قبل اعوامٍ قليلة كان من النادر ان نشاهد لاعباً المانياً محترفاً خارج حدود الدوري الالماني لكرة القدم، فكان ديتمار هامان وميكايل بالاك واوليفر بيرهوف من النجوم القلائل الذين مثّلوا الكرة الالمانية في ملاعب انكلترا وايطاليا. لكن في العامين الاخيرين انقلبت الآية فأصبح اللاعب الالماني مطلوباً بشدة من قبل ابرز الاندية في «القارة العجوز» التي تنشد ضم لاعبين المان من المستويات المختلفة، وهذا الامر ثبُت في الموسم الماضي عندما ذهب تشلسي الانكليزي الى ضم ماركو مارين الذي لم يعد اصلاً في حسابات مدرب المانيا يواكيم لوف... وقبل دخولنا السنة الحالية وقبل وصول البرتغالي جوزيه مورينيو الى سدّة تدريب تشلسي، كان النادي اللندني يضغط بشكلٍ كبير للحصول على خدمات نجم باير ليفركوزن أندريه شورله، وهو الذي لا يلعب اصلاً اساسياً مع «المانشافت».
ما حصل في السعي الى ضم شورله يذكّر كثيراً باصرار ريال مدريد الاسباني و«محاربته» العالم من اجل الحصول على خدمات الثنائي مسعود اوزيل وسامي خضيرة اللذين برزا بشكلٍ كبير مع الفريق الالماني، واكدا مدى تأثير اللاعب الالماني في صفوف اي فريق يلعب له.
وتشير قراءة في سوق الانتقالات الى ان اللاعب الالماني اصبح مطلوباً اكثر من نظيره البرازيلي او الارجنتيني، وحالياً اكثر من الايطالي والفرنسي، فلا ينافس الالمان في سوق الانتقالات سوى الاسبان، الذين يملكون نوعية يمكنها ان تضيف الكثير الى اي فريق ايضاً.
اذاً تحوّل الالمان الى صيدٍ ثمين بالنسبة الى الفرق الاوروبية، والسبب ان الجيل الحالي من لاعبي «بلاد القيصر» يمكنهم التكيّف مع كل الظروف والمتطلّبات الفنية التي تُعهد اليهم، والمثال الابرز على هذه المقولة هو اوزيل الذي لعب كجناح ايسر في صفوف فريقيه السابقين شالكه وفيردر بريمن، لكنه اصاب نجاحاً باهراً في مركز صناعة الالعاب عندما طُلب منه ان يشغله.
كذلك، يؤمّن اللاعب الالماني القوة الصلبة داخل المجموعة ويبث الروح القتالية وعقلية الفوز دائماً في صفوف اي فريق يلعب له، وهذا مثلاً كان حال بلد الوليد الاسباني الذي ربما لا يعرف كثيرون انه يضم لاعباً المانياً عادياً هو باتريك إيبرت، الذي ساهم بشكلٍ كبير في تغيير النزعة التي يلعب من خلالها الفريق، وكان تأثيره واضحاً لدرجة جعلت الصحف تتحدث عنه مرات عدة، وكأنه ليونيل ميسي او كريستيانو رونالدو الفريق الاندلسي.
ومن العوامل الاساسية في رغبة كل المدربين الحصول على لاعبين المان هو الانضباط التكتيكي العالي عند هؤلاء ووصولهم الى مرحلة من النضج العالي في سنٍّ صغيرة، وهو ما يضمن نجاهم في تجربة احترافية، سيكون لها تأثيرها الايجابي على المنتخب الالماني الذي يتطوّر عاماً بعد آخر، وينتظر منه الكثير في كأس العالم 2014 عبر لاعبيه المحترفين في الخارج تحديداً، الذين سيمكنهم التعامل بشكلٍ اكبر الآن مع اي منتخبٍ يواجهونه، والسبب ان غالبيتهم خَبُر الآن الثقافة الكروية في البلدان الاساسية المنافسة لهم.
فعلاً سيكون من الصعب على الاسبان مثلاً تخبئة ما يختزنونه في مواجهة الالمان، والامس القريب يحكي عن هذا الامر، اذ لا ضرورة للتذكير بما حدث في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا.



النجوم يفضّلون «البوندسليغا»

في الوقت الذي يشهد فيه الدوري الالماني هجرة، فإن الامور تختلف عن الماضي حيث يفضّل نجوم «البوندسليغا» البقاء في المانيا بعدما كانوا يسارعون الى الانتقال للخارج عند تألقهم. ويمكن اعطاء مثال عن روبرت ليفاندوفسكي حيث يحكى انه يفضل بايرن ميونيخ على فرقٍ كبيرة اخرى مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد تسعى لضمه من بوروسيا دورتموند.