صحيح أنّ غالبية الاهتمام تركّز أمس على ملعب صيدا، حيث لقاء الصفاء حامل لقب مسابقة كأس النخبة مع النجمة، إلا أن الإثارة كانت حاضرة أيضاً في ملعب الصفاء الذي استضاف نصف النهائي الآخر بين العهد وشباب الساحل. فإذا كان اللقاء الأول قد حُسم لمصلحة النجمة 5-3 بركلات الترجيح، فالأمر لم يكن بسبب بلوغ المستوى أعلى درجاته، بل بسبب عدم قدرة الفريقين على تسجيل أكثر من هدف في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة، وذلك في وقت وصلت فيه الإثارة إلى أوجها في اللقاء الآخر، وخصوصاً في نصفه الثاني، حيث قلب العهد تخلّفه في الشوط الأول بهدفٍ وحيد إلى فوزٍ لافت 3-2. وما يمكن قوله أنه رغم عدم ظهور الفرق الأربعة بشكلها الحقيقي، فإن ما تركه كلٌّ منها على أرض الملعب، ينبئ بإمكان متابعة مباريات نارية بين فرق المقدمة، التي تقترب خطوة تلو الأخرى من بلوغ الجهوزية بغض النظر عن التشكيلة التي تدافع عن ألوانها.
وهذا الكلام ينطبق على مباراة الصفاء والنجمة التي حملت أصلاً طابعاً مختلفاً عن أي لقاء في كأس النخبة، ذلك أنها جمعت بين بطل الدوري ووصيفه في البطولتين الماضيتين. وبالفعل كان الإصرار واضحاً للخروج بفوزٍ؛ إذ إن «الأصفر» أراد الحضور مرة جديدة في المباراة النهائية للدفاع عن لقبه، بينما أراد «النبيذي» أن يتخلص من عقدة الصفاويين التي وقفت حائلاً بينه وبين الألقاب.
من هنا، رغم النقص في صفوفه، تمكن النجمة من فرض حضوره في النصف الأول من اللقاء، وهو الذي لعب من دون ظهيريه الدوليين علي حمام ووليد إسماعيل، اللذين وصلا إلى الملعب والنتيجة تشير إلى التعادل (1-1)، وذلك بعدما أمضيا ليل أول من أمس وحتى موعد المباراة في زنزانة «مخفر حبيش»، إثر إشكال حصل بينهما وبين أحد عناصر الدرك الذي أراد حجز الدراجة النارية الخاصة بإسماعيل، قبل أن تتطور الأمور لتصل إلى حدّ إجراء اتصالات على مستوى رفيع مع الأجهزة الأمنية التي رفضت إطلاق سراحهما في مرحلة أولى بعد ادعاء العنصر الامني أنّ اللاعبَين جرّداه من سلاحه الأميري!
وبطبيعة الحال، لم يقدّم النجمة نفس الصورة على مدار شوطي اللقاء، فهو تقدّم بهدف السنغالي الشيخ سامبا ديوك الذي تلقى عرضية من أحد أفضل زملائه، حسين حمدان، وحوّلها برأسه إلى يمين زياد الصمد (22). إلا أنّ ديوك لم يقدّم أكثر من ذلك في المباراة، بعكس مواطنه سي الشيخ الذي كان شعلة نشاط في وسط الملعب إلى جانب خالد تكه جي، ما أكد رفعة مستوى اللاعب السنغالي المتوقّع أن يساعد «النبيذي» كثيراً.
من جهته، بدا الصفاء مختلفاً بعد تسجيله هدف التعادل عندما استثمر مهاجم النجمة السابق علي ناصر الدين كرة خسرها عباس عطوي في وسط الملعب، فانطلق بها متخطياً سامر زين الدين قبل أن يلعبها بذكاء إلى يمين نزيه أسعد، ليذكّر بأهدافه الجميلة تحت أنظار المدرب المساعد لمنتخب لبنان، الإيطالي كارلو تيبي، الذي شرع في تسجيل الملاحظات طوال الدقائق التسعين (33).
وكان الصفاء قادراً على حسم الأمور في ثلاث مناسبات، إلا أن كرة روني عازار ارتدت من العارضة (61)، ثم أدى القائمان الأيسر والأيمن دوراً في حرمان عمر الكردي (66) وناصر الدين (77) هدفين. وكان للنجمة أيضاً فرصة مشابهة من ركلة حرة نفذها عطوي وارتدت من العارضة قبل دقيقتين على النهاية.
وبعد استمرار التعادل في الوقت الإضافي، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، فسجل للنجمة عباس عطوي وخالد حمية وزين الدين وعلي حوراني وحسن المحمد، وللصفاء علي السعدي والسوري طه دياب وعمر عويضة، وأهدر عامر خان بعدما ارتدت كرته من القائم الايسر.
وعلى ملعب الصفاء، كانت 15 دقيقة في الشوط الثاني كافية للعهد وصيف النسخة الماضية، لقلب المعطيات؛ إذ بعد تخلّفه في الشوط الأول بهدف عماد الميري (32)، تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف بواسطة التشيكي ديفيد شتريهافكا (52)، وعباس عطوي «أونيكا» بتسديدة بعيدة رائعة (62)، وعلي الأتات (67)، قبل أن تحلّ اغرب لحظات اللقاء عندما سجل العاجي كريست ريمي لورونيون هدفاً بعيداً من الروح الرياضية، وذلك بعدما أخرج العهد الكرة لمعالجة أحد لاعبي الساحل، فأعادها حسين نصر الله نحو المنطقة العهداوية، إلا أن ريمي سارع إلى إسكانها الشباك، ما دفع مدربه محمود علامة إلى استبداله (71).
ويفترض أن تقام المباراة النهائية الأحد بغياب اللاعبين الدوليين للفريقين بسبب انشغالهما مع المنتخب، إلا إذا قررت اللجنة التنفيذية التي ستجتمع اليوم إرجاءها إلى الأسبوع المقبل بطلبٍ من قناة «الجديد» الناقلة للمباريات، وخصوصاً أنّ اللقاء لم يعد يتضارب مع مباراة الكأس السوبر المقررة في 15 الحالي، التي سيكون طرفاها فريقين آخرين هما الصفاء وشباب الساحل.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الغبيري بطل الشاطئية

أحرز فريق بلدية الغبيري لقب بطولة لبنان لكرة القدم الشاطئية، إثر فوزه على جمعية حصر التبغ والتنباك «الريجي» بطل الموسم الماضي 10-9، في المباراة الختامية التي جمعتهما على شاطئ الرملة البيضاء. وذهبت المباراة إلى التمديد بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 4-4، ثم عجز الفريقان عن التسجيل في الوقت الإضافي، فلجأ إلى ركلات الترجيح التي حسمها الغبيري 6-5.
وفي الختام، تسلّم الغبيري كأس المركز الأول من عضوي اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني مازن قبيسي وجورج شاهين.