لا يرضى الإسباني فرناندو ألونسو أن يكون الرقم 2 في أي فريقٍ مهما كان حجم زميله في عالم الفورمولا 1. هو بطبيعته يرى نفسه بطلاً للعالم، حتى لو كان اللقب بعيداً عن متناوله أو لا يرتبط به. الأكيد أن ألونسو أحبّ زميله الحالي البرازيلي فيليبي ماسا، فالأخير «خضع» له ونفّذ أوامر الفريق، وسهّل الحياة على «الماتادور» بشكلٍ لم يكن ليفعله أي سائقٍ آخر.
وهذه الأمور تفسّر استقرار ألونسو مع فيراري، فهناك كانت كل الظروف مؤمنة له ليحيا في الأجواء التي يحبها، فهو لا يعيش علاقة عاطفية مع أي فريق أو فردٍ إذا لم يكن أحدهم الى جانبه، وهذه المسألة تعيدنا بالذاكرة الى منتصف الألفية الجديدة عندما انتفض على بعض القيّمين على فريق رينو، متهماً إياهم بعدم دعمه بالشكل الكافي لإحراز لقبه العالمي الثاني (فاز به عامي 2005 و2006) بعد قراره بترك الحظيرة الفرنسية الى ماكلارين مرسيدس.
وبالحديث عن ماكلارين، أشعل ألونسو ثورة أخرى هناك لحماية مصالحه الشخصية، إذ قام بالانتقال الحلم من رينو الى الفريق البريطاني على غرار ما فعل أحد ملهميه الفرنسي ألان بروست سابقاً، فإنه لم يهضم أبداً أن يكون زميلاً لسائقٍ بريطاني بالدرجة الأولى وموهوب بالدرجة الثانية أي لويس هاميلتون، ما دفعه الى اتهام القيّمين هناك بمحاباة السائق الأسمر ليترك بعدها الفريق سريعاً.
العودة كانت الى رينو، حيث وجد ألونسو هناك ما يريده أي زميل خاضع ينفذ أوامر الفريق لمصلحة الإسباني، فكانت الحادثة الشهيرة في سباق جائزة سنغافورة الكبرى عندما تعمّد البرازيلي نيلسون بيكيه جونيور الاصطدام بالحائط، مفسحاً المجال أمام فوز ألونسو بالمركز الأول. ومع وصوله الى فيراري عام 2010، كان الفريق الإيطالي قد هيّأ له الأجواء نفسها فتطايرت الأوامر في السباقات باتجاه ماسا الذي كان ممنوعاً عليه أن يكون أسرع من الإسباني، فكانت اللقطة الشهيرة عندما أفسح له البرازيلي الطريق في سباق ألمانيا عامذاك، ليكسب ألونسو المركز الأول ويفقد ماسا الثقة بنفسه، من دون أن يتمكن من استعادتها.
في فيراري لم يكن ألونسو يستطيع أن يطلب أكثر، ولو أن مستوى سيارته لم يساعده يوماً لخطف اللقب، فهو يعرف أن الفريق الإيطالي هو أكبر من أي سائقٍ، وأنه مهما فعل لن يكون بمقدوره محو «أسطورة» الألماني ميكايل شوماخر من ذاكرة «التيفوزي» (مشجعي فيراري). أضف إن فيراري لا يجد مشكلة في استبداله في لحظة، فالسيارة الحمراء هي حلم كل سائق في عالم سباقات الفئة الأولى، وحتى أولئك الذين تركوها يحنّون دائماً للعودة الى الجلوس خلف مقودها، وهذا ما حصل مع الفنلندي كيمي رايكونن.
وعند رايكونن يبدأ الكلام، فالأخير لن يكون «ماسا» عند ألونسو، فهو يعود برأسٍ مرفوع وعالٍ الى أبعد الحدود لأنه بكل بساطة كان السائق الأخير الذي يمنح فيراري لقب السائقين عام 2007، وهو أيضاً السائق الذي انتزع اللقب من ألونسو نفسه، إضافة الى شخصيته «الجليدية» التي يمكنها أن تجمّد عجرفة «الماتادور» إن في طلباته عند فريقه أو في طلاته الإعلامية في حال انزعج مجدداً وقام بلعبته المعتادة وهي وضع كل اللوم على فريقه.
الحقيقة أن الونسو يعلم أنه سيكون زميلاً لأحد أكثر السائقين موهبة حالياً، لذا فإن تحدّيه المقبل ليس فقط استعادة اللقب بل التغلّب على زميلٍ لا يستجيب لأي أوامر تعطى له خلال السباقات. وفي حال نجاحه في هذا التحدي في موازاة تتويجه بطلاً للعالم، فإن لقبه هذا سيعلق في الذاكرة أكثر من لقبيه الأوّلين.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




ماسا بين لوتوس وماكلارين

أكد فيليبي ماسا ما كانت قد تداولته بعض وسائل الإعلام أنه في مفاوضات مع فريق لوتوس للانضمام إليه، مشيراً الى أنه يجري محادثات عدة بهذا الشأن، ومؤكداً أيضاً أنه على اتصالٍ مع فريق ماكلارين مرسيدس المهتم بالحصول على خدماته لموسم 2014.




كيمي للبطولة

قال رئيس فيراري لوكا دي مونتيزيمولو إن بإمكان كيمي رايكونن أن يفوز ببطولة العالم مجدداً مع فيراري، مشيراً الى أن الأخير عاد الى حالته السابقة، وما يريده منه هو الانتصارات






أسفٌ على ماسا

أسف سائق فيراري السابق روبنز باريكيللو على فقدان مواطنه فيليبي ماسا لمقعده مع فيراري، مشيراً الى انه اتصل بالاخير واعلمه ان «هناك حياة بعد فيراري» وعليه ان ينظر الى تجربة جديدة