لم يكن ينقص العطلة الصيفية في بطولة العالم للفورمولا 1 سوى النبأ الذي كُشف فيه عن مشاهدة لويس غارسيا اباد، مدير أعمال سائق فيراري الإسباني فرناندو ألونسو، وهو يخرج من حظيرة فريق «ريد بُل رينو» بعد اجتماعه بمدير الأخير، كريستيان هورنر، خلال تجارب سباق جائزة المجر الكبرى، حتى بدأ الحديث ولم ينته عن احتمال أن يسلك سائق فريق «الحصان الجامح» طريقه الى الفريق النمسوي في العام المقبل ليكون زميلاً لبطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل.
هذا الاحتمال تعزز أكثر في الأيام التالية من خلال توجيه رئيس فيراري، لوكا دي مونتزيمولو، تنبيهاً علنياً لسائقه الإسباني على خلفية جواب الأخير «أريد سيارة سائق آخر» بعد سؤاله عن أمنيته في عيد ميلاده، وهذا ما لم يعجب الرئيس مطلقاً، وأثبت أن العلاقة بين الطرفين بدأت تسلك طريقاً شائكاً قد يفضي الى انقطاعها تماماً.
السؤالان اللذان يشغلان أوساط الفورمولا 1 حالياً هما: هل فعلاً يمكن أن يرحل ألونسو عن فيراري المشغول حالياً في البحث عن خليفة لسائقه البرازيلي فيليبي ماسا؟ وهل حقاً من الممكن أن تكون وجهة الإسباني «ريد بُل»؟
بالنسبة للسؤال الأول، ليس خافياً أن ألونسو ضاق ذرعاً من عدم تمكنه من تحقيق لقب بطولة العالم مع فيراري منذ التحاقه به في 2010 واكتفائه بمركز الوصيف مرتين لفيتيل موسمي 2010 و2012، علماً بأنه حل رابعاً في موسم 2011. ولعل ممازحة ألونسو الأخيرة بأنه يريد سيارة سائق آخر توصّف المشهد بأن «الماتادور»، الطامح للقب مع فريق أحلامه الأحمر، لم يعد يحتمل عدم حصوله على السيارة التي بإمكانها أن توصله الى منصة التتويج في نهاية الموسم، فضلاً عن أن أخطاء الفريق أدت الى نتائج وخيمة ليس أقلها فقدان لقب 2010 بعد الخطأ الاستراتيجي في سباق أبو ظبي، وخصوصاً ضياع لقب 2012 بعدما كان ألونسو متقدماً بـ 40 نقطة على فيتيل قبل العطلة الصيفية لتظهر الـ«سكوديريا» على نحو مختلف وأقل فعالية وأداء بعد العطلة، ما أدى الى خطف فيتيل اللقب.
وهذا الموسم أيضاً، يبدو أن الوضع لن يختلف كثيراً عن السنوات السابقة، اذ بعد بداية قوية خارج أوروبا تراجع اداء فيراري أمام سيارات «ريد بل» و«لوتوس» و«مرسيدس جي بي» إن في التجارب أو السباقات، وهذا ما لم يخفيه دي مونتزيمولو قبل يومين، معرباً عن عدم رضاه عن السيارة.
انطلاقاً من كل هذا، لا يبدو غريباً أن يقرر ألونسو ترك فيراري، فحتى تحقيق المركز الثاني يعتبر فشلاً لبطل العالم السابق بكا المقاييس مع فريق بحجم «الحصان الجامح»، فكثيرون مثلاً لم يتوقعوا يوماً ان يغادر البريطاني لويس هاميلتون فريقه «ماكلارين مرسيدس»، وإذا بالأخير يقود في هذا الموسم لـ«مرسيدس جي بي».
إذاً، رحيل ألونسو عن الفريق الإيطالي يبدو وارداً جداً نظراً لما تقدم، لكن هل سيكون الى «ريد بُل»؟
بطبيعة الحال، إن مشهد ألونسو بزي «ريد بل» كزميل لفيتيل يبدو مجرد تخيله صعباً لكثيرين، وحتى لو تم، فإن هؤلاء سيفركون أعينهم أكثر من مرة لتصديقه، وهذا مرده أولاً إلى العلاقة المتوترة بين السائقين والمنافسة القوية بينهما في التتويجات الثلاثة السابقة للألماني باللقب. وأكثر، فإن «خلطة» فيتيل - ألونسو يصعب أن «تركب» بنظر كثيرين انطلاقاً قبل كل شيء من أن السائقين ينتسبان الى الفئة نفسها وهي: «أبطال العالم».
غير أن التاريخ البعيد منه والقريب يحدثنا عن تجارب سابقة جمعت بين سائقين كبيرين في الفريق عينه. ففي الثمانينيات، ضم فريق «ماكلارين مرسيدس» البطلين البرازيلي الراحل أرتون سينا والفرنسي آلان بروست، وكذلك فإن بطلين للعالم قادا معاً في الفترة عينها لماكلارين نفسه هما البريطانيان لويس هاميلتون وجنسون باتون.
وعلى خلاف ما تبدو الصورة السائدة بأن بطلين يصعب أن يتعايشا في فريق واحد، فإن هذه التجربة لها حسناتها فهي من جهة تخفف المشاكل والغيرة بين الزميلين التي يسببها تمييز الفريق سيارة أحدهما عن الآخر وذلك من خلال حصول الاثنين على سيارة مماثلة، ومن جهة أخرى فإن كل من السائقين سيخرج كل ما لديه من قوّة لإثبات أفضليته على زميله، فكيف إذا كان هذا الأمر سيحصل في فريق كـ«ريد بل» يمتلك رجلاً بإمكانه، وحده، إيجاد الحلول السحرية والناجحة للجمع بين أي سائقَين في حظيرة واحدة، ألا وهو المهندس الفني أدريان نيوي؟
بالتأكيد، رؤية ألونسو وفيتيل معاً حلم يتمنى كثيرون حدوثه. لكن هذه التجربة المثيرة لألونسو لن تصبح واقعاً قبل أن تسقط ورقة الفنلندي كيمي رايكونن، سائق «لوتوس رينو»، الذي يعدّ أبرز المرشحين لخلافة الأوسترالي مارك ويبر في «ريد بل».



فيراري يكذّب «بيلد»

نفى مدير الاتصالات في فيراري، ريناتو بيسينياني، ما ذكرته صحيفة «بيلد» بأن فريق «الحصان الجامح» قدم عرضاً للتعاقد مع الفنلندي كيمي رايكونن، سائق «لوتوس رينو». وقال بيسينياني: «إنها الشائعات الخيالية المتشابهة في مثل هذه الفترة. ليس هناك أي أسس لهذه الشائعة».