لا يلتقي الهدوء الذي تعيشه ساحة كرة السلة اللبنانية على الصعيد الإداري أخيراً مع تلك الحماسة الموجودة لدى الأندية من أجل استعادة نشاطها على أعلى مستوى، وهذا ما تجلّى تماماً من خلال مباريات دورة حسام الدين الحريري التي شهدت مشاركة 7 أندية. لكن في الأيام القليلة المقبلة، وصولاً الى مطلع الأسبوع المقبل، يتوقع أن تتسارع وتيرة اللقاءات وسط البدء برسم صورة الرئيس العتيد للاتحاد اللبناني وفريق العمل الذي يفترض أن يكون متجانساً معه الى أبعد الحدود بهدف إبعاد أي خضات عن اللعبة. وهذا الأمر هو ما يمثّل محور الصعوبة حالياً رغم وفرة الأسماء المطروحة على الصعيدين.
ومما لا شك فيه أنه ستكون هناك هواجس واضحة لدى أي مرشح يستعد لخوض غمار العمل في اللعبة، وذلك انطلاقاً من أمورٍ عدة تبدأ من تأمين الدعم المالي الضروري، وإرساء عقودٍ واضحة مع الجهات الناقلة تلفزيونياً، ومحو المشكلات التي حصلت على هذا الصعيد، وخصوصاً بعد رفع دعوى قضائية على الاتحاد بهذا الشأن. وإضافة الى كل هذا، يبدو الأمر الأساسي هو مدّ جسر ثقة بين أي رئيس قادم وبين الأندية التي عانت الأمرّين أخيراً جرّاء الفشل في إدارة اللعبة بالشكل المطلوب، ما أدى الى تجميدها كليّاً.
ويتفق الناشطون في ملف الانتخابات المزمع إقامتها في 14 كانون الأول المقبل، على أن الخطوات المتواصلة التي يقوم بها الرئيس السابق، بيار كاخيا، فرضته المرشح الأكثر جدية للرئاسة، انطلاقاً من لقاءاته مع أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة، وهو الذي يستعد لاجتماعات مع أندية الدرجة الرابعة أيضاً بعد عودته أمس من العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وتشير مصادر متابعة للنشاطات والتحركات الحاصلة والمقبلة الى أن كاخيا وبعكس الأسماء الأخرى التي قيل إنها مرشحة أيضاً، لا ينتظر تسميته للمنصب الذي وصل إليه للمرة الأولى عام 2007، بل يعمد الى دعم ترشيحه بنفسه من خلال الخطوات التي يتخذها، وهو ما وضعه في موقفٍ قوي عند أندية لها وزنها، وقد برز أخيراً ما صرّح به داعم نادي بيبلوس نبيل حواط الذي قال في حديثٍ الى مجلة «الروابط»، التي تصدر في منطقة جبيل، إن هناك ثلاثة أسماء يُفضّل تسلّمها المهمة، وهي: جان همام، أنطوان شارتييه وكاخيا. وتكمن أهمية هذا التصريح في ما يتردد عن أن جبيل سيكون لها مرشحها المتمثّل بالمهندس وليد نصار، وذلك رغم عدم خروج أي من أندية المنطقة المذكورة لتسمية الأخير!
ورغم ارتفاع أسهم كاخيا، فإن كلاماً برز أخيراً حول أن المواجهات الانتخابية بين المفاتيح الأساسية صاحبة القرار في الرياضة اللبنانية، تفرض تأنّياً في المقاربة لترشيح كاخيا رئيساً مطلقاً من قبل كل الأطراف. وهذا الكلام يأتي لناحية اعتبار لاعبٍ مهم في الانتخابات بأن العلاقة الطيّبة التي تجمع كاخيا برئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم السيد هاشم حيدر، صنّفت الأول في دائرة المحسوبين على الثاني، ما جعل هذا اللاعب يعتبر أنه لا يمكن منح اتحادين كبيرين لحيدر «وسنجد صعوبة للاقتناع بهذه المعادلة حتى لو قُدّمت لنا ضمانات».
وهذا الأمر يأخذنا الى ربط ما يُقال بنتائج انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم، وهو أمر لا ينفيه جهاد سلامة مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر وأحد المفاتيح الانتخابية الأساسية، إذ قال لـ«الأخبار»: «لن نخجل بأن نمارس أكثريتنا على غرار ما فعل غيرنا في أمكنة أخرى. رأينا كلنا ما حصل في اتحاد الفوتبول حيث لم يردّ أحد علينا أو على مرشحينا».
إلا أن أوساط كاخيا سبق أن استغربت ما تردد حول كلام من هذا النوع، متسائلة إذا ما كانت العلاقة الجيّدة مع حيدر بمثابة التهمة.
وفي الوقت الذي يتمنى فيه سلامة لو أن شارتييه يقبل بترؤس الاتحاد، فإن طرحاً منطقياً يضعه من خلال الوصول الى كمّ من المرشحين لتحديد صورة الرئيس من خلالهم، مع توجّه الى تشكيل لجنة تكنوقراط، على أن تكون أندية النخبة ممثلة بلجنة أندية الدرجة الأولى.
ومع كل هذه الأجواء، يلتقي الفريقان على عنوان رئيسي وهو أن «الإدارة تجلب المال»، إذ إنه لا بدّ من إيجاد توليفة إدارية ناجحة تعطي الثقة للمستثمرين للعودة الى دعم اللعبة، وإلى الأندية من أجل الاطمئنان الى أن ما تصرفه من ملايين لن يذهب هباءً، على غرار ما حصل في الموسم الذي لم يستكمل.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem





همام يلتقي الأندية


قد يلتقي رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام رؤساء أندية الدرجة الأولى اليوم، وذلك بعد اتفاق تمّ على عقد لقاء للتباحث في انتخابات الاتحاد اللبناني، على هامش الغداء التكريمي الذي أقامته رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري للأندية المشاركة في دورة حسام الدين الحريري، في دارتها في مجدليون، وحضره الى همام معظم رؤساء الأندية. وسيستمع همام في لقائه مع الأندية الى هواجسها وتصوراتها للمرحلة المقبلة، إيذاناً بانتخاب اتحادٍ جديد.