لم يخطئ الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الإسباني، حين اعتبر أن فريقه سيخوض اليوم موسمه في المباراة أمام فولسبورغ الألماني في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد خسارته ذهاباً خارج ملعبه 0-2.
بالفعل هو موسم الملكي الليلة، إذ إن توديع المسابقة في هذا الدور وأمام فريق بحجم فولسبورغ يعني الفشل التام لحامل لقب البطولة 10 مرات، باعتبار أن لقب "الليغا" غير مضمون على الإطلاق مع قرب النهاية وتصدر غريمه برشلونة بفارق 4 نقاط عنه، كما أن جاره اللدود أتلتيكو يتقدم عليه في المركز الثاني بفارق نقطة.
موسم الفرق الكبرى يتوقف على مباراة واحدة في دوري الأبطال

وعليه، فإن هذه المباراة تحمل أهمية وربما يتوقف عليها مصير كثيرين في النادي الملكي، بدءاً من زيدان نفسه الذي سيعد خروج "الميرينغيز" نقطة سوداء في بداية مسيرته مع الفريق، من شأنها أن تمحو الأثر الطيب بالفوز على برشلونة في معقله وقد تضع مستقبله مع الفريق في خطرٍ كبير، وهذا ما ينطبق على العديد من اللاعبين الذين قد يرون أنفسهم خارج البيت الملكي في الصيف المقبل إزاء الفشل اليوم.
قاتل أو مقتول. هذا هو الشعار الذي يخوض به ريال موقعته الهامة الليلة والتي تعيد التذكير بمواجهته في إياب نصف نهائي موسم 2012-2013 أمام بوروسيا دورتموند الألماني عندما كان خاسراً ذهاباً 1-4 في ما عرف بـ"لا ريمونتادا" أو "العودة"، لكنه اكتفى بالفوز 2-0 وودع البطولة.
لكن المفارقة أن هذه الأجواء التي ستحضر في ملعب "سانتياغو برنابيو" ستكون سمة كل مباريات الإياب.
بداية من ملعب "الاتحاد"، اليوم أيضاً، حيث يتواجه مانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي (2-2 ذهاباً) وفق الشعار عينه، وخصوصاً أن الفريقين يخوضان المواجهة بهدفٍ مشترك بحثاً عن كسر النحس في هذه البطولة التي صرفا لأجلها الأموال الطائلة، وبالتالي فإن الخاسر منها سيُعدّ موسمه فاشلاً، باعتبار أن "السيتيزينس" فقد الأمل في المنافسة على لقب "البريميير ليغ"، فيما التتويج المبكر للنادي الباريسي في "ليغ 1" بات غير ذي أهمية وأمراً معتاداً بالنظر إلى الفارق الكبير بينه وبين باقي فرق البطولة. من هنا، فإن هذه المباراة أيضاً ستحدد مصير بعض اللاعبين في كلا الطرفين بالنسبة إلى الموسم المقبل، وخصوصاً لدى الفريق الإنكليزي مع التغييرات الجذرية بقدوم المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا.
الحال سيكون مشابهاً في مباراتي ليلة الأربعاء حيث إن برشلونة الذي حقق فوزاً بشق الأنفس ذهاباً على أتلتيكو مدريد 2-1 في "كامب نو" وجد نفسه في عنق الزجاجة وأمام احتمال فقدان كل شيء في لحظة واحدة بعد تقهقره المفاجىء في "الليغا" وتقلص الفارق مع أتلتيكو نفسه إلى ثلاث نقاط ومع الريال إلى أربع، إذ إن مسألة خروجه من دوري أبطال أوروبا غير مستبعدة على الإطلاق نظراً الى نتيجة مباراة الذهاب وقوة "الروخيبلانكوس" على أرضه وبين جماهيره. لذا، لن يكون مستبعداً أن يعيش جمهور الكاتالوني هذه الموقعة والأيدي على القلوب.
وختاماً مع بايرن ميونيخ الألماني الذي يحل ضيفاً على بنفيكا البرتغالي بعد فوزه ذهاباً بهدفٍ نظيف، قد يكون النادي البافاري أكثر ارتياحاً من البقية نظراً الى فوزه النظيف على ملعبه من دون تلقي شباكه أهدافاً، لكن تقديمه أداء كالذي قدمه في المباراة الأولى قد يعرّضه لمفاجأة غير متوقعة على الإطلاق، من شأنها أن تكون مدمرة لموسم الفريق وخصوصاً أن الآمال كبيرة في بافاريا لنهاية حقبة الإسباني جوسيب غوارديولا على منصة التتويج في ملعب "سان سيرو".
كل هذا المشهد يقودنا إلى أمسيتين عامرتين بالتشويق والحماسة التي لا مثيل لها. كل هذا يقودنا إلى التأكد مجدداً من مدى روعة "التشامبيونز ليغ".




مباريات اليوم وغداً
يبحث ريال مدريد الإسباني عن تعويض هزيمته ذهاباً أمام فولسبورغ الألماني 0-2 عندما يستضيفه، الليلة، إياباً.
ولن تقلّ المباراة الثانية قوة، حيث يحل باريس سان جيرمان الفرنسي ضيفاً على مانشستر سيتي الإنكليزي بعدما تعادلا ذهاباً 2-2.
وتستكمل الإثارة غداً بمواجهتي برشلونة الإسباني ومضيفه مواطنه أتلتيكو مدريد (2-1 ذهاباً) وبايرن ميونيخ الألماني ومضيفه بنفيكا البرتغالي (1-0 ذهاباً).
وتقام جميع المباريات الساعة 21,45 بتوقيت بيروت.