جاء تصريح لرئيس نادي الحكمة الأسبق جورج شهوان على صفحة الفايسبوك الخاصة به لينكأ جرحاً حكموياً ينزف منذ أشهر في ظل صراع قواتي _ عوني على النادي. شهوان قال «كما أرى، أنا متخوف من أنه لن يكون هناك فريق لنادي الحكمة في الدوري العام المقبل، فالأمور تسير على نحو سلبي.
أنا أهنئكم على ما فعلتموه، ما هذه المهزلة».
سطر ونصف كانا كافيين ليشعلا صفحات التواصل الاجتماعي حول موضوع الحكمة. فالأطراف المتنازعة تتربّص ببعضها البعض والكل يسعى لجذب النادي الى جانبه. الدعاوى القضائية لا تزال مستمرة، وآخرها واحدة رفعها الأعضاء الأربعة على رئيس النادي إيلي مشنتف حول القضايا المالية، ويشير البعض الى أنها بإيعاز من شفيق الخازن صديق العمر السابق لمشنتف والعدو اللدود الحالي. فالخازن يعتبر أن مشنتف خدعه واستغله لإدخال القوات الى النادي، ثم عاد وانقلب عليهم. كلام قديم وأسطوانة مملة، لكنها في الوقت عينه تصدر نغماً شاذاً في نادي الحكمة الذي يبدو أنه يسير نحو المجهول. فتلك الأطراف غير قادرة على الجلوس الى طاولة واحدة والاتفاق لمصلحة النادي. الرئيس إيلي مشنتف يحاول كسب الوقت ويستعد للانتخابات (في حال جرت) منتظراً دخول 100 عضو جديد الى الجمعية العمومية محسوبين له وقادرين على تغيير موازين القوى في الجمعية العمومية للنادي. لكن إحدى الشخصيات المتابعة للملف الحكموي ترى أن مراهنة مشنتف على الأعضاء الجدد قد تتبخّر في حال كانت هناك معركة بين العونيين والقوات. فالأحزاب قادرة على تجيير الأصوات، أما العلاقات الشخصية فتصبح ثانوية في ظل اصطفاف حزبي لا يبقي مجالاً لـ«المونة» على أحد.
طرح هنري شلهوب رئيساً تراجع بعد الفيتو العوني عليه. فالقوات طرحوا شلهوب الذي وافق، لكن وفق شروط تنص على دفعه مبلغ 500 ألف دولار سنوياً، على أن يؤمن القواتيون الأموال المتبقية من شركات راعية، إضافة الى تأمين الإجماع عليه وخصوصاً دعم الرجل القوي في الجمعية العمومية جورج شهوان. الأخير لم يبد اعتراضاً على شلهوب، وأبلغ القواتيين موافقته على الطرح، لكنه اعتبر أن أطرافاً أخرى يجب مراجعتها أيضاً، أي العونيين تحديداً. هؤلاء اعترضوا على شلهوب، معتبرين أنه مرشح للقوات وكانوا يرغبون في وصول أمل أبو زيد الى الرئاسة، الا أن الأخير يرفض هذه الفكرة، اضافة الى أنه كادر عوني لن يقبل به القوات.
والتقى الفريقان على جورج شهوان رئيساً، حيث طلب القياديان الخازن وزياد عبس منه تولي الرئاسة قبل أسبوع، لكن شهوان رفض من منطلق معرفته بأن الفريقين سيديران له ظهرهما مع توليه الرئاسة، ولن يدفعوا أموالاً طالما أنهما لا يمسكان بقرار النادي.
وفي ظل الضبابية الحكموية، وخصوصاً مع وجود «كسر» مالي في النادي بقيمة 500 ألف دولار، يعيش الجمهور الحكموي حالة قلق إزاء مستقبل ناديه، في ظل تسابق الأندية على تدعيم صفوفها وخصوصاً عمشيت الذي ضم نديم حاوي أمس. فالأمور يبدو أنها ستسير الى الأسوأ وسيعمد كل طرف الى رمي المسؤولية على الطرف الآخر بأنه هو من عرقل عملية الحل، وسيدير الطرفان ظهرهما للنادي الذي سيدفع الثمن مع انطلاق الموسم الجديد ولا وجود لمموّلين له.