يبدو أن الخصم هو الحكم. لا يتوقف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر عن إدهاشنا. لا يتعب من ذلك. أول من أمس، كنّا على موعد مع فيديو مضحك مبكٍ له. أخرج «أبو الكرة» الحالي مواهبه بالتمثيل والتقليد الكوميدي الساخر. انهال بنقده على نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، مفضلاً عليه نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي. قد يكون له رأي في ذلك، وهذا اعتيادي لأي متابع لكرة القدم، لكنه بمكانته كرئيس للفيفا، كان يجب عليه الاحتفاظ به. وهو ما فعله طوال سنين حتى نهار الجمعة الماضي. نجح في قلب الطاولة على الجميع. أربك معظم مستشاريه الذين بلا شك فوجئوا باتخاذه موقفاً كهذا، لم يجدوا طريقة لتفسيره، إلا أنه تصرف على سجيته. فابتسم وهو يقول ما يقول، غير مبالٍ بردات الفعل التي ستطاوله، ربما لأنه اعتادها أخيراً.
«لا يمكنني القول من هو الأفضل، سيكون هناك تنافس هذا الموسم على جائزة الكرة الذهبية... يعجبني الاثنان، لكني أفضل ميسي»! هذا ما قاله بلاتر في لقاء مع مجموعة من طلاب جامعة أوكسفورد عند سؤاله عن تفضيله لأيّهما. قد يجد «سيب» جمهوراً وافراً (خلف الشاشات) ينتشي بهذه الكلمات. وفي الصالة التي قدم فيها معلوماته الوافرة عن كرة القدم، مستعيناً بمستشاريه الذين لا يتوقفون عن تصحيح معلوماته بشأن مواعيد «أشغال الفيفا». قال قبل ذلك: «ميسي شاب جيد يحب كل أب وأم أن يكون في بيتهما. يلعب بسرعة وهو ليس مفرط الحيوية، يبدو وكأنه يرقص. إنه شخص رائع. الآخر (رونالدو) يبدو مثل قائد عسكري على أرضية الملعب». هنا وقف بلاتر وسخر من رونالدو تمثيلاً، محاكياً حركة عسكرية ضحك عليها الحاضرون. يقود الضحك إلى الحقيقة المؤلمة. ضجة أثيرت في القاعة ومثلها في مدريد ولشبونة. رئيس الاتحاد البرتغالي فرناندو غوميز ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز طالبا في خطاب رسمي الاعتذار عما صدر. وهذا ما حصل. غرد بلاتر في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عزيزي رونالدو. أعتذر إذا ما ضايقك كلامي. لم أرغب أبداً في إهانتك». قبل هذا الاعتذار، اجتمعت القسوة والرقي في رد رونالدو: «يظهر الفيديو بوضوح الاحترام والتقدير من الاتحاد الدولي لي شخصياً ولفريقي ولبلدي، الكثير من الأمور فُسّرت الآن. أتمنى للسيد بلاتر الصحة وطول العمر، مع التأكيد أنه سيظل يشهد على نجاحات الفرق واللاعبين المفضلين لديه».
أهم ما جاء في رد رونالدو هو أن الكثير من الأمور فُسّرت. هذا يوضح الكثير. يوضح كيف يفوز ميسي بالكرة الذهبية في مواسم لا يقدم فيها شيئاً يُذكر. مثلاً، عام 2010 وأمام الهولندي ويسلي ينايدر وزميلَي ميسي في برشلونة شافي هرنانديز وأندريس اينييستا، فاز «ليو» على حساب الأول بطل دوري أبطال أوروبا والواصل الى نهائي كأس العالم، وثنائي إسبانيا بطلي كأس العالم. لماذا وقع الاختيارعلى ميسي، لا أحد يعرف. مسرحيات نشاهدها عاماً تلو الآخر. حقيقةً، يمكنه أن يختار من يريد، لكن من دون أن يصرّح عن ذلك بشكل فاضح. هيا بنا جميعاً ننتظر مسرحية بلاتر في 14 كانون الثاني المقبل ليعلن اسم الفائز. سيصعد ميسي، وكما في كل مرة سيفاجأ بلاتر وينبهر بقوة الأرجنتيني على سحق منافسيه. حقيقةً، ما ذكرته صحيفة «أبولا» البرتغالية يختصر ما يريد كثيرون قوله: «بلاتر ... لمَ لا تخرس»؟!

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




الحقائق باتت واضحة

لا تزال ردود الفعل تتوالى على تصريحات بلاتر بحق رونالدو رغم اعتذاره عنها، وكان آخرها من النجم البرتغالي السابق، باولو فوتري، الذي اعتبر «ان الجميع عرف الآن السبب الذى يجعل رونالدو لا يحصد المزيد من الكرات الذهبية على الرغم من أفضليته»، مؤكداً عدم اقتناعه بأن تصريحات بلاتر كانت هزلية وأنه عبّر عما بداخله اتجاه رونالدو.