قليلون جداً هم الإيطاليون الذين مروا على تاريخ النادي الإسباني، خمسة بين لاعب ومدرب. الرقم صغير جداً، ما يدل على علاقة غير طيبة بين الاثنين، وإن كانت أثمرت نتائج إيجابية. كارلو أنشيلوتي المدرب الإيطالي الثاني في تاريخ النادي بعد فابيو كابيللو، وعلى نحو غريب، يبدو اسمه مريحاً لجمهور الملكي. هو يعطي الكثير من الأمان أينما حلَّ، ما جعل أيدي الجماهير في ماء باردة، بعد الجحيم الذي رافقهم نهاية الموسم الأخير مع مدربهم البرتغالي جوزيه مورينيو.
وللوهلة الأولى، يستذكر الجميع اسم كابيللو عند ذكر كلمة مدرب إيطالي في مدريد. الأخير سبق أنشيلوتي ودرب «الميرينغيز» موسم 1996-1997، وتوج معه بالليغا وقتها ثم عاد من جديد موسم 2006-2007 ليقود ريال إلى منصات التتويج بعد فترة من الغياب عنها. ما أنجزه كابيللو لم يشفع له. انتقادات حادة من الجماهير بسبب طريقة لعبه الدفاعية، وخلافاته مع نجمي الفريق وقتها الانكليزي ديفيد بيكام والبرازيلي رونالدو. في النهاية أقالت الإدارة كابيللو لذلك. أسلوبه القوي في إدارة الفرق الذي يدربه وكذلك تعليماته الصارمة الخاصة بالنظام والالتزام لا يدلان الا على ثقته الكبيرة بقدراته العالية. اليوم الوضع مشابه بين الإيطاليين، بيد أن مهمة الوافد الجديد واضحة: إصلاح التفكك الحاصل في الفريق لإراحة النادي واللاعبين والجمهور دفعة واحدة. ومن بعدها تأتي مهمة إحراز عاشر كأس دوري أبطال أوروبا للنادي. فعلى انشيلوتي المعروف بدبلوماسيته وقربه من اللاعبين إعادة الهدوء والطمأنينة الى غرف الملابس. ويعتبر هو قادراً على تلطيف الاجواء بين الجميع، خصوصاً أنه عمل مع لاعبين يملكون شخصيات صعبة، أبرزهم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش: «تعودت الصرامة مع المدربين السابقين امثال جوزيه مورينيو وفابيو كابيلو، ما علمني الكثير، لكن طريقة انشيلوتي أكثر لطافة وصبراً. يقوم بتوزيع المسؤوليات على اللاعبين ويمنحهم الثقة بأنفسهم».
يدور كلام كثير في سوق الانتقالات عن نية أنشيلوتي التعاقد مع أحد مواطنيه في وسط الملعب، نجم يوفنتوس أندريا بيرلو أو لاعب باريس سان جيرمان ماركو فيراتي. تطعيم الفريق بلاعب إيطالي، مثلما فعل كابيللو سابقاً. فعلى صعيد اللاعبين تعاقد ريال مع 3 لاعبين ايطاليين: كريستيان بانوتشي، انطونيو كاسانو وفابيو كانافارو؛ الأول الذي يعمل حالياً مساعداً مع كابيللو في منتخب روسيا، أبدع مع ريال مدريد إبداعاً منقطع النظير، بعدما كان الفريق يعاني في مركز الظهير الأيمن. جاء من ميلان عام 1996 بتوصية من كابيللو نفسه، ثم عاد الى إلى إنتر ميلانو عام 1999. أما الثاني فكان مثيراً للجدل. يتألق أحياناً وينخفض مستواه طوراً، ليدخل منذ مجيئه عام 2006 في خلافات كثيرة مع إدارة ريال وكابيللو بنفس الوقت بسبب زيادة وزنه. ويعود بعدها إلى روما في موسم 2007. كذلك ضم ريال مدريد في الولاية الثانية لكابيللو أفضل لاعب في العالم عام 2006 فابيو كانافارو الذي اختير ضمن أفضل 11 أجنبياً لعبوا لريال في تقرير نشرته صحيفة «ماركا» عام 2013. ولعب الأخير ثلاثة مواسم مع ريال مدريد ليرحل عن الفريق في 2009. مسيرة الإيطاليين كانت ناجحة بشكل عام مع نادي العاصمة الإسبانية، لم يمر أحد دون إحراز بطولة: من دوري الى دوري أبطال أوروبا الى كأس السوبر.
الآن يبدو من شبه المستحيل انتقال «المايسترو» بيرلو الى مدريد. هو في عز شبابه ومع امتلاكه، كما يقول، لحلم اللعب مع ريال مدريد، رفض ترك بلاده. الركن الأساسي في نهضة يوفنتوس البالغ من العمر 34 عاماً، سيبقى هناك لينتهي عقده في حزيران 2014 المقبل، وسيعتزل بعد نهاية المونديال المقبل أو العام الذي يليه. وإذا ما أراد أنشليوتي بيرلو لمساعدته على تطبيق فكره التكتيكي الذي نجح أثناء أيامهما في ميلان، فإن فيراتي، شبيه بيرلو وخليفته في إيطاليا، قادر على تلبية مطالب مدربه السابق بعدما نجحا أيضاً معاً في سان جيرمان.
قال كابيللو سابقاً إن مسيرة النجاح مع ريال مدريد مثل مسيرة «سمك السلمون» الذي يسبح ضد التيار حتى يصل في النهاية الى ما يريده. إيطاليا دائماً ما تخرّج أفضل المدربين في العالم، كفاءتهم أثبتت أنها الأعلى. وكذلك اللاعبون الإيطاليون مع النادي الملكي أثبتوا أنفسهم في نادٍ بهذا الحجم. لن يَخيب أنشيلوتي هناك، كما لن يَخيب فيراتي إذا ما أتى ليحل مكان شابي ألونسو المصاب.



بايل لن ينضم لمدريد

كشفت صحيفة «ماركا» الاسبانية عن فشل ريال مدريد في التعاقد مع نجم توتنهام، الويلزي غاريث بايل، بسبب إصرار إدارة النادي الانكليزي على بقاء اللاعب ضمن صفوفه للموسم المقبل. وأبلغ توتنهام رسمياً إدارة النادي الملكي بأن كل عروضها مرفوضة مهما كانت قيمتها، ولو كان ذلك عكس ارادة اللاعب نفسه. ورأت الصحيفة أن إدارة ريال مدريد اعترفت بالهزيمة وأنها ستنتظر حتى الصيف المقبل لمعاودة محاولة ضمه.