ثمة كثير من الخلاصات والمشاهدات يمكن الخروج بها من موقعة ريال مدريد وريال بيتيس على ملعب «سانتياغو برنابيو» في الجولة الافتتاحية للدوري الاسباني لكرة القدم التي انتهت بفوز صعب لأصحاب الأرض 2-1: من الصورة الضعيفة التي بدا عليها «الميرينغيز»، وتحديداً في خط الدفاع حيث بدا تأثير غياب الفرنسي رافاييل فاران واضحاً، إلى التألق اللافت للنجم القادم من ملقة ايسكو الذي صنع الهدف الأول للفرنسي كريم بنزيما وسجل الثاني على نحو رائع بكرة رأسية ليفرض هذا الشاب نفسه سريعاً في التشكيلة الاساسية، واضعاً في الوقت عينه الألماني مسعود أوزيل تحت ضغط كبير في ظل الرغبة الكبيرة للأرجنتيني أنخل دي ماريا والبرازيلي كاكا لإقصائه، الى المشهد الجميل برؤية النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان على دكة البدلاء كمساعد للمدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي. غير أن الصورة الأبرز والأكثر تأثيراً كانت، بالتأكيد، للحارس والقائد ايكر كاسياس وهو جالس على دكة البدلاء.
في الواقع، كان السؤال الذي ينتظر المتابعون اجابة عنه منذ قدوم أنشيلوتي الى البيت الملكي يتعلق بمصير «القديس» ان كان سيستعيد مكانه الطبيعي حامياً لعرين ريال مدريد أو سيبقى احتياطياً لدييغو لوبيز كما دأب على ذلك منذ منتصف الموسم الماضي. كان السؤال كبيراً في مدريد: هل سيغيب كاسياس للمرة الاولى عن افتتاح الدوري الاسباني منذ 13 عاماً وأين؟ في معقل الملكي «سانتياغو برنابيو»؟
الموقف كان محيراً وازداد ضبابية من خلال تناوب الحارسين على المشاركة في المباريات الاستعدادية وعدم بوح أنشيلوتي بخياره. لذا كان الانتظار في مدريد سيد الموقف حتى مباراة أول من أمس لمعرفة الجواب الشافي.
... لكن مجدداً كاسياس أسير لدكة البدلاء. الحارس «الأسطوري» لريال مدريد ومنتخب اسبانيا يضع قفازيه جانباً مرة جديدة منتظراً، فقط، أن يصاب لوبيز، حتى يأخذ مكانه. أنشيلوتي لم «يفرج» عن كاسياس كما خال كثيرون أن يفعل بعد رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو الذي اتخذ القرار «الكبير» بإقصاء «القديس». كثيرون، بمن فيهم الصحافة المدريدية، اعتقدوا ان مدرب ميلان السابق سيعتمد على كاسياس كخيار أول انطلاقاً قبل كل شيء مما عُرف عن الرجل احترامه لتاريخ اللاعبين الذين يدربهم، وهذا ما كان عليه الحال مع كثير من النجوم في ميلان، غير أن جواب الايطالي كان واضحاً أمسية الأحد: لوبيز هو الحارس الأول في مدريد.
بطبيعة الحال، لا يختلف اثنان على ان لوبيز حارس كفوء واستطاع ابراز مقدراته بسرعة قياسية في ناد كبير كريال مدريد، لكن بوجود كاسياس تضيع مثل هذه الاعتبارات. كاسياس قصة إبداع أخرى يطول الحديث عنها لكثرة محطاتها. هي قصة لا يمكن ان تمحى مشاهدها من الأذهان. ثمة فرق كبير بين نوعية حراس كجيانلوكا باليوكا وكريستيان أبياتي وكلاوديو تافاريل وجوليو سيزار وبودو إيلغنير وفابيان بارتيز مثلاً من جهة، وحراس كدينو زوف وجيانلويجي بوفون وسيب ماير واوليفر كان وليف ياشين مثلاً من جهة اخرى.
هؤلاء الأوائل حراس أكفياء، أما التالون فهم عمالقة. لوبيز كفوء، وكاسياس عملاق... وليس هكذا تكون نهايات العمالقة. كفى إجحافاً بحق «القديس»!



جواب دبلوماسي

كان جواب أنشيلوتي للصحافيين «دبلوماسياً» عن إبعاده كاسياس، بقوله: «لقد اتخذت هذا القرار اليوم (إبعاد كاسياس). كما قلت بالأمس إن هذه القرارات تتوقف على جزئيات. لقد قررت أن أشرك دييغو لوبيز في هذا اللقاء وسنرى ما سيحدث في المباريات القادمة. ولقد تحدثت مع ايكر وهو محترف جداً ويرغب باللعب، وهذا طبيعي. وأعتقد ان هذا أمر جيد».