لم يخطئ جمهور أرسنال في نهاية مباراة فريقه أمام أستون فيلا على ملعب «الامارات» والتي انتهت بخسارة أصحاب الأرض 1-3 في تحميل المسؤولية لهذا السقوط، الذي لا شك جاء صاعقاً على «المدفعجية» في افتتاح الدوري الإنكليزي الممتاز، الى ادارة الفريق ومدربه الفرنسي أرسين فينغر لعدم إقدامهم على إبرام تعاقدات كبرى في سوق الانتقالات الصيفي الذي سيقفل بعد أقل من أسبوعين.
فلا ركلة الجزاء التي احتسبت ضد الفريق ولا ابتعاد بعض العناصر بسبب الاصابة حجبا الحقيقة عن جمهور «الغانرز»، هو الذي مشى خلف الفريق في انطلاق الموسم رغم عدم وفاء مدربه بتعهده حتى اللحظة باستقدام نجوم الى ملعب «الامارات»، لكن ما حصل السبت لم يكن ليتحمله طبعاً هذا الجمهور.
هكذا اذاً، صبت الجماهير جام غضبها على الادارة والمدرب، فهنا لافتة معبرة يرفعها احد المتفرجين خلف فينغر كتب عليها «أنفق أنفق أنفق»، وهناك لافتة أخرى تسخر: «أهلاً بيرنار ويوفيتيتش وهيغواين وفيلاييني وروني وسواريز وبندر» في اشارة الى فشل أرسنال في استقطاب كل هذه الاسماء.
من دون ادنى شك، يبدو جمهور «المدفعجية» محقاً في «ثورته» هذه، اذ من غير الطبيعي أن يتقبل أن فريقه قد ابرم حتى اللحظة صفقة واحدة هي التعاقد مع الفرنسي الشاب يايا سانوغو من اوسير بعد ان كانت لائحة مشتريات الفريق لا تعد ولا تحصى من الأوروغوياني لويس سواريز، مهاجم ليفربول، الى الانكليزي واين روني، مهاجم مانشستر يونايتد، الى الأرجنتيني غونزالو هيغواين، مهاجم ريال مدريد الاسباني الذي فضل الالتحاق بصفوف نابولي الايطالي وغيرهم، وأكثر فإن النادي اللندني باع العاجي جيرفينيو الى روما الايطالي والمغربي مروان الشماخ الى كريستال بالاس وتخلى عن خدمات الروسي اندري أرشافين الذي عاد الى زينيت سان بطرسبورغ في بلاده.
بطبيعة الحال، لا يعني كثيراً جمهور أرسنال ان ادارته تمكنت من الحفاظ على النجم ثيو والكوت الذي كان مصراً على الرحيل والفرنسي لوران كوسييلني الذي كان مطلوباً لاكثر من جهة وأبرزها بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الاسباني وذلك على خلاف ما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة من نزيف للنجوم منهم على سبيل المثال الاسباني فرانسيسك فابريغاس والهولندي روبن فان بيرسي، فالنظرة في مدرجات ملعب «الامارات» الى حال الفريق وقبل السقوط أمام أستون فيلا باتت واضحة: نريد نجوماً، اذ لا يكفي تواجد المواهب الصغيرة. نريد دكة بدلاء تسعفنا طيلة الموسم الشاق.
ولا يخفى ان ما أثار نقمة جمهور الـ «مدفعجية» أكثر على ناديهم هي التعاقدات التي أبرمتها الأندية الغريمة في العاصمة الانكليزية حيث عزز توتنهام صفوفه بالاسباني روبرتو سولدادو وبالبرازيلي باولينيو وبالفرنسي إتيان كابو، في حين استعاد تشلسي مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو والمعار الموهوب البلجيكي كيفن دي بروين وضم النجم الألماني اندريه شورلي.
صحيح ان أرسنال خسر امام استون فيلا ولكن يمكن وصف هذه الخسارة بـ «المثمرة»، اذ انها قد تجبر ادارة النادي على ابرام التعاقدات في الوقت المتبقي، والا فإن المشوار هذا الموسم سيكون، لا شك، صعباً ونتائجه وخيمة على فينغر قبل غيره.



فينغر خائب

علّق أرسين فينغر على الخسارة بقوله لموقع ناديه على شبكة «الإنترنت»: «إنها خيبة أمل كبيرة أن نخسر مثل هذه المباراة لأننا لعبنا بطريقة جيدة رغم أن اللاعبين كانوا في جولة دولية»، وأضاف: «بدأنا المباراة بطريقة جيدة، لكن بعد ذلك سار كل شيء بشكل خاطئ (...). كان يوماً سيئاً، ليس بسبب مستوانا أو أدائنا، لكن كل شيء كان ضدنا».