شكّل معسكر منتخب لبنان في مدينة فلورنسا الإيطالية محطة مهمة في مشوار منتخب لبنان ضمن تصفيات كأس آسيا والتحضير لمباراتي الكويت في 15 تشرين الأول و15 تشرين الثاني. فهي الفرصة الأولى التي يعيش فيها اللاعبون مع مدربهم الجديد، فكان من المهم معرفة كيفية التواصل بين جيانيني ولاعبيه ومدى قدرته على إدارتهم فنياً ونفسياً. فهذا أمر مهم في عمل المدرب جيانيني، وخصوصاً أنه يتعامل مع لاعبين معظمهم غير محترفين ويتطلبون طريقة تعامل خاصة كانت الميزة الأساسية للمدرب السابق ثيو بوكير في المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم.
ما هو مؤكد أن جيايني نجح بشكل كبير في المرحلة الأولى، حيث إن هناك شبه إجماع في أوساط اللاعبين بأن جيانيني يملك ميزتين: الأولى، الجدية والحزم والصرامة. والثانية، هي قدرته على أن يكون قريباً من اللاعبين، وهي نقطة مهمة جداً. فاللاعب حسين عواضة رأى أن مدربه يتمتع بشخصية قوية، لكنه في الوقت عينه يعامل اللاعبين بشكل جيد. أمر يوافق عليه زميله علي حمام الذي تعرّف على جيانيني للمرة الأولى، إذ إنه كان في كندا سابقاً. فحمام أبدى إعجابه بتقرّب مدربه من اللاعبين، حيث «يعاملك بثقة ولا يخنقك، وهو في الوقت عينه صارم ويريد تنفيذ ما يريده 100% كما أنه يعطيك حقك. لم نشعر بأننا مضغوطون كالمعسكرات الأخرى».
من جهته، عباس عطوي «أونيكا» اختصر العلاقة بالمدرب الجديد بأن جيانيني «يعاملنا كأخ كبير. فأنت تشعر به كأنه صديق ويعطيك حريتك، لكن خلال التمرين يجب أن تقدم كل ما لديك»، كلام يتطابق مع رأي زميله محمد زين طحان الذي يشير الى أن جيانيني مريح في تعاطيه. أمر يتوسّع به قائد المنتخب عباس عطوي الذي يلفت الى أن المدرب الإيطالي يتمتع بالصراحة ولا يراوغ في كلامه وهذا أمر مهم جداً، وكشف عن طريقة تعاطٍ جيدة مع اللاعبين.
هذا على صعيد العلاقة بين المدرب واللاعبين والذي يشكل عنصراً مهماً. فأي تحضيرات بدنية أو فنية يجب أن تتوّج براحة نفسية لدى اللاعبين، وهذه من مسؤولية الجهاز الفني. فالقائد عطوي فاجأ الجميع في إيطاليا بالمستوى الذي قدمه في المباريات وقدرته على التحمل. فهو لعب 90 دقيقة أمام فيورتينا، وكذلك الأمر أمام روما في اليوم التالي، وسفر لمدة أربع ساعات، علماً بأن عطوي يلعب كلاعب ارتكاز في المباريات وليس خلف المهاجمين. وتألق عطوي في إيطاليا يعيد أسبابه اللاعب الى الراحة النفسية والأجواء المريحة «والرائعة هناك والعقلية الاحترافية والجديدة التي اختبرناها».
وعلى صعيد المعسكر من الناحية اللوجستية، فإن معظم اللاعبين أشادوا بمرافقه فهو يمتد على مساحة 500 ألف متر ويضم 6 ملاعب وقاعة حديدية توقف عندها اللاعبون كثيراً. فهي تضم معدات يرونها للمرة الأولى حيث إن هناك آلة لكل عضلة في الجسم تقريباً، يقول طحان لـ«الأخبار».
ويجمع اللاعبون على أهمية المعسكر من الناحية البدنية والجهد الذي بُذل لرفع مسنوب اللياقة البدنية المعدوم لدى اللاعبين، كما ظهرت المعطيات من خلال التجارب. ففي أحد الأيام، تدرب اللاعبون لفترة 4 ساعات وثلث (ساعتين صباحاً، وساعتين وثلث عصراً)، كما أن التمرين قبل يوم من مباراة فيورنتينا كان قاسياً، ورغم ذلك فاز المنتخب بالمباراة 4 - 2.
وحول مستوى المباريات كونها أقيمت مع فرق صغيرة بالعمر، اعتبر اللاعبون أن هذا الكلام غير صحيح. ففريق فيورنتينا الذي لعب معه المنتخب يضم الفريق خمسة لاعبين من الفريق الأول، كما أن آمال روما يتمتعون بمستوى عال كما قال «أونيكا» وعطوي وطحان وحمام وعواضة. «صحيح أن خبرة اللاعبين متواضعة، لكن لياقتهم البدنية وتكتيكهم مرتفع» يقول عطوي.
أما على الصعيد الفني، فقد استغل جيانيني المعسكر لتدريب اللاعبين على الخطط والتكتيكات وطريقة التحرك في الملعب مع ومن دون كرة، اضافة الى اعتماده خطة مغايرة عن تلك التي اعتمدها في لبنان. إذ يبدو أن المدرب الإيطالي تخلى عن فكرة اللعب بثلاثة مدافعين لصالح أربعة، وهو ما اعتمده في المباريات والتمارين مع تغيير في التشكيل في وسط الملعب والهجوم. هذا المركز الذي يشكل مشكلة كبيرة لجيانيني مع غياب المهاجم الهداف، وهو ما دفعه الى الاعتماد بشكل كبير على الأطراف.
قد يكون من المبكر الحكم على تجربة جيانيني، فهناك مسألة طريقة الإدارة خلال المباريات الرسمية القوية، الى جانب القدرة على خلق توليفة تنجح في تحقيق النتائج الجيدة. لكن يمكن اعتبار المرحلة الأولى ناجحة جداً بانتظار ما ستكشفه المراحل المقبلة.




تعادل شباب لبنان وسوريا

تعادل منتخب لبنان للشباب مع ضيفه السوري 0 - 0 أمس على ملعب المدينة الرياضية. وتأتي المباراة ضمن استعداد لبنان للمشاركة في البطولة العربية المدرسية التي ستقام في تونس الشهر المقبل. من جهة أخرى، تنطلق غداً الأحد مسابقة كأس النخبة، حيث يلعب الصفاء مع الإخاء الأهلي عاليه عند الساعة 16.30 على ملعب العهد، في حين يلعب النجمة مع العهد على ملعب صيدا عند الساعة 17.30. وأجّلت لجنة الطوارئ انطلاق كأس التحدي الذي كان مفترضاً أن يكون اليوم بسبب «الأحداث المؤسفة التي حلت بمدينة طرابلس»، كما جاء في بيان الاتحاد.