فولسبورغ عاد ليتصدر العناوين في ألمانيا وأوروبا. بطبيعة الحال، الاهتمام بالفريق الأخضر ليس مردّه إلى نتائجه هذا الموسم، فببساطة نادي «الذئاب» يقبع في المركز الرابع عشر في ترتيب الدوري الألماني، وقد بات شبحاً لذاك الفريق الذي أحرز لقب البطولة موسم 2008 - 2009 وبرز في صفوفه البرازيلي غرافيتي والبوسني إيدين دزيكو بقيادة المدرب الخبير فيليكس ماغاث، بل إن الأضواء على فولسبورغ مردها إلى شابٍ يافع لم يتخطّ بعد السابعة عشرة من عمره. شاب تتفتح الأعين عليه في ألمانيا وخارجها يوماً إثر يوم، رغم أنه يرتدي قميص فريق دون الـ 19 عاماً لفولسبورغ، لكن موهبته الكبيرة جعلته موضع اهتمام الجميع، والحديث هنا هو عن جوليان براندت.
سريع، مهاري، مراوغ من الطراز الأول، ممرر ذكي للكرات، وصاحب بنية جسدية مثالية حيث يبلغ طوله 1,83م وقدم يسرى ساحرة، هذه هي أهم صفات وميزات براندت المولود في مدينة بريمن.
يكفي ذكر أن براندت أحرز جائزة النجم الألماني السابق، فريتز فالتر، بطل العالم عام 1954 مع «المانشافت» والتي تمنح لأفضل لاعب ناشئ في ألمانيا، للتأكيد على مدى موهبة هذا الشاب.
إذاً، بعد جوليان دراكسلر ومن ثم ليون غوريتسكا، ها هم الألمان ينتظرون موهبة جديدة سيكون لها شأن كبير مستقبلاً، كما هي حال الكثير من الشباب الذين سبقوا هؤلاء الى النجومية في الأعوام الأخيرة كمسعود أوزيل وتوماس مولر وماركو رويس وأندريه شورله وماريو غوتزه، وهو أمر بات غير مستغرب لما وصلت اليه المدرسة الألمانية في الوقت الحالي من ريادة على مستوى تقديم المواهب التي تتمتع بخصال جديدة على ما ألفه المتابع لكرة الألمان، ألا وهي المهارة والفنيات العالية.
وبطبيعة الحال، دخلت الأندية الكبرى في السباق من أجل الحصول على توقيع لاعب منتخب ألمانيا دون 19 عاماً، وهذا ما لم يخفه النجم السابق، كلاوس ألوفس، المدير الرياضي لفولسبورغ، أخيراً، معترفاً بصعوبة المحافظة على هذا الشاب لكي يلعب للفريق الأول إزاء هذه الهجمة.
إلا أن الأمور، بحسب العديد من التقارير الصحافية في الآونة الأخيرة، تتجه الى صراع ثلاثي بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وتشلسي الإنكليزي، أو بالأصح بين الإسباني جوسيب غوارديولا ويورغن كلوب والبرتغالي جوزيه مورينيو، للظفر بخدمات براندت. بالنسبة الى «بيب»، فإنه يبحث في هذا الشاب عن موهبة يافعة يعمل على صقلها لتكون جاهزة لخلافة النجم الفرنسي فرانك ريبيري مستقبلاً، وخصوصاً مع دخول الأخير مرحلة الثلاثينيات. أما كلوب فهو بات ضليعاً بالتعامل مع الشبان الواعدين، ويبدو في حالة بحث دائم عنهم. في حين أن «السبيشيل وان»، لم يخفِ انبهاره بما تقدّمه المدرسة الألمانية وهو يميل أكثر فأكثر إلى الاعتماد على متخرجيها ويبرع في إخراج ما يختزنونه من موهبة، وهذا ما يفعله حالياً مع شورله وما فعله قبلاً مع أوزيل، بعدما كان قد استهل علاقته مع الألمان بالنجم السابق ميكايل بالاك.
هكذا إذاً، تستعد بلاد فرانتس بكنباور لتقديم موهبتها الجديدة، أما الابتسامة الأكبر فلا شك أنها ترتسم على وجه مدرب منتخب ألمانيا، يواكيم لوف، ولسان حاله: «كم أنا محظوظ بهذه المواهب، هل من مزيد؟».



فخر لفولسبورغ

يعيش فولسبورغ حالة فخر كبير بموهبة جوليان براندت، إذ إنه من الفرق القليلة التي أحرزت لقب الدوري في السنوات الأخيرة ولم تقدم المواهب للكرة الألمانية. ويبقى النجم السابق شتيفان إيفنبرغ أبرز لاعب ألماني ارتدى قميص «الذئاب» عام 2002، علماً بأنه من متخرجي مدرسة بوروسيا مونشنغلادباخ.