلحة كاخيا. «حينها نذهب إلى معركة ديموقراطية استناداً إلى حلفاء وكل من يريد إبعاد الرياضة عن السياسة»، يقول كاخيا لـ«الأخبار».
لكن لماذا يضع سلامة فيتو على كاخيا؟
سؤال لديه إجابات عدة لدى المسؤول الرياضي الذي يبدأ من التركة التي خلفها كاخيا من ديون بلغت قيمتها 700 ألف دولار، إضافة إلى طريقة إدراته للاتحاد، وهو أمر اشتكت منه أطراف عديدة في الجمعية العمومية، وبالتالي لا يمكن فرضه عليها. لكن سلامة يذهب إلى أبعد من ذلك حين يعتبر كاخيا أنه مرشّح رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، انطلاقاً من التحالف بينهما. ويرى سلامة أن حيدر لم يعمل كحليف في العديد من المحطات، بدءاً ممّا حصل في انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي سابقاً مروراً بانتخابات الاتحاد اللبناني للسباحة، وصولاً إلى انتخابات اللجنة الأولمبية والتسويق لسهيل خوري كرئيس للجنة في وجه جان همام وانتهاءً بانتخابات الاتحاد اللبناني لكرة القدم عبر طريقة التعاطي مع مرشّح التيار جو كوبلي ومرشّح الراسينغ جورج حنا.
ويستشهد سلامة بتشكيل لجنة فضّ النزاعات في الاتحاد اللبناني لكرة القدم والمؤلفة من اللواء سهيل خوري والعميد حسان رستم وبيار كاخيا، مع عدم وجود عضو شيعي، ما يعني أن كاخيا وخوري يمثلانه في اللجنة. فإذا كان كاخيا لا يمكن أن يأخذ قراراً بعكس مصلحة حيدر في أي نزاع، فمن الممكن أن يتأثّر كاخيا بقرارت تتعلق باتحاد كرة السلة.
ويشير المحاضر الأولمبي إلى أن الفريق الآخر، وتحديداً كاخيا، مدعوماً من حيدر بدأ بالعمل للانتخابات «في وقت كنا نعمل فيه لحل أزمة كرة السلة. فكاخيا عقد اجتماعات مع أندية كرة السلة في جميع الدرجات ومع الإعلام دون التنسيق معنا، ما يعني أن هناك توجهاً لخوض الانتخابات بعيداً عن التوافق معنا».
واللافت، الحدّية في كلام سلامة الذي يطاول العضوين الشيعيين في اللجنة الإدارية التي من المعروف أن تسميهما حركة أمل. لكن هذه المرة هناك مرشّح للتيار هو محمد الخليل الذي يعلن سلامة صراحة أنه يدعمه لدخول اللجنة الإدارية. «فكما أن غيرنا غير ملزم بالوقوف على رأينا في ما يتعلّق بالمرشحين المسيحيين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، نحن في الوقت عينه لا نكون ملزمين. فلماذاً لا يُشكَّل اتحاد متجانس، حتى لو كان من طرف واحد، ما دام هذا مسموحاً في اتحاد كرة القدم؟».
ويعود سلامة للحديث عن مرشحه كوبلي ليتساءل: «هل ثقل كوبلي وتاريخه في كرة القدم أقل من ثقل وتاريخ المرشحين نادر بسمة ورامي فواز رغم صداقتي القوية بهما؟ لكن هنا أتحدث كمسؤول يمسك بملف مهم. فكوبلي كان رئيساً لنادي الراسينغ، ووالده من مؤسسي اتحاد كرة القدم. ونادي الراسينغ ومرشحه جورج حنا جرى تجاهله ولم يقف أحد على خاطره. فلماذا نحن مجبرون على الوقوف على خاطر أحد؟».
كلام خطير يطيح أعرافاً تحترمها الأطراف في أي انتخابات رياضية، فهل يستطيع سلامة تحمّل كسرها؟ وهل يدعمه حلفاؤه، وتحديداً جان همام في هذا التوجّه؟
يجيب سلامة: «أستطيع تحملها حتى النهاية. ولست مستعداً للتضحية بعد الآن. فأنا ساعدت كثيرين حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وبالتالي نحن حلفاء في السراء والضراء. وإذا أرادوا التخلي عني في هذه الانتخابات، فهذا قرارهم، لكن سيكون هناك تداعيات. والكلام يعني بعض الأشخاص في اتحادات كان لنا دور في وصولهم إلى رئاستها. فهم يريدونني أن أساعدهم للوصول، ثم يتخلون عني. وإذا كان هناك من يخجل من تحالفه معي، فمن الأفضل له أن لا يتعاطي معي. فأنا لن أساير أحداً حتى لو خسرت المعركة، علماً بأنني لا أريد معركة في انتخابات كرة السلة. لكن الفريق الآخر لا يريد أن يفهم ذلك، وإذا فرضت عليّ فأنا مستعد لها».



الفهد يدعم كاخيا


لا يخفي المرشّح لرئاسة الاتحاد اللبناني لكرة السلة، بيار كاخيا (الصورة)، وجود دعم آسيوي له للوصول إلى الرئاسة، وتحديداً من الشخصية القوية ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد. أما سبب هذا الدعم، فهو اقتناع الفهد بإمكان كاخيا مساعدة الرياضة الآسيوية كثيراً. فهو يرى الفهد شخصية عالمية لها حضورها القاري والدولي «ونحن بحاجة له أكثر مما هو بحاجة لنا». وقد يشكّل هذ الدعم عنصر ضغط على رئيس اللجنة الأولمبية اللبناني جان همام الذي له دور كبير في الانتخابات السلوية.