شكّلت الأحداث التي شهدتها لعبة كرة السلة وتوقيف لبنان دولياً درساً للمعنيين بالملف الأولمبي والتهديد الآتي من اللجنة الدولية بتوقيف لبنان على خلفية المرسوم 8990 واعتباره يتعدى على صلاحيات اللجنة الأولمبية. فاللجنة الدولية أمهلت لبنان شهراً ينتهي في 10 تشرين الأول لانجاز التعديلات وإلا سيكون التوقيف مصير لبنان بعد هذا التاريخ. لكن هذا التهديد لن يكون موضع التنفيذ بعد أن تحركت الوزارة واللجنة الأولمبية وشكلوا لجنة مشتركة عقدت اجتماعات عدة أثمرت وضع التعديلات المطلوبة.
تجتمع اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اليوم للاطلاع على هذه التعديلات واقرارها قبل أن تتم ترجمتها وإرسالها الى المجلس الأولمبي الآسيوي وتحديداً الى مدير الالعاب الاسيوية في المجلس المذكور حيدر فرمن للتأكّد من أن ما أنجز حتى الآن هو المطلوب من اللجنة الدولية. وبعد ذلك يرسل المرسوم المعدّل الى مجلس الوزراء مجدداً كي يتم اقراره بصيغته الجديدة. وكان حيدر قد زار لبنان في نيسان الماضي بصفته ممثلاً للجنة الاولمبية الدولية والمجلس الاولمبي الاسيوي وناقشا لموضوع مع الوزارة واللجنة الأولمبية.
ولا شك أن المعنيين بالموضوع أنجزوا المطلوب خلال فترة قياسية مقارنة مع ما يحصل في لعبة كرة السلة مثلاً. فالكتاب الدولي أرسل في 10 أيلول وتم انجاز التعديلات خلال 15 يوماً. ومرد ذلك الى التعاون الكبير الذي أظهرته الوزراة كونها هي المتضررة من التعديلات نظراً لتأثيرها على صلاحياتها. لكن واقع الحال أشار الى استعداد الوزارة لتقديم كل ما هو مطلوب من اللجنة الأولمبية كي ترسل التعديلات ولا يصدر قرار توقيف بحق لبنان.
وأبرز ما يتعلق بالتعديلات هو التشديد على استقلالية الاتحادات وتخفيف سلطة وزراة الشباب والرياضة عليهم. فكل اتحاد يخضع لقوانينه المستمدة من الاتحاد الدولي والمتوافقة مع الشرعة الأولمبية في ما يتعلق بالانتخابات والجمعية العمومية، وعدد الأصوات.
لكن الوزراة لم تتخلى عن جميع صلاحياتها، إذ بقت مسألة ترخيص ومراقبة عمل الجمعيات من ضمن مل الوزارة. كما أن الموضوع المالي على صعيد المساعدات بقي في يدها لكن مراقبتها للاتحادات في هذا المجال تنحصر ضمن المساعدات المقدمة اليهم من قبل الوزراة.
هذا وتبقى الأمور معلقة بانتظار موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على التعديلات. فاللجنة اللبنانية تعتبر نفسها قد قامت بما هو مطلوب منها وستصبح المسألة في ملعب مجلس الوزراء والاجراءات الادارية الروتينة التي يحتاجها اقرار أي مرسوم. وهنا سيكون هناك دور لفرمن في توضيح هذه المسألة للجنة الدولية وتبيان أن الجهات اللبنانية الرياضية من وزارة ولجنة اولمبية قامت بدورها رغم عدم وجود حكومة نتيجة استقالتها.
وتعوّل اللجنة اللبنانية أيضاً على جهود نائب رئيس اللجنة طوني خوري «للعب دوره في المساعدة على مصادقة هذه على التعديلات مدافعا عن حق لبنان في ان يلعب دوره كاملا على الساحة الدولية»، كما جاء في بيان اللجنة بعد الجلسة الأخيرة التي عقدتها اللجنة التنفيذية في مقرها في الحازمية.
وجرى خلال هذه الجلسة مناقشة موضعات عدة واقرارها منها تشديد رئيس اللجنة جان همام على اهمية اللقاء بين اللجنة الاولمبية اللبنانية والاتحادات الرياضية المزمع عقده في 5 كانون الأول بهدف مناقشة تعديل أنظمة الاتحادات لتماشي التطور وتصبح خالية من أية شائبة او التباس يمكن ان يؤدي الى تباين في الرأي والموقف بين اللجنة والاتحادات.
وجرى الاطلاع خلال الجلسة على تقرير الامين العام حسان رستم حول مكان الخلوة مع الاتحادات الرياضية وجدول اعمالها والتي ستتوج بمبادرة تكريم نائب رئيس اللجنة السابق مليح عليوان ومنحه جائزة اللجنة الاولمبية الدولية للعام الحالي تحت مسمى جائزة «بيار دي كوبرتان 150 عاما مدرسة مدى الحياة».
كما اطلع الحاضرون على محضر لجنة التضامن الاولمبي الذي شرح لحيثيات مضمونه مقرر اللجنة عضو اللجنة التنفيذية مازن رمضان وخصوصاً في موضوع طلب آلية الحصول على المساعدة للاتحادات الرياضية.
وجرت تسمية بطلة لبنان في العاب القوى كريستيل صانع للمشاركة في برنامج اللاعبين الشباب خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية للشباب (نانجنغ 2014) والمحددة شروط المشاركة فيه من جانب طلاب جامعيين يدرسون الاعلام أو يعملون في الحقل الاعلامي وتتراوح اعمارهم بين 18-24
سنة.