غريب أمر جمهور النجمة؛ فهو الحالة الفريدة في الملاعب اللبنانية، ومن المفترض أن يكون سلاح الفريق الأول، لكن أحياناً يصحّ القول في العلاقة بين الجمهور وناديه: من الحب ما قتل. فمنذ خسارة النجمة للقب كأس النخبة أمام العهد، اشتعلت صفحات جمهور النجمة على الإنترنت، مطالبة بتغيير على صعيد الجهاز الفني ومحملة المدير الفني للفريق موسى حجيج مسؤولية ما حصل، مع تخوّف من أن ينسحب «الفشل» على الموسم الجديد. يحق للجمهور أن يعبّر عن هواجسه، وخصوصاً أنه يعتبرها حرصاً على مصلحة الفريق. لكن في قراءة هادئة لواقع الحال في النادي، يمكن البعض أن يعتبر أن حملة الجمهور ليست في مصلحة الفريق، لا من حيث الشكل أو التوقيت أو من حيث المضمون.
فالحديث عن تغيير حجيج في هذه المرحلة، قبل ساعات على انطلاق الدوري، يعتبر عنصراً سلبياً سيكون لهو تدعيات سيئة على الفريق من الناحية الفنية؛ إذ لا يمكن تقبّل فكرة تغيير مدرب قبل انطلاق البطولة بثلاثة أيام، ومن كان يريد تغيير حجيج، وهذا ممكن، كان يجب أن يطالب بذلك ويتحرّك لتحقيقه قبل أشهر، لا قبل أيام. هذا من ناحية الشكل. أما من ناحية المضمون، فإن حجيج يبدأ هذا الموسم سنته الثالثة مع الفريق في القيادة الفنية. البعض يعتبره غير جدير بهذا المنصب، في حين أن الإدارة ما زالت مصرة على تجديد الثقة به. في نظرة سريعة على أداء حجيج منذ توليه تدريب النجمة، يمكن اعتبار أنه كان ناجحاً في الموسم الأول بامتياز. فهو تسلم أشلاء فريق واستطاع خلق توليفة وصلت إلى نهائي الدوري والكأس، فخسر الأول بخطأ من الحارس محمد الدكرمنجي، وخسر الثاني في الوقت القاتل.
في الموسم الماضي حافظ حجيج على قدرة فريقه التنافسية، لكنه فشل في إحراز لقب الدوري لأسباب عديدة، كانت موضع بحث بين حجيج والإدارة، وتقرر إثرها تجديد الثقة به. في هذه الفترة، كان يمكن الحديث عن تغيير في هوية المدرب، أما الآن فقد يكون أفضل ما يقوم به جمهور النادي هو دعم الفريق، وبالتالي مدربه حجيج لأسباب مختلفة. فإضافة إلى عامل التوقيت، تجد أن النجمة من أكثر الفرق التي دعمت صفوفها هذا الموسم. واللافت أن معدل أعمار اللاعبين المنضمين إلى الفريق صغير، وبالتالي إن التعاقدات أسست فريقاً واعداً للمستقبل. فالنجمة ضم شادي سكاف، ومحمد مرقباوي (العكاري) وزكريا شومان وحسن القاضي وعلي حوراني ونيازي الشحيمي، ومعظم هؤلاء من اللاعبين الصغار، لكنهم مميزون فنياً.
أما على الصعيد الأجنبي، فقد تعاقدت إدارة النادي مع ثلاثة لاعبين، اثنان منهم يلعبان مع منتخب سوريا الأول، هما المهاجم المعروف رجا رافع والمدافع عبد الناصر حسن، أحد اللاعبين الذين صنعوا انتصار سوريا ببطولة غرب آسيا. أضف إليهم السنغالي سي الشيخ الذي يتوقع أن يكون من أهم اللاعبين الأجانب هذا الموسم، وهو قدم مستوى رفيعاً في المباريات التي لعبها، وخصوصاً في خط الوسط. وتأتي صفقة ضم وليد إسماعيل لتكون الأهم هذا الموسم للنجمة، نظراً إلى مستواه من جهة، وحاجة الفريق للاعب في هذا المركز.
إذاً، جميع العناصر تبدو مؤمّنة للمنافسة على لقب الدوري والكأس وحتى كأس الاتحاد الآسيوي.
النجمة أخفق في إحراز كأس النخبة، فهل هذا يعني أنه سيئ فنياً؟ عدد من الفنيين يرون أن النجمة كان الأفضل بين أندية النخبة، وعروضه كانت جيدة وحتى في المباراة النهائية قدم أداءً جيداً في الشوط الأول. فالعهد كان أقل مستوى فنياً عن خصمه في هذا الشوط قبل أن يستفيد من تراجع النجمة في الشوط الثاني. وإذا ما اعتبرنا أن المنافسة على لقب الدوري ستكون محصورة بين النجمة والصفاء والعهد بشكل رئيسي دون استبعاد الأنصار والإخاء الأهلي عاليه بشكل أقل، فإن النجمة لا يقل شأناً عن خصميه الرئيسيين. فمن شاهد الصفاء في لقاء السوبر يعلم تماماً أن بطل لبنان لا يطمئن فنياً، وخصوصاً مع انتقال محمد حيدر إلى الاتحاد السعودي. ولا شك أن العنصر الأجنبي سيعزز قدرات الفريق، لكن هذا ينسحب على النجمة أيضاً، مع انضمام حسن ورافع إلى التشكيلة.
من الطبيعي أن تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لحجيج مع النجمة لتحقيق الألقاب، وخصوصاً في ظل حركة التدعيم الكبيرة التي حصلت، لكن هذا يفرض منح حجيج الفرصة كاملة وعدم تشتيت تركيز الفريق في نقاشات لن تفيد الفريق بقدر ما ستؤثر عليه سلباً. وإذا كان جمهور النجمة يرغب في الاحتفال برفع الكؤوس، فعليه أن يدعم فريقه ويؤازره، لا أن يبدأ بوضع الضغط قبل انطلاق الدوري.
النجمة بخير، لكن يحتاج الجميع فيه إلى فرصة. فهل تُمنح لهم؟



بعلبكي يعود إلى الأنصار

أقفل نادي الأنصار الرياضي ملف اللاعبين اللبنانيين بضمه اللاعبين نبيل بعلبكي (الصورة) وحسين سيّد. وأعارت إدارة النادي أحمد أيوب وعلي جواد للمبرة، ومحمود أحمد كجك للصفاء.
في الصفاء، وقّع العاجي إبراهيم توريه، عقداً مع إدارة النادي، وهو شقيق لاعب مانشستر سيتي يايا توريه. وجاء التعاقد معه بناءً على رغبة المدرب الروماني تيتا فاليريو. واستغنى الصفاء عن لاعبه محمود الزغبي للسلام زغرتا.
أما الإخاء، فقد ضم لاعب فريق النجمة زكريا شرارة.