كل شيء كان ينبئ بمواجهة من العيار الثقيل بين برشلونة وريال مدريد في «إل كلاسيكو» الدوري الإسباني لكرة القدم. إلا أن هذه الموقعة لم تكن على الموعد مع عشاقها، فكانت مجرد مباراة بين فريقين يحملان اسمين كبيرين، وذلك رغم وجود كل الظروف الذي كان من المفترض أن ترسم موقعة نارية لا يمكن نسيانها بسهولة.
ببساطة، كان كل اللاعبين النجوم موجودين على المستطيل الأخضر، إن كان من ناحية «البلاوغرانا» أو من ناحية «لوس بلانكوس»، فهناك عند أصحاب الأرض حضر البرازيلي نيمار الى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقابلهما الويلزي غاريث بايل مع البرتغالي كريستيانو رونالدو في مواجهة الملايين، استناداً الى حجم القيمة المالية لكلٍّ من هؤلاء النجوم.
لكن كل هؤلاء لم يتمكنوا من إقامة الاستعراض، إذ كانت المباراة التي فاز بها «البرسا» (2-1) عادية جداً، رغم أنها كانت مفتوحة الى حدٍّ ما، وخصوصاً من جانب الفريق الكاتالوني، وهو أمر طبيعي كونه كان يلعب على أرضه.
وهذا الأمر مردّه الى أمورٍ عدة ترتبط بشكلٍ أو بآخر بطريقة لعب ريال مدريد التي كلّفته خسارة كان يمكنه تفاديها. وهذه الأمور تبدأ من عند الخيارات الفنية للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في تشكيلته الغريبة والعجيبة، وبالتأثيرات الإعلامية في العاصمة الإسبانية تحديداً التي أثّرت بالتأكيد على خيارات أنشيلوتي في مراكز عدة، لتنهي سلسلة نظيفة لريال مدريد أمام برشلونة، حيث لم يتلقّ أي خسارة في آخر خمس مواجهات بينهما.
إذاً لم يكن «كلاسيكو» كلاسيكياً هذه المرة، وطريقة لعب أنشيلوتي دفعت مارتينو الى مقاربة المباراة بطريقة أخرى عمّا جرت عليه العادة بالنسبة الى كلّ مدربي برشلونة المتعاقبين على الفريق في الفترة الأخيرة، حيث أطلقوا حرية العديد من اللاعبين في الملعب بعكس أمسية السبت حيث بدا وكأن مارتينو أصرّ على بعض عناصره الالتزام بمراكزهم من دون المغامرة في الحالة الهجومية، وقد ظهر هذا الأمر جليّاً في مراقبة سيسك فابريغاس.
وبطبيعة الحال، كان يمكن لريال مدريد الخروج بنتيجة أفضل، ليس فقط لو مُنح كريستيانو رونالدو ركلة جزاء إثر خطأ تعرض له من قبل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو داخل منطقة الجزاء، أو لو أصابت قذيفة الفرنسي كريم بنزيما الشباك بدلاً من ارتدادها من العارضة. مصير ريال مدريد كان بيده أو إذا صح القول بين يدي أنشيلوتي الذي يُسأل عن سبب عدم إشراكه إيسكو الذي سجّل بداية قوية مع الفريق الملكي هذا الموسم. كذلك يُسأل عن خيار إشراك سيرجيو راموس في مركز الوسط المدافع، ثم تبديله بعدما بدا تائهاً، وخصوصاً في الكرة التي جاء منها الهدف الأول عندما ألغاه أندريس إينييستا قبل إيصال الكرة الى نيمار صاحب الهدف الأول.
وعند نيمار يمكن التوقف، إذ من دون شك خرج مديرو «البرسا» مرفوعي الرأس بعد اللقاء، إذ إن صفقتهم الصيفية الكبرى أثمرت في أول «كلاسيكو» للنجم البرازيلي، بينما لا شك في أن القيّمين على ريال مدريد قاموا بالتحسّر، إذ إن ملايينهم قد تذهب هباء، كون بايل لم يلمس الكرة تقريباً طوال الدقائق الـ 61 التي كان فيها على أرضية الميدان.
وهنا يمكن العودة الى خيارات أنشيلوتي مجدداً، اذ يُسأل عن سبب دفعه ببايل أساسياً وهو غير الجاهز بدنياً، فهل إن فلورنتينو بيريز كان وراء هذا الخيار أيضاً، إذ لا شك في أن رئيس النادي الملكي أراد الاسم الكبير في اللقاء الكبير، لكن هذه الخطوة حجّمت حتى كُبر اسم رونالدو الذي لم يكن مناسباً أبداً وضعه في المركز الرقم 9 كرأس حربة، حيث عُزل تماماً في المقدمة.
ومن خيار الفرنسي رافايل فاران الذي يمكن الإشارة إليه في هدفي نيمار والتشيلياني اليكسيس سانشيز، ومروراً بتفضيل راموس في الوسط على حساب لاعبٍ يمكنه ملء مركزه هو أسيير يارامندي، وصولاً الى عدم وضع الفارو موراتا حتى في تشكيلة الـ 18 للمباراة (رغم ان اللاعب الذي اختير على حسابه اي خيسي رودريغيز سجل هدف الريال الوحيد)، يمكن القول ان ريال مدريد عاد لينكفئ أمام غريمه الأزلي الذي ابتعد عنه الآن بفارق 6 نقاط في السباق الى لقب «الليغا».
لكن مهلاً هي ليست النهاية، اذ ان اول «كلاسيكو» للمدرب السابق البرتغالي جوزيه مورينيو كان كارثياً بشكلٍ اكبر، اذ ان العالم كلّه لا يزال يذكر تلك الخسارة المذلّة للملكيين تحت قيادته بنتيجة 0-5.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




مدريد أوقفي البكاء

تصريح ناري أطلقه لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكتس عقب لقاء «إل كلاسيكو»، قائلاً إنه طفح الكيل من «بكاء» ريال مدريد في كل مرة يخسر فيها الفريق الملكي أمام برشلونة، معتبراً أن رجال العاصمة يبحثون دائماً عن الأعذار لتبرير خسائرهم. وأضاف: «العذر الأسهل هو اتهام حكم المباراة بارتكاب الأخطاء، وهذا أمر فعلوه دائماً وسيستمرون في القيام به».