كما كان متوقعاً، كسب فيورنتينا الايطالي صفقة الالماني ماريو غوميز من بايرن ميونيخ، بحسب ما اعلن الأخير. اللاعب الذي حط في النادي البافاري عام 2009 قادماً من شتوتغارت مقابل رقم قياسي وقتها تراوح بين 30 و35 مليون يورو قبل ان يكسر الاسباني خافي مارتينيز وبعده ماريو غوتزه هذا الرقم مع بايرن بالذات، سينتقل الى مدينة فلورنسا مقابل مبلغ أقل من ذاك بكثير وقد قدر بحوالى 18 مليون يورو لمدة أربعة اعوام.
يبدو طبيعياً أن تتراجع قيمة غوميز، البالغ 27 عاماً، الآن، عما كانت عليه في 2009، فوقتها كان اللاعب الاسباني الأصل - الألماني المولد قد حط في بايرن كأحد أبرز المواهب الألمانية وقد حصل في 2007 على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا بعد قيادته فريقه السابق شتوتغارت الى لقب الـ«بوندسليغا»، وكانت الآمال كبيرة على هذا المهاجم لكي يصنع «ربيع ميونيخ» بفعل خامته التهديفية وبنيته الجسدية الهائلة حيث يبلغ طوله 1,89 متر.
أما الآن، فيبدو غوميز في الظل خلف الكثير من المواهب التي برزت في ألمانيا منذ عام 2010 كمسعود اوزيل وتوماس مولر وماركو رويس وماريو غوتزه واندريه شورله وجوليان دراكسلر وغيرهم، وقد كان أسير دكة البدلاء في ناديه في الموسم الماضي، وهذا ما أدى الى هبوط سعره في سوق الانتقالات.
غير أنه لا يمكن القول إن غوميز فشل في بايرن، بل على العكس، فإن تجربته فيه كانت مشجعة. فعند الحديث عن مهاجم يُحكم عليه سريعاً من خلال الارقام، وهذا ما يبدو واضحاً أن غوميز قد نجح فيه بتسجيله 75 هدفاً في 115 مباراة في صفوف البافاري، علماً بأنه سجل في الموسم الماضي 19 هدفاً في 32 مباراة جلّها شارك فيها كاحتياطي. ما يمكن قوله في حالة غوميز مع النادي الأحمر أنه دفع ثمن تغير أسلوب اللعب لدى الاخير الذي بات يعتمد على السرعة في الأداء، وهذا ما لا يتناسب مع أسلوب «سوبر ماريو»، لذا كان خروجه من قلعة بافاريا حتمياً حتى ولو لم يتسلّم جوسيب غوارديولا تدريب بايرن.
على أي الاحوال، يبدو غوميز امام تجربة جديدة في الملاعب الايطالية، وهنا يطرح السؤال: هل أصاب هذا المهاجم في اختياره الكرة الايطالية؟
يبدو واضحاً هنا أن غوميز قد اتخذ قراره بالانتقال الى فيورنتينا مستلهماً من النجاح السريع لزميله السابق في بايرن وفي المنتخب الألماني، ميروسلاف كلوزه، الذي حققه في العاصمة روما مع لاتسيو باعتلائه المراكز الاولى في موسميه الأولين على لائحة ترتيب الهدافين رغم إصاباته المتكررة.
هذا الاستلهام لا يتوقف فقط على تجربة كلوزه، إذ إن أبرز اللاعبين الألمان الذين نجحوا في الكرة الايطالية كانوا مهاجمين بارعين، والأمثلة كثيرة هنا: ككارل هاينز رومينيغيه ويورغن كلينسمان في إنتر ميلانو، ورودي فولر في روما، وكارل هاينز ريدله في لاتسيو، وأوليفر بيرهوف في ميلان وأودينيزي وكييفو. وللتذكير، فإن عدد اللاعبين الالمان الذين لعبوا في ايطاليا يبلغ 47 لاعباً.
من هنا، يمكن القول إن خيار غوميز يبدو موفقاً باختياره الكرة الايطالية، حيث إنه قادر على البروز فيها مع الميل هناك نحو تفضيل المهاجم التقليدي، خصوصاً ذاك الذي يجيد الالتحامات البدنية مع المدافعين، وهذا ما يبدو كلوزه ناجحاً فيه حالياً وما سبقه اليه بيرهوف وكلينسمان والبقية.
غوميز يبدو الآن أمام فرصتين في غاية الأهمية: الأولى هي خلافة أبرز المهاجمين في العالم الذين ارتدوا قميص الـ«فيولا» وأشهرهم الارجنتيني غابرييل باتيستوتا، وبالتالي كسب محبة جماهير النادي، أضف الى إعادة اكتساب ثقة يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا، على أعتاب المونديال البرازيلي.



المنافسة مع كلوزه

انتقال ماريو غوميز الى فيورنتينا سيضعه في مواجهة مع زميله السابق في بايرن ميونيخ، ميروسلاف كلوزه، مهاجم لاتسيو، والفائز بينهما قد يحجز مكانه الاساسي في المونديال الصيف المقبل.





إيفنبرغ مر من هنا

سيستفيد ماريو غوميز من تواجد مواطنه المدافع الشاب مارفين كومبر في فيورنتينا ليعتاد على الحياة في ايطاليا، علماً ان الشهير شتيفان إيفنبرغ هو أبرز الالمان الذين ارتدوا قميص الـ«فيولا».





التمني بالنجاح

تمنى كارل هاينز رومينيغيه، نائب رئيس بايرن ميونيخ، التوفيق لغوميز في فيورنتينا، قائلاً: «أريد ان اشكره على مستواه في النادي وعلى كل ما قدمه لبايرن. اتمنى له الحظ السعيد والكثير من النجاح في فيورنتينا».