لا يكاد يمر أسبوع أو شهر في السنة من دون أن نسمع عن «ميسي جديد» في هذا البلد أو ذاك. لكن «ميسي الجديد» ليس في ألمانيا أو إنكلترا أو هولندا أو البرتغال أو إيطاليا، فهو، ببساطة، في بلاد «ليو» الأرجنتين.
نعم، فمن يشاهد خوان مانويل إيتوربي، لاعب بورتو البرتغالي المعار الى ريفر بلايت في الأرجنتين، لا يمكن إلا أن يشبّه هذا الشاب البالغ 20 عاماً بليونيل ميسي. الأمر لا يتوقف على امتلاكه قامة «البرغوث» ذاتها وهي 1,69 م، بل على القدرات الفنية الهائلة التي يتميز بها والتي تشبه قدرات «ليو» من إجادة فائقة للمراوغة وسرعة مدهشة في الانطلاق بالكرة وقدرة على تسجيل الأهداف.
ولا يخفى أن المدرب السابق لمانشستر يونايتد الانكليزي، «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، كان يطمح بشدة إلى الظفر بخدمات هذا اللاعب الموهوب، لكنه ووجه برفض من بورتو الذي يود الاحتفاظ بموهبته لفترة أطول حتى يكتسب خبرة أكثر من أجل تحصيل مبلغ أكبر مقابل انتقاله.
وبعد فيرغيسون، حاول العديد من المدربين ضم «ميسي الجديد»، وهذا ما يؤكده مدير أعماله الذي قال في إحدى المرات: «في كل يوم تقريباً أتلقى عرضاً لإيتوربي».
وليس ببعيد عن الأرجنتين، وتحديداً في الجارة اللدود البرازيل، بدأ اسم نيلتون يخطف الأضواء بقوة. وإذا كان نجم نيمار لم يبزغ إلا منذ فترة قصيرة جداً، فإن ذلك لم يمنع بأن يصبح له شبيه بسرعة قياسية ألا وهو نيلتون. أوجه الشبه بين اللاعبين تكاد لا تصدق، فنيلتون يلعب الآن لسانتوس، على غرار نيمار الذي انتقل منه هذا الصيف الى برشلونة الإسباني. المواصفات الجسمانية تبدو متشابهة جداً كي لا نقل متطابقة، حتى إن تسريحات الشعر الغريبة هي نفسها. أما عن القدرات الفنية فهنا «بيت القصيد»، إذ إن نيلتون البالغ 19 عاماً لا يختلف بشيء عن نيمار من خلال مراوغاته المهارية والاستعراضية في آن، أضف الى سرعته وتسديداته المحكمة والتي نادراً ما تخطئ الشباك. نيلتون ببساطة هو «نيمار الجديد»، رغم أن مسيرة الأخير مع النجومية والتألق تكاد لم تنطلق بعد، لكن بالنظر الى موهبة نجم برشلونة فإنه بات مضرب مثل.
الأنظار تبدو متجهة الآن الى مدربَي الأرجنتين، أليخاندرو سابيلا، والبرازيل، لويز فيليبي سكولاري، لتوجيه الدعوة إلى هذين اللاعبين الصاعدين في المواعيد المقبلة وقبل عام من مونديال 2014، وهما، لا شك، يستأهلان ذلك، علماً بأن الأول كان قد أفسح المدرب السابق لـ«التانغو»، دييغو أرماندو مارادونا، المجال أمامه للتدرب مع المنتخب الأول في استعدادات مونديال 2010 وهو قادر على أن يصنع «العجائب» مع ميسي، وهذا ما ينطبق أيضاً على نيلتون ونيمار حيث تبادل اللاعبان قبل فترة الإطراءات، فلم يخف الأول سعادته لتشبيهه بنجم برشلونة، واصفاً إياه «بقدوة اللاعبين الشباب لا في سانتوس فحسب، بل في كل البرازيل»، في حين أن الثاني رد بالقول: «نيلتون شاب موهوب ويمتلك القدرة لكي يصبح نجماً كبيراً».
على أي حال، بعد دييغو مارادونا وبيليه من جهة، وميسي ونيمار من جهة أخرى، يبدو أننا أمام مرحلة مقبلة سيكون عنوانها المفاضلة بين إيتوربي ونيلتون. مرحلة تبدو امتداداً للمنافسة الأزلية في تقديم المواهب بين الأرجنتين والبرازيل.



امتداد لأجيال ذهبيّة

يعدّ نيلتون امتداداً لأجيال من النجوم الذين قدّمهم سانتوس لكرة القدم، ولعل أشهرهم بالدرجة الأولى هو «ملك» الكرة بيليه، وأخيراً نيمار المنتقل حديثاً الى برشلونة، وغانسو المنتقل الى ساو باولو، وقبلهما روبينيو، لاعب ميلان الإيطالي، ودييغو، لاعب فولسبورغ الألماني، اللذين تخرجا من مدرسة النادي.