مرشحون فعليون، اسماء مطروحة، واخرى تنتظر الضوء الاخضر للدخول الى دائرة الترشيحات. ففي خضم البحث عن الرئيس المنتظر، تكثر الاسماء المتداولة، لكن ما يناقش في المكاتب لا يظهر كلّه الى العلن، اذ في الوقت الذي تعددت فيه التسميات، بقيت بعض الاسماء والمعادلات طيّ الكتمان الى حدٍّ ما. ومن ابرز هذه الاسماء الرئيس السابق للاتحاد انطوان شارتييه الذي بات الآن خيار الفريق الممسك بمقدرات الاتحاد وصاحب الكلمة الاقوى في تحديد هوية الرئيس.
وشارتييه يُعدّ رئيساً تاريخياً في اتحاد كرة السلة، فهو صاحب فضل كبير في الشهرة التي وصلت اليها اللعبة في منتصف التسعينيات، اذ عمل بعد وصوله الى سدّة الرئاسة الى نشر اللعبة بدعم من المؤسسة اللبنانية للارسال التي خصّتها برعاية مباشرة، فكانت انطلاقة السلة اللبنانية نحو الازدهار. لكن الاكيد ان الماضي غير الحاضر، ان كان لناحية شارتييه او لناحية الوضع الذي تعيشه اللعبة حيث الحاجة الى رئيس بصفات معيّنة قد تكون استثنائية بشكلٍ او بآخر كما هو حال المرحلة الحالية. ففي الشق الاول، تطرح علامة استفهام حول استعداد شارتييه لأخذ هذه المهمة، فهو اتجه الى «اعتزال» العمل الرياضي، ولا يبدو مستعداً حتى للبقاء في ناديه مون لا سال بعد انتهاء ولايته رئيساً، لذا فانه سيصعب اقناعه بقبول المنصب.
كذلك، يبرز رأي لدى بعض الاندية الناشطة في اللعبة، التي يتفق بعض القيّمين عليها على ان شارتييه يتمتع بسمعة طيّبة قلّ نظيرها، لكن يصعب التلاقي معه على بعض الافكار، اضافة الى ان اللعبة بشكلٍ عام تحتاج الى افكار جديدة وهوية مغايرة تماماً عن سابقها.
من هنا، يمكن رسم شكل الرئيس المطلوب من قبل الاندية التي تعدّ المحرك الرئيس للعبة، فالمطلوب رئيس يمكنه تأمين موارد للاتحاد من خلال الانفتاح على أسواق جديدة وجلب الاستثمارات عبر تسويق اللعبة، وذلك بواسطة رفع ارقام النقل التلفزيوني الذي قد لا يكون فقط محصوراً بالساحة المحلية. وهذا الرئيس ذو الصفات المطلوبة يبدو متاحاً حالياً، ويملك خبرة في كيفية ايصال الامور الى هذا المستوى من دون ان يستعين بأي مموّل، وبالتالي يبقي الاتحاد بعيداً من اي ارتباط خارجي.
لكن القبول بهذا الرئيس يتوقف عند اقتناع اصحاب الكلمة الحاسمة بضرورة الذهاب الى هذا الخيار، وخصوصاً ان قسماً من الاندية اقتنعت به مقابل عدم قبولها بأي طرحٍ آخر، وتحديداً اي طرحٍ يأتي من جهة فريق التيار الوطني الحرّ.
وهذا الامر ينسحب على الاسم الذي تمّ تداوله أخيراً اي وليد نصار، الذي بمجرد تنسيقه مع رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان النائب سيمون ابي رميا، فرض رفضاً على اسمه. واذ ان الرئيس الفخري لنادي بيبلوس مطروح كخيارٍ ثانٍ بعد شارتييه، وكان طرح اسمه من قبل ابي رميا لأنه جبيلي، فان استغراباً كبيراً في اوساط النوادي يبدو سائداً بسبب انتشار اسم نصار في المواقع الالكترونية الرياضية بصفته مرشحاً، وخصوصاً انه لم يقم بزيارة اي نادٍ حتى في منطقة جبيل، فالحملات الانتخابية تكون عادة علنية لا في المكاتب المغلقة. ويمكن اخذ مثل عن الطريقة المثالية لدعم الترشيح ما يقدم عليه بيار كاخيا الذي يجول على الاندية عارضاً مشروعه. اما نصار فينفي اي معلومة تتناوله رغم ان الصور التي نشرت له حول اخباره هي صور شخصية، ما يفرض الربط بينه وبين المعلومات المكتوبة.
وعموماً، لم يعد يهم الاندية سوى رئيسٍ خبير، وهي لهذا السبب ولغيره تبدي ليونة حول مناقشة اي طرح، فمصادر ناديي بيبلوس وعمشيت على سبيل المثال تؤكد ان كل ما يريده الناديان هو لجنة ادارية تضم اشخاصاً يتمتعون بالمصداقية، بهدف ادارة بطولة ناجحة وشفافة، اضافة الى وضع برنامجٍ ثابت يشجّع الرعاة على دخول اللعبة.
وهذه الليونة بدت في اجتماع مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحرّ جهاد سلامة وراعي نادي بيبلوس نبيل حواط، حيث بدا بحسب احد الحاضرين للاجتماع بأن افكارهما تتلاقى من ناحية الشفافية والمصارحة المطلقة، وهو الامر عينه الذي طفا في لقاء سلامة مع شربل سليمان، وقد اتسم بالصراحة حيث عرض كلٌّ منهما هواجسه، وقد اوضح نجل رئيس الجمهورية اهم نقطة وهي ان ذهابه الى القضاء كان انطلاقاً من ايمانه بالمؤسسات، في اشارة الى ضرورة خلق استقرار في العمل المؤسساتي للاتحاد.
ويتوقع ان يدخل النادي الرياضي ايضاً مرحلة التلاقي وغسل القلوب لانهاء مشكلة سوء التواصل بين الاطراف المتواجهة، والتي حوّلت الازمة الى معضلة، وذلك من خلال استعداده للقاء سلامة والعمل على خلق حلّ لاطلاق الموسم الجديد، وخصوصاً ان الاندية لا تزال تتكبد المصاريف مقابل لا شيء.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الى المعركة در

على خط الانتخابات الحكموية، كان لافتاً ما صرّح به ايلي مشنتف في مقابلة مع الزميل راوي سابا عبر راديو «الجرس» حيث اكد ما تمّ تداوله بأنه سيخوض معركة انتخابية في وجه هنري شلهوب «لأنه ليس مرشحاً توافقياً بل مرشح القوات اللبنانية». كذلك، اطلق مشنتف موقفاً نارياً من المدرب فؤاد ابو شقرا معتبراً انه فضّله على غسان سركيس وفادي الخطيب، لكن ابو شقرا انقلب عليه. وأكد ان معركة الحكمة سياسية بامتياز وان القوات رفضت سابقاً دعم النادي حتى دخول وديع العبسي اليه.