كان لا بد من إطلالة إعلامية لأعضاء لجنة الإنقاذ المنبثقة من المنتخب اللبناني لكرة السلة بعد أن أنهت عملها، فكان المؤتمر الصحافي أمس في نادي الصحافة بحضور المدرب غسان سركيس ومدير المنتخبات السابق جان مامو ومدير المنتخب الأول جورج كلزي وعدد من اللاعبين الدوليين، هم: حسين الخطيب، بشير عموري، رودريغ عقل، إضافة إلى عضو اللجنة جان عبد النور.
الجميع كانوا في انتظار ما سيقوله سركيس وزملاؤه؛ فهو رفع الصوت عالياً في 21 تموز مع وصول بعثة منتخب لبنان. أعلن تشكيل اللجنة التي تضم أيضاً قائد المنتخب فادي الخطيب، الذي لم يشارك في أعمالها، نظراً إلى ارتباطاته الخاصة، كما أوضح سركيس، لا نتيجة ضغوط فرضت عليه.
سركيس في 6 آب كان مختلفاً عنه قبل 16 يوماً. فهو حاول قدر الإمكان نقل الأجواء الإيجابية التي لمستها اللجنة خلال جولتها على الأطراف السلوية، وخصوصاً عرابي الجمعية العمومية جهاد سلامة وجان همام. ورغم التناقض بين كلام سركيس وما سبقه من تصريح مقتضب لزميليه جورج كلزي وجان مامو حول شعورهم بأن لا أحد يسأل عن اللعبة في لبنان وكأن ما حصل أمر عادي، إلا أن المهم في كلام سركيس هو توضّح صورة خريطة طريق الحل.
فمدرب منتخب لبنان أشار إلى الخطوات التي من المفترض أن تتبع وفق ما وصله من الأطراف المعنية، حيث تتقدم مسألة تعديل القوانين على أي خطوة أخرى. وهو أمر أنجزته اللجنة المنبثقة من الاجتماع البرلماني قبل عشرة أيام. فرغم تعثّر تشكيلها بالشكل المطلوب مع اعتذار وزارة والشباب والرياضة عن الدخول فيها نتيجة عدم التزام تسمية ممثل واحد عن اتحاد اللعبة، وغياب الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاتجيريان عنها، إلا أن اللجنة التي شكلت وتضم رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام والرئيس السابق أنطوان شارتييه ورئيس الاتحاد اللبناني للعبة روبير أبو عبد الله ونائبه جان حشاش والأمين العام غسان فارس، نجحت في إنهاء التعديلات التي يجب أن تدخل على القوانين وفق ما طلبه الفيبا.
وهذا الأمر هو الخطوة الأولى نحو الحل يليها عقد جمعية عمومية للتصديق على هذه التعديلات، ومن ثم بدء البحث بتشكيل اتحاد جديد ترغب الأندية في أن يكون من التكنوقراط، وفق ما أشار سركيس في مؤتمره الصحافي. فالأندية التي التقاها وهي تشكل معظم عائلة الدرجة الأولى تؤكّد أنها لا ترغب في أن تتمثّل بأي عضو، وكل ما تريده هو أمران: لجنة تكون قادرة على إدارة بطولة الدرجة الأولى، وتشكيل لجنة مستقلة لبتّ الطعون، وحينها تكون الأندية مستعدة لتوقيع مذكرة عدم اللجوء الى القضاء. لكن هذا بعد أن تقر الجمعية العمومية التعديلات التي تتضمن تشكيل لجنة بتّ الطعون، كما ذكر سركيس.
وما دفع سركيس الى إظهار إيجابية جميع الأطراف، وخصوصاً سلامة، اقتناعه بأنّ الجميع قد تعلّم من الدرس وأصبحوا يعلمون بأن المشكلة لا يمكن أن تُحل بالصراعات والمناكفات. وأشار سركيس خلال حديثه الى أنه لمس الصدق في كلام جميع الأطراف «ولو كان هناك تكاذب لكنت شعرت به نتيجة خبرتي الطويلة في هذه اللعبة».
مامو من جهته، رداً على أحد الأسئلة، أكّد أنه مرشّح للاتحاد إن كان هناك توجه نحو التكنوقراط «لكن لنكن صريحين لا أستطيع الوصول إلا برضى الشخصين الممسكين بالجمعية العمومية، جان همام وجهاد سلامة». أما مدير المنتخب جورج كلزي، فأكّد أنه لن يترشّح؛ «فأنا أحب العمل على الأرض». واللافت ما ختم به كلزي كلامه في المؤتمر حين أشار إلى أن مدرب المنتخب يجب أن يكون متفرغاً بشكل كامل من الآن فصاعداً؛ لأن «وجوده على رأس نادٍ آخر له انعكاسات على أجواء المنتخب». وأكد أنّ دعم المنتخب المادي لا يجب أن يكون بيد شخص مع كل الشكر لمن جعموا المنتخب، إلا أن هذا الأمر يجب أن يكون من الاتحاد والدولة «ولا يجب ربطه بأحد».
وطرحت عدة أسئلة على سركيس عن مستقبله مع نادي الشانفيل والكلام على انتقاله إلى عمشيت، حيث أكّد سركيس أنه ما زال مع الشانفيل حتى الآن، وبقاؤه مرتبط بتوفير الموازنة المطلوبة للعام المقبل، التي تتجاوز 1.5 مليون دولار «والتي عملت على توفير جزء منها في السنوات الماضية». أما إن لم تتوافر الموازنة، فحينها معظم اللاعبين سيكون وضعهم غامضاً. وتشير المعلومات إلى أن الأمور ستتبلور في الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، ذلك أن عدم تسديد راتبي الشهرين للاعبين قبل 15 آب سيعني فسخ عقودهم مع النادي، وبالتالي يصبحون أحراراً مع الاحتفاظ بحقهم المادي.