تبدلت الأحوال في غرب لندن بالنسبة إلى البرتغالي جوزيه مورينيو في ظرف أسابيع قليلة عمّا كانت عليه في انطلاق الموسم مع فريقه الجديد _ القديم تشلسي. قبل أقل من شهرين، وقف مورينيو في ملعب «ستامفورد بريدج» وهو يبتسم لعدسات المصوّرين والثقة تملأه، فيما جماهير «البلوز» تهتف باسمه وذلك بعدما قاد فريقها الى الانتصار على هال سيتي في انطلاق الدوري الانكليزي الممتاز. «أنا الرجل الأسعد»، قالها «السبيشيل وان» وقتها.
بدا أن «مو» الذي لفظته مدريد لتوها وأقفلت أبوابها بوجهه، عثر على الأمان في لندن وعلى الحب من جماهير تشلسي بعدما تخلى الكل عنه في العاصمة الاسبانية. هكذا، خُيّل لكثيرين منذ اللحظة الأولى أن أياماً جميلة سيعيشها ملعب «ستامفورد بريدج» مع مدربه الأيقونة والذي كان السبب الأول في أن يصبح النادي اللندني رقماً صعباً على الساحتين الانكليزية والأوروبية في بداية الألفية الثالثة. لكن مجرى الأحداث في الأسابيع التالية كان معاكساً. الفريق لم ينجح سوى في تحقيق انتصارين آخرين في الـ«برميير ليغ» وتعادل مثلهما وخسر في واحدة أمام افرتون، اضافة الى الخسارة الصادمة أمام بازل السويسري في «ستامفورد بريدج» في المرحلة الأولى لدور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
كأن الأمور بدأت تعاند مورينيو. الرجل عاد إلى عصبيته في كثير من المواقف، وآخرها تصريحه باتجاه البلجيكي يان فيرتونغن الذي حمّله «السبيشيل وان» المسؤولية في تلقي الاسباني فرناندو توريس بطاقة حمراء في المباراة الأخيرة أمام توتنهام. ومن جهة ثانية، فإن بعض قرارات مورينيو بدت غير مفهومة ومبررة على الإطلاق كاستبعاده الاسباني خوان ماتا عن التشكيلة الأساسية هذا الموسم، رغم أنه كان من أعمدة الفريق في الموسم الماضي قبل أن يشركه في الشوط الثاني أمام توتنهام ويعود ليمنحه الثقة امام شتيوا بوخارست الروماني الليلة. وصلت الأمور حتى إلى أن ترفع بعض جماهير تشلسي لافتات تنتقد «مو» على هذه الخطوة، كتلك اللافتة التي كتب عليها أحد أنصار الفريق: «ماتا مكانه في الملعب لا على دكة البدلاء يا مورينيو».
أما أمس، فقد ثارت ثائرة مورينيو على النجم الصاعد في الفريق، البلجيكي كيفن دي بروين، حيث قرر معاقبته بإنزاله الى الفريق الثاني في النادي قائلاً: «لم يقنعني. هنا ليس بريمن (الفريق الذي أعير له اللاعب في الموسم الماضي)».
إذاً، يبدو واضحاً أن مورينيو يرزح تحت ضغط شديد حالياً في تشلسي بعدما كانت كل التوقعات تشير إلى عكس ذلك، وأن الفريق سيكون الرقم الأصعب على الساحتين المحلية والخارجية في ظل قيادته، وما يزيد ذلك وطأة على الرجل الثقة الكبيرة والاحتضان غير المسبوق اللذان لقيهما «مو» من جماهير «البلوز» فور عودته الى لندن، وأكثر بالنظر الى امتلاك تشلسي إحدى أقوى التشكيلات في أوروبا حالياً في كل المراكز، بالاضافة الى العديد من المواهب ومفاتيح اللعب القادرة على أن تقلب مجريات الأمور رأساً على عقب، فضلاً عن ميزة الفريق بوجود لاعبين شباب يتمتعون بالحيوية والطموح كالبلجيكي ايدين هازار والألماني أندريه شورله والبرازيلي أوسكار وغيرهم، وكذلك آخرين يعتمدون على خبرتهم الكبيرة كجون تيري وفرانك لامبارد وأشلي كول وغيرهم.
وبغض النظر إن كانت أزمة ثقة زائدة تلك التي يعانيها تشلسي أو عدم الوصول الى التوليفة النهائية لكثرة الخيارات والتبديلات من جانب مورينيو، فإن المنافسين للنادي اللندني وأولئك الذين يكنّون العداء لمورينيو يبدون في غاية سعادتهم حالياً بالنسبة الى وضعية الأخير وفريقه. لكن ثمة، في المقابل، من يروقه مشاهدة مورينيو تحت الضغط انطلاقاً من أن هذا الرجل يعشق هذه المواقف والتحديات التي يظهر فيها معدنه الحقيقي. لا شك بأن شتيوا بوخارست يدرك هذا جيداً ويهابه، فلنترقب ما يخبئه لنا مورينيو الليلة.



هازار أبرز الغائبين

لن يشارك النجم البلجيكي ايدين هازار في مباراة الليلة بسبب الإصابة التي لم يحدد تشلسي نوعها. وسينضم هازار الى الهولندي ماركو فان جينكل الذي يغيب عن الملاعب لفترة طويلة.