عاشت السلّة اللبنانية ساعات عصيبة أمس خصوصاً مع دوران عقارب الساعة باتجاه الثانية عشرة ظهراً، وهو الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الدولي للتوقيع على مذكرة التفاهم الصادرة عنه وإلا فاعتبار تجميد لبنان نهائياً واستبداله بمنتخب آخر في بطولة آسيا الشهر المقبل.
ودار حديث أمس عن استعداد بعض الأعضاء، وهم ابراهيم دسوقي، إيلي فرحات والأمين العام غسان فارس الذين وضعوا استقالاتهم بتصرف رئيس اللجنة الأولمبية جان همام مقابل تأمين تعهّد من ناديي عمشيت والمتحد بسحب دعاواهما القضائية.
لكن هذا الحل وجد رفضاً من مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة الذي اعتبر أن مثل هذا المخرج يعتبر «ضرباً للمؤسسات ولا يمكن القبول بالتعرّض لهيبة الاتحاد خصوصاً أن استقالة الاتحاد سترتد سلباً على الرياضة اللبنانية وتصبح الاتحادات الأخرى مهددة أيضاً من قبل جهات معينة بافتعال اشكالات واللجوء الى القضاء في حال كان هناك تباين مع أحد الاتحادات».
لكن منتخب لبنان سيدفع الثمن؟
يشير مسؤول الرياضة في التيار إلى أنهم حريصون على مصلحة منتخب لبنان «وحين كان هناك تقصير مادي قمنا بتأمين الدعم عبر رجل الأعمال وديع العبسي، وحتى حين كان هناك تأخير في وصول مبلغ الرعاية من شركة ألفا للاتصالات والبالغ 100 ألف دولار قام رئيس الاتحاد الأسبق أنطوان شارتييه بوضع مبلغ 100 ألف دولار بتصرف الاتحاد لتأمين مصاريف المنتخب على أن تتم اعادتها لدى وصول شيك شركة ألفا».
وكشف سلامة عن تحركات على أعلى المستويات لحل المشكلة مع دخول رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الخط وتواصله مع النائب ابراهيم كنعان المكلّف من قبل العماد ميشال عون لمعالجة الأزمة.
وعلى صعيد منتخب لبنان لم يتبلّغ لبنان رسمياً اعتبار قرار تجميده نهائياً حيث نجح الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاتجيريان بكسب ساعات قليلة من الاتحاد الدولي قبل صدور القرار النهائي، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات التي تجري بين الرئيس سليمان والأطراف الأخرى.
اتحادياً، تقرر مراسلة الاتحاد الدولي وطلب تمديد المهلة اضافة الى التذكير بأن الاتحاد اللبناني قام بواجبه وتعاون مع الفيبا فلماذا يدفع ثمن رفض الأندية عبر توقيف منتخب لبنان؟ فالاتحاد يعتبر أن من يجب توقيفه هو الأندية التي لم تتجاوب مع الفيبا وليس منتخب لبنان واتحاده.
من جهته، أعرب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي عن «أقصى مشاعر الأسف»، ناعياً الى اللبنانيين جميعا لعبة كرة السلة اللبنانية «التي نخرتها السياسة والطائفية والمصالح الضيقة الى أن قضت عليها، وذلك إثر القرار الصادر والنافذ عن الاتحاد الدولي لكرة السلة بتجميد عضوية الاتحاد اللبناني لكرة السلة وباستبعاد المنتخب الوطني عن الألعاب الدولية».
وقال «لقد وجه الاتحاد الدولي إنذارا للبنان أوضح فيه طبيعة المخالفات التي ستعرضنا للعقوبة الدولية، وقد سمى في إنذاره الأمور بأسمائها، ومختصرها التدخل السياسي في اللعبة والنزاعات القضائية بين الأندية والاتحاد، وهو ما يخالف أنظمة الاتحاد الدولي. وقد جهدنا وبذلنا كل ما في وسعنا كوزارة لتجنيب كرة السلة اللبنانية وأبطالها وجمهورها هذا الكأس، ولكن لم نجد التجاوب المطلوب لدى أحد، سواء من السياسيين أو من الاتحاد أو من الأندية المعنية، وتبين لنا كوزارة ان المصالح الضيقة غلبت المصلحة العامة لدى كل هؤلاء، مما يدفع الى الأسى والأسف، حتى لنكاد نقول اننا كوزارة لم يبق لنا من صلاحياتنا المحدودة كوزارة وصاية سوى أن نصدر ورقة نعي لهذه اللعبة التي لطالما حملت اسم لبنان عاليا على المستوى العربي والدولي».
وختم كرامي «لن أناشد أحدا ولن أطلب من أحد أن يرتقي الى مستوى المسؤولية الوطنية، فالكلام والمناشدات والتمنيات، كل ذلك لم يعد له نفع. وحسبي أن أقول لا حول ولا قوة الا بالله».
واصدر ناديا عمشيت والمتحد بيانا أمس الجمعة «لتوضيح الصورة التي دأب الفريق الآخر على اظهارها على نحو خاطئ وكما يحلو له وكما تقتضي مصالحه... يهم ناديي عمشيت والمتحد توضيح التالي:
بعد أن قدمنا تنازلات تؤدي الى رفع الحظر والايقاف المفروضين من الاتحاد الدولي على لبنان، لم نلمس أن حرصنا على المنتخب الوطني هو نفسه لدى الفريق الآخر. كل ما كان يعنيهم هو عدم الانكسار مع أنهم مقتنعون مثلنا وأكثر بأن الاتحاد الذي صنعته ايديهم فشل في كل شيء، في الادارة وفي المال وفي جمع عائلة اللعبة وفي الالتزام بتعهداته، وروائح فضائحه فاحت الى ما بعد المحيط الأطلسي.
كنا حتى اللحظة الأخيرة منفتحين للتوصل الى حل يرضي الجميع والتزمنا بتوجيهات معالي وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي الا أن الخلل كان لدى الفريق الآخر، حتى توصلنا الى قناعة بأن اطلاق الوعود وعدم الالتزام بها هما من مبادئ الاتحاد وعرابيه اذ إن كلام الليل غالباً ما كان يمحوه النهار.
وفي التفاصيل، جرت مكالمة هاتفية مساء يوم الخميس بين رئيس اللجنة الأولمبية جان همام ورئيس نادي المتحد أحمد الصفدي وقال همام إن استقالات ثلاثة من الأعضاء في يده وهو يطرح أن يتم اعتمادها بالتزامن مع اسقاط الدعويين القضائيتين المرفوعتين من قبلنا وبرعاية معالي الوزير كرامي. وقد وافقنا على هذا الطرح من دون تردد، الا أننا فوجئنا في اليوم التالي (أمس) بأنهم تراجعوا في آخر لحظة.
نود أن يعرف الرأي العام أننا لسنا من تقدم بالشكوى الى الاتحاد الدولي وهو ما نعتبره عملا مشبوها يرنو الى ابعاد لبنان عن العرس الآسيوي الكبير، واللافت أن من ساعدهم في ذلك باع لبنان لبعض الجهات الخارجية التي من مصلحتها عدم مشاركة منتخبنا لأن ابعاده يسهل أمر بلدانهم ويعزز فرصها في التأهل الى كأس العالم. ولأننا حريصون أكثر من الاتحاد اللبناني على سمعة لبنان نطمئن الرأي العام الرياضي الى انه في حال صدور قرار التجميد سنباشر في تقديم طعن الى الاتحاد الدولي وسنتابع القضية حتى النهاية لنسترجع حق منتخبنا الوطني.
ونتيجةً للمخالفات المتمادية التي ارتكبها الاتحاد في إدارة بطولة لبنان، يهمنا أن يعرف الجميع أننا لسنا من هواة الذهاب الى المحاكم الا أننا اصطدمنا بحائط مسدود، فلم نجد من يستمع إلى الأندية ومن يعطيها حقوقها لأن الاتحاد اللبناني خالف أبسط قوانين الاتحاد الدولي بعدم تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة لفض النزاعات كما يفرض عليه نظام الفيبا (FIBA) (البند 9.5 من النظام العام للاتحاد الدولي).



بيان منتخب لبنان: كفاكم ذبحاً للسلة اللبنانية

خسر منتخب لبنان لكرة السلّة أمام الأردن 67 - 69 ضمن بطولة كأس جونز وسجّل فادي الخطيب ٢٣ نقطة، أمير سعود ١٥ نقطة وحقّق لورن وودز «دوبل دوبل» فسجّل ١٠ نقاط مع ١٢ متابعة. وصدر عن بعثة المنتخب بيان جاء فيه «كفاكم ذبحاً للبنان، كفاكم ذبحاً لكرة السلة اللبنانية، كفاكم تحطيماً لأمال وحلم منتخب لبنان للتأهل الى كأس العالم، كفاكم طعناً لظهر منتخب لبنان! كلّكم مسؤولون، كفاكم سوء إدارة، كفاءكم لجوءا الى القضاء وكفاكم تهرّباً من مسؤولياتكم والبحث فقط عن مصالحكم الشخصية! أنتم جميعاً مسؤولون عما حصل وما آلت اليه أمور كرة السلة في هذه الأوقات الحرجة. إن الشارع سوف يحاسبكم على أعمالكم ولن يرحمكم!! إذا كانت الاستقالة تؤدي الى حلّ فاستقيلوا! وإذا كان تراجعكم عن الدعاوى حلاً فتراجعوا!




كرامي: السياسة أفسدت كل شيء

اعتبر وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي «أن ما تعرضت له كرة السلة هو جزء من مناخ عام يطغى على لبنان، بحيث أفسدت السياسة كل شيء، ونسفت الطائفية والمذهبية كل شيء، الرياضة والثقافة والتربية والفن والاقتصاد، وقبل كل ذلك أفسدت ونسفت وحدة المجتمع اللبناني».