«ما حدا أحسن من حدا». عبارة لبنانية شهيرة يمكن تطبيقها اليوم على اندية كرة السلة اللبنانية، حيث باتت قلّة منها تعيش بهناء وسلام بعيداً من المشكلات الطارئة التي تزيد من توترها في مرحلة صعبة تمرّ بها من جراء الاوضاع المأسوية التي عاشتها اللعبة منذ قرار التوقيف الشهير الذي قضى على المستديرة البرتقالية.
آخر الأندية المنضمة الى نادي «وجع الرأس» هو عمشيت، الذي كان حتى الأمس القريب فخوراً بصفقته المزدوجة التي حملت اليه مدرب منتخب لبنان غسان سركيس وقائده فادي الخطيب، لكن الاستقرار الذي حُكي عنه في النادي الجبيلي لم يكن مثالياً، اذ سرعان ما وُلدت مشكلة مع الخطيب بسبب عدم حصوله على راتبه لفترة شهرين، وهذا ما يعني بحسب العقد فسخ تعاقده مع النادي، لكون العقد يحوي بنداً واضحاً يخوّل الخطيب الرحيل من دون ان يكون عليه اي مترتبات.
الخطيب الذي حصل على 130 الف دولار كدفعة اولى من المبلغ السنوي الاجمالي الذي يقارب الـ 400 الف دولار، ابتعد عن التمارين التي بدأها قبل شهر من الزمن مع الفريق، وذلك منذ اسبوعين، وهو كان قد اعطى عمشيت مهلة حتى الجمعة الماضي للحصول على مستحقاته، والا فان الطلاق سيحلّ بين الطرفين.
وفي ظل مواصلة اللاعبين الآخرين التدرّب مع سركيس، يبدو الخطيب ممتعضاً من طريقة تعامل ادارة عمشيت معه وسط نفي اي ازمة مالية من قبل الاخيرة، ما دفع البعض الى اعتبار ان هناك مناورة من قبل «العمشيتيين» بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في الحكمة، حيث حُكي عن تواصل مع المدرب فؤاد ابو شقرا وبعض لاعبيه، لكن يبقى هذا الامر في خانة التحليلات غير الدقيقة، ومن دون اي اثباتات حسّية، وخصوصاً ان انزعاج الخطيب كان بسبب غياب التواصل معه، فكان عتبه خصيصاً على مدير الفريق داني حكيم. وهذا الامر ليس بالجديد على حكيم الكثير الانشغالات، لدرجة لا يمكنه فيها اعطاء اي توضيح عند الاتصال به. اضف ان نادي عمشيت يصعب التواصل مع القيّمين عليه البعيدين عن الاعلام بعكس ما جرى التسويق له في العشاء الذي اقامه النادي في كازينو لبنان عشية انطلاق الموسم الماضي، حيث بقي الحديث عن بناء جسور مع الاعلاميين مجرد كلام.
بدوره، فان الخطيب غائب عن السمع ايضاً، لكن مصادر مقرّبة منه اشارت الى محاولات التواصل مجدداً معه كان محورها حصوله على مستحقاته قبل استئناف تمارين الفريق غداً.
الا ان هذا الامر لم يحل دون فتح «التايغر» خطوطاً مع اندية اخرى، اذ عُلم انه اجتمع ووكيل اعماله جاد سعادة مع داعم نادي هومنتمن غي مانوكيان مطلع الاسبوع الحالي، حيث كان الاخير صريحاً بأنه مهتم بالحصول على خدمات الخطيب إذا توافرت له الميزانية الكفيلة بتأسيس فريقٍ منافس. كذلك، سيكون الخطيب على رأس القادمين الى الحكمة برفقة ابن عمّه حسين إذا فاز ايلي مشنتف بالانتخابات المرتقبة، وقد فاتح بالفعل سعادة بالموضوع لكون الاخير يدير اعمال اللاعبَين المذكورين.
اما اكثر الفرق المهتمة حالياً، فيبدو المتحد طرابلس الذي يترقّب ما سيحصل في الايام القليلة المقبلة، قبل ان يتحرك باتجاه تقديم عرض رسمي الى الخطيب.
وفي ظل كل هذه الاهتمامات، يبدو الرياضي الاكثر بعداً عن نجمه السابق، وهذا ما اكده مدير الفريق تمام جارودي، الذي نفى كل الشائعات المتداولة بهذا الشأن، مضيفاً: «ليس هناك اي ناد لا يتمنى ان يحصل على خدمات فادي الخطيب، لكن صفوفنا مكتملة، وبالتالي، فان هذه الخطوة لا يمكن تحقيقها لا فنياً ولا مادياً او اخلاقياً»، في اشارة منه الى وجود عدد من اللاعبين المميزين في المراكز التي يشغلها الخطيب، وفي حال قدومه، فان الفريق سيضطر إلى فسخ عقود البعض ما سيكلف النادي اعباءً مالية تضاف الى ما سيدفعه الى الخطيب. وهنا الحديث تحديداً عن احمد ابراهيم او الوافد الجديد روي سماحة، وذلك بعدما ظهرت فكرة تفيد بإمكان شغل الخطيب للمركز الرقم 4 بدلاً من الاخير، وهو امر لا يحبذه المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش، الذي رفض ضم «التايغر» رغم اصرار احد الرعاة الاساسيين للنادي وتشجيع مدير الانشطة الرياضية في النادي جودت شاكر على ضرورة الاستفادة من الوضع المستجد وضم الخطيب.
الا ان جارودي يختصر عدم حصول هذه الخطوة بالقول: «لا نريد توجيه ضربة اخرى إلى اللعبة في لبنان»، بالنظر الى امكانات الخطيب التي ستجعل من الرياضي فريقاً لا يقهر.








الخطيب خارج النخبة

لا شك في أن الفريق الذي سيكون معه فادي الخطيب في الموسم المقبل قد يكون «قطفها» من كل الجوانب، إذ إن كابتن منتخب لبنان سيبلغ عامه الـ 35 مطلع السنة الجديدة (ولد في 1 كانون الثاني 1979)، وبالتالي فإنه سيكون خارج لائحة النخبة بالنظر إلى سنّه. لكن هذا الأمر لن يحصل إلا في حال انطلاق البطولة بعد رأس السنة، علماً بأن الخطيب يبدو أقوى مع تقدّمه في السنّ، وقد بلغ معدله في الموسم غير المنتهي 25.6 نقطة، و7.3 كرات مرتدة، و4.8 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة.