خالف الفيبا توقعات عدد كبير من المعنيين بأزمة كرة السلة وجمّد عضوية لبنان في كتاب من صفحتين موقع من الأمين العام للاتحاد الدولي باتريك باومان. وجاء في الكتاب أن الفيبا بعدما كان قد راسل الاتحاد اللبناني في 28 حزيران الماضي، طلب منه أموراً عدة تتعلق بحل مشكلة كرة السلة، حيث تضمنت مطالب الفيبا:
1 - تجاوز كل القرارات القضائية وإلغاؤها في غضون سبعة أيام.
2 - تزويد الاتحاد الدولي بنسخة بالإنكليزية عن مذكرة التفاهم ضمن الفترة المحددة نفسها (سبعة أيام) موقعة من الاتحاد المحلي وكل النوادي، وموثقة من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اللبنانية.
3 - استكمال البطولة وإنهاؤها من دون أي تدخلات إذا كانت روزنامتها تسمح بذلك.
4 - إن سبل الاحتجاج والاستدعاء للنوادي محددة من اتحاد كرة السلة الدولي «فيبا» في البند 5 و9 وبالتالي يجري النظر فيها والموافقة عليها من الاتحاد الدولي خلال ثلاثة أشهر.
ولكن بعد كتاب الاتحاد اللبناني في 8 تموز والمتضمن رفض بعض الأندية الالتزام بمطالب الفيبا، جاء رد الفيبا أمس. وأبرز ما فيه عبارة وتحتها خط «أنه بعد كل ما ورد حول عدم الالتزام، وبناءً على تعليمات واضحة من اللجنة المركزية للفيبا، فإنني آسف لإبلاغكم أن الاتحاد اللبناني لكرة السلة أصبح خارج الفيبا» كما جاء في كتاب باومان.
واللافت أن الكتاب تحدث عن مراسلة بعض الأندية اللبنانية للاتحاد الدولي في الأيام الماضية موضحة موقفها من عدم توقيع مذكرة الفيبا، ومعتبرة أن الاتحاد اللبناني هو تحت تدخلات سياسية مع وجود بعض الأعضاء داخل الاتحاد يقعون تحت تأثير جهات سياسية معينة. كما أشار كتاب الفيبا الى أن تلك الأندية أوضحت أن الصورة التي تم نقلها من قبل الاتحاد المحلي حول الأزمة غير دقيقة ولا تعكس حقيقة الواقع، وأن الاتحاد اللبناني لا يلتزم بقوانين الفيبا، وخصوصاً على صعيد طريقة الطعن بقراراته.
لكن الاتحاد الدولي أبقى نافذة أمل صغيرة جداً حين منح لبنان مهلة تنتهي اليوم عند الساعة 12 ظهراً حين دعا الأطراف السلوية الى العمل لتنفيذ مطالب الفيبا كي يرفع التجميد، وإلا فسيكون الاتحاد الدولي مضطراً الى استبدال اسم لبنان باسم بلد آخر ليشارك في بطولة آسيا التي ستقام في الفيليبين من 1 حتى 11 آب. فالاتحاد الدولي كان واضحاً بأن قراره سيصبح نهائياً ونافذاً في حال عدم استجابة الأطراف لمطالبه قبل الساعة 12 ظهراً.
ولن ينحصر تجميد لبنان ببطولة آسيا، إذ ينسحب على جميع نشاطات الاتحادين الدولي والآسيوي إن كان على صعيد المنتخبات أو الأندية، إذ جرى إرسال نسخة عن القرار الى الاتحاد الدولي.
وقد يعتبر البعض أن كتاب الفيبا يشكل ضربة قاتلة للعبة كرة السلة، لكن يمكن النظر إليه من زاوية مختلفة علّه يكون صفعة على وجه كل من كان له يد في ما وصلت إليه الأمور، لعل الجميع يصحون من غيبوبتهم وينتبهون لما اقترفت أيديهم بحق لبنان ولعبته العالمية. فخلال الأشهر السبعة الماضية، شهدت لعبة كرة السلة أبشع السيناريوهات والأحداث. فهل تنفرج في الساعات المقبلة، أم يدخل لبنان في مرحلة لم يسبق له أن شهدها في تاريخه السلّوي.
هذا الوضع الذي وصلت اليه اللعبة دفع بالمعنيين الى العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه خصوصاً بعد الكلام الواضح الذي صدر عن الأندية المعارضة وتحديداً ناديي عمشيت والمتحد المطالَبين بسحب الدعوى القضائية. فكلام المعارضة كان واضحاً بعدم التراجع وعدم سحب الدعوى معتبرين أن من يتحمل المسؤولية في ما آلت اليه الأمور ومسألة تجميد لبنان هو اتحاد اللعبة. ولا مجال لأي كلام قبل استقالة الاتحاد. أمر قد يحصل اليوم مع كلام عن تقديم استقالتين إحداها من ابراهيم دسوقي ليصبح عدد الاستقالات 8 بعد استقالة داني حكيم وضومط كلّاب وتمام جارودي ووهيب ططر، واعتبار نادر بسمة ورامي فواز مستقيلين بقرار اتحادي بعد غيابهما لأكثر من ثلاث جلسات عن اجتماعات اللجنة الادارية. لكن قرار الاستقالة مرتبط بتعهد من ناديي عمشيت والمتحد بسحب الدعوى وهو أمر قد لا يشكّل عقدة طالما أن الناديين هدفهما استقالة الاتحاد.



صدمة في تايبيه

عاشت بعثة منتخب لبنان المتواجدة في تايبيه حيث تشارك في كأس جونز تحضيراً لبطولة آسيا حالة صدمة بعد معرفة خبر تجميد لبنان. وكان المنتخب اللبناني في يوم راحة أمس حيث سيواجه الأردن اليوم، لكن الأجواء كانت سلبية مع قلق اللاعبين بضياع فرصة المشاركة في بطولة آسيا. ولم تكن حال الجمهور اللبناني أفضل بعد معرفة الخبر إذ اشتعلت صفحات الفايسبوك مطالبة الاتحاد بالرحيل لحل الأزمة حرصاً على مصلحة لبنان.
(الأخبار)