دخل نادي الحكمة في إشكالية قانونية جديدة مع وجود دعوتين لعقد جمعية عمومية استثنائية لانتخاب لجنة إدارية جديدة. الأولى، دعت إليها اللجنة الإدارية بعضوية مارون غالب وجورج شلهوب ومارك بخعازي وألكو داود بعد استقالتهم الأحد الماضي، حيث أعلنوا موعد الجمعية في 25 أيلول المقبل في نادي الحكمة. أما الدعوة الثانية، فكانت من رئيس النادي إيلي مشنتف وبكتاب قدّم الى وزارة الشباب والرياضة موقّع من مشنتف ومن أمين السر جان حشاش، بموعد هو 5 تشرين الأول.
لكن، لماذا تقدم مشنتف وحشاش بكتابهما الى الوزارة؟
تنص المادة 17 من المرسوم 8990 على أن استقالة اللجنة الإدارية أو فقدان شرعيتها لأي سبب من الأسباب يؤدي الى انتخاب لجنة جديدة بعد الدعوة إليها من الرئيس وأمين السر.
الأعضاء الأربعة دعوا الى الانتخابات في 25 أيلول مستندين الى جلسة توزيع المناصب التي عقدت بعد تجميد النادي، وإلى حكم قاضي الأمور المستعجلة، وهذا غير قانوني كون الحكم قضى برد دعوى جان حشاش بتوقيف محضر جلسة توزيع المناصب لأنه ليس من صلاحيات محكمة العجلة وليست هي الجهة الصالحة لذلك، ويجب تقديم الدعوى لدى محكمة الأساس. وهو ما قام به حشاش عبر تقديم الدعوة لدى محكمة الأساس، فيما اعتبر الأعضاء الأربعة بأنهم فائزون.
وتأتي خطوة مشنتف وحشاش بالدعوة الى الانتخابات في 5 تشرين الأول استناداً الى أن الأعضاء لا يملكون إفادة إدارية من وزارة الشباب والرياضة بأن يكون مارون غالب رئيساً ومارك بخعازي أميناً للسر.
ودعوة غالب وبخعازي، التي أرسل منها نسخة الى الإعلام، عبر كتاب موقّع منهما ذُيّل بختم نادي الحكمة، وهذا قد يعتبر مخالفة قانونية عبر تزوير ختم موجود لدى أمين السر جان حشاش، وليس بإمكان أي طرف تصنيع ختم آخر ما لم يكن هناك كتاب رسمي وقانوني بذلك. وعليه، تحرك حشاش أمس نحو قاضي التحقيق الأول غسان عويدات، حيث رفع دعوى على غالب وبخعازي.
ومن المنتظر أن يصدر القاضي عويدات قراره اليوم إما بقبولها أو بتحويلها الى قاض آخر. لكن لماذا استعجل الأعضاء الأربعة توجيه دعوة إلى الانتخابات وتحديدها في 25 أيلول؟
يفيد أحد الحكمويين المتابعين للملف بأن السبب هو أنه في تاريخ 27 أيلول يدخل الى الجمعية العمومية 101 عضو محسوبين لصالح مشنتف وقادرين على تغيير وجه الجمعية. وبالتالي، فإن عقد أول جلسة للانتخاب في 25 أيلول، حتى لو لم يؤمّن النصاب، يقطع الطريق على تصويت الأعضاء الجدد كون الانتخابات يجب أن تُجرى وفق الجمعية العمومية القديمة.
وتبقى مهمة حسم الجهة الصالحة للدعوة الى الانتخاب التي تقع على عاتق وزارة الشباب والرياضة، علماً بأن المدير العام للوزارة زيد خيامي كان قد أعلن سابقاً أن الوزارة تعترف بمشنتف رئيساً للنادي وحشاش أميناً للسر.