صدق «أسطورة» الكرة الهولندية السابق، يوهان كرويف، والنجم الإيطالي السابق، روبرتو باجيو، والنجم البرازيلي ريفالدو، عندما قال الأول ذات يوم: «بيرلو عبقري يفعل ما يريد بقدمَيه. إنه لاعب رائع يعرف كيف يلعب بالكرة، ويعرف أيضاً كيف يتمركز داخل الملعب ليساعد رفاقه»، وقال الثاني عن اللاعب نفسه: «إنه يؤكد في كل مباراة أنه من أفضل اللاعبين في وسط الملعب، إن لم يكن أفضلهم، وهو من الركائز الأساسية في المنتخب»، وقال الثالث: «اكتشفت لاعباً لم أكن أعرفه من قبل، هو بيرلو. كان يجب أن يكون برازيلياً لأنه يذكرني بنجوم خط الوسط البرازيليين السابقين»، إذ إن السحرة لا يخطئون، فكيف إذا كان من يتحدثون عنه يوازيهم سحراً؟
أندريا بيرلو ساحر. من شاهد مباراة إيطاليا والمكسيك، أول من أمس، في كأس القارات، ازداد، لا شك، تأكداً من أن هذا اللاعب غير عادي، فهو من صنف اللاعبين الذين تعشقهم العين وتستمتع عندما تحادث أقدامهم الكرة. نعم، قدما بيرلو تحادثان الكرة. ثمة لغة مشتركة بين الاثنين لا يفهمها ولا يتقنها إلا القلة. أوليست هي من يطلق عليها الساحرة المستديرة؟ من يستطيع محادثتها لا يمكن إلا أن يكون إذاً، مثلها، ساحراً.
أندريا بيرلو أستاذ. من شاهد مباراة أول من أمس، ازداد يقيناً بذلك. غير معقول هذا النجم كيف يتلاعب بالكرة، وكيف يمررها لزملائه وكيف يسجل أهدافه.
أندريا بيرلو أنيق. من شاهد مباراة أول من أمس سيسلّم بذلك. ففي كرة القدم أيضاً أناقة. مدهش هذا النجم كيف يقف في الملعب وكيف يتحرك بالكرة.
أندريا بيرلو ملهم. من شاهد مباراة أول من أمس، لا يمكن إلا أن يقر بذلك. فهذا النجم من اللاعبين القلائل الذين يجيدون قيادة فرقهم ويبعثون الراحة في نفوس زملائهم. بيرلو يعرف ماذا يريد، وكيف يحصل على ما يريد. يكفي ما قاله عنه زميله في الـ«آزوري»، جورجيو كييليني، بعد المباراة لتلخيص ذلك: «لا أطلب شيئاً آخر في الحياة أكثر من أنني زميل لبيرلو في المنتخب وفي يوفنتوس».
أندريا بيرلو ماكر. من شاهد مباراة أول من أمس ازداد اعتقاداً بذلك. مدهش هذا اللاعب كيف يمرر تلك الكرات الساقطة من خلف المدافعين بسنّ حذائه على نحو مباغت، أو حين ينفذ الركلات الحرة التي توّجها أمام المكسيك بهدف خيالي.
أندريا بيرلو عريس الكرة وفتاها الأجمل. من تابع مباراة أول من أمس ثبت له ذلك. مذهل هذا النجم، إذ رغم بلوغه الـ 34 عاماً لا يزال كمن في مطلع شبابه. كلّما يكبر بيرلو يجوهر أكثر.
أول من أمس، أقرّت كرة القدم لبيرلو بهذا كله. إذ ليس بعابر أن يقدم هذا النجم كل ذلك في مباراة واحدة في أرض السحرة ومعقلهم «ماراكانا». كأن الكرة أرادت أن تكافئ هذا النجم في مباراته الرقم 100 بعد مسيرة قدّم فيها الكثير ولم يأخذ منها إلا القليل. اسألوا عن ذلك ذوي الياقات الذين لا يجيدون سوى الابتسام في احتفالات توزيع الجوائز الفردية لأفضل لاعبي الكرة.
بئساً لهكذا مسؤولين عن كرة القدم لم يعرفوا بيرلو حق معرفته، أو يعرفون ذلك ويخفونه. بيرلو لنا. يكفينا أنه ساحرنا الأنيق.



إشادة من القائد

أشاد جانلويجي بوفون بزميله بيرلو بعد المباراة أمام المكسيك، قائلاً لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم: «حينما يلعب بيرلو نجلس ونستمتع بالأداء. أعلم جيداً هذا الأمر لأني أشاهده منذ سنوات طويلة». وأضاف: «توج الأداء الرائع بهدف من ركلة حرة، ولذلك من الطبيعي أن يحظى بكل هذا الدعم والإعجاب من الجماهير».