لم تعد تنفع التطمينات من هذا أو ذاك. هذا هو لسان حال عدد من لاعبي الحكمة في ظل الأجواء السوداء التي يعيشها ناديهم، حيث يبدو مصيرهم مجهولاً من دون إسقاط مسألة توجههم نحو الانضمام الى أندية أخرى في الفترة القريبة المقبلة.
مهلة 10 أيام هي الكلمة المشتركة بين لاعبي «الأخضر»، فهم سيمهلون هذه الفترة لأي متحدث معهم حول إبقاء ارتباطهم بالنادي، إذ عند الحديث معهم يتوقف غالبيتهم عند مسألة تفكير كل الأطراف المتناحرة حول مصالحها الخاصة دونها مصالح اللاعبين الذين توجهوا أصلاً الى الحكمة لتأمين مستقبلهم بفعل الإغراءات المالية التي حصلوا عليها قبل أن يشاهدوا هذا المستقبل قيد الانهيار، في الوقت الذي بإمكان معظمهم إبعاد الخطر عن نفسه عبر الاستفادة من بندٍ في عقده يسمح له بالرحيل في حال عدم الحصول على مستحقاته خلال فترة معيّنة لا تتجاوز الشهرين.
لكن يبدو لافتاً أن هؤلاء اللاعبين يرتبطون الآن روحياً بالحكمة، فهم انسحروا بجمهوره المميز، وباتوا يفكرون بأنهم سيذهبون للعب أمام مدرجات جمهور آخر أقل حماسة للعبة في حال قرارهم الانتقال، وهو الأمر الوحيد الذي يثنيهم عن اتخاذ القرار الحاسم بهذا الشأن، إذ لم يعد ايٌّ منهم يصدّق كلمة واحدة من إداري أو عراب للنادي وما شابه.
إذاً «الفريق الحلم» الذي عمل الحكمة على تجميعه عشية الموسم الذي لم يستكمل مهدد أكثر من أي وقتٍ مضى بالانحلال، وبالتالي فإن الطموح باستعادة عرش كرة السلة اللبنانية سيتبخر بسرعة، وستتبخر معه كل تلك الأموال التي دفعت كمقدّم عقد الى اللاعبين النجوم الذين بلغت عقودهم أصلاً أرقاماً كبيرة تراوحت بين 90 ألف دولار عن كل سنة للاعبٍ مثل إيلي رستم، و150 ألفاً للاعب مثل رودريغ عقل، و300 ألف لجوليان خزوع.
وفي موازاة التوجّه الجديد للاعبين، والذي يناقش في دوائر ضيّقة حالياً منعاً لأي التباس، تفيد أوساط اللاعبين بأن كل الأندية بانتظار تقاسم «قالب الجبنة» أو «قالب الحكمة» إذا صحّ التعبير. وإذ يخفي بعض اللاعبين تحدثهم الى القيّمين على أندية أخرى اتصلوا بهم وعرضوا عليهم الانضمام إلى فرقهم من باب استغلال المشكلة الحاصلة في الحكمة، فإن هذه المسألة أضحت أمراً ملموساً رغم محاولة بعض اللاعبين تصويرها على أن ما يحكى هو مجرد «كلام صحف»، ولا يتخطى الاهتمام بالحصول على خدمات لاعبي الحكمة سوى أحاديث أو اتصالات غير رسمية من دون الوصول الى أي نتيجة.
مصدرٌ مطّلع على عمليات العرض والطلب في سوق الانتقالات السلوية، كشف عن فتح الأندية قنوات ولو بطريقة غير مباشرة، مبدية اهتمامها بلاعبين حكماويين. وبعد محمد ابراهيم الذي استفاد من البند في عقده، والذي يخوّله الرحيل، حيث حطّ في بيبلوس، بانتظار وصول استغنائه من «الفيبا» وسط استعداده للمشاركة مع الفريق الجبيلي في دورة حسام الدين الحريري (يمكنه المشاركة فيها حتى لو لم يوقّع رسمياً في الاتحاد اللبناني كونها دورة غير رسمية)، لا يخفي المتحد طرابلس اهتمامه باستعادة خدمات نجمه السابق إيلي رستم. أما مدرب عمشيت غسان سركيس، فإنه وضع في حساباته الاستعانة مجدداً بإيلي اسطفان بعدما عملا معاً في الشانفيل. وفي الوقت الذي لا يخفى فيه أن الرياضي سيضم دانيال فارس وسط كلام عن نقل باتريك بوعبود أيضاً إليه، يلتزم رودريغ عقل الصمت في ظل الكلام عن اهتمام الهومنتمن به، بينما حصل جوليان خزوع على عرضٍ من فريق بولونيا الإيطالي.
وما يعزز توجه اللاعبين نحو الرحيل هو توقف التمارين التي بدأت قبل 3 أسابيع بمعدل 3 مرات ثم مرتين أسبوعياً، ليذهبوا الى التدرب، كل على انفراد، ما يدفع بعضهم أكثر الى الاستفادة من بند فسخ العقد إثر عدم حصوله على مستحقاته لمدة شهرين. ويأتي هذا الأمر على الرغم من أن المدرب فؤاد أبو شقرا سبق أن غطى في فترة سابقة من جيبه الخاص رواتب رستم وعقل واسطفان وخزوع، وهو ما يراه البعض سيفاً ذو حدّين، إذ في حال وصول الصراع بين إيلي مشنتف وأبو شقرا الى درجة «تطيير» الأخير، فإنه يمكن للمدرب «الذكي» حمل لاعبيه معه الى أي مكان، فهم ببساطة يمكنهم القول إنهم لم يتلقّوا أي رواتب من النادي في الفترة الماضية كونهم ببساطة قبضوا رواتبهم من أبو شقرا، الذي يُقال إنه سيكون وبعض اللاعبين المحسوبين عليه تحت نار مشنتف في حال عودة الأخير الى منصب رئاسة النادي الجريح والذي يزداد نزفه يوماً بعد آخر.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




اللاعبون على الحياد

يصرّ عدد من لاعبي الحكمة على فكرة انهم على الحياد في الصراع الحاصل في النادي، وخصوصاً وسط الحديث الواسع النطاق عن ان عودة ايلي مشنتف الى الرئاسة تعني انتهاء مسيرة كل اللاعبين المحسوبين على فؤاد ابو شقرا (الصورة) في النادي، وعلى رأسهم صانع الالعاب رودريغ عقل، الذي يعتبره الحكماويون «الابن المدلل» لمدرب الرياضي السابق. الا ان فريقاً من هؤلاء اللاعبين اوضح امام مشنتف وغيره انه لا يمكن ربطهم بأي طرف بل ان مهمتهم هي تمثيل الحكمة على ارض الملعب.