ستؤجل لا ستقام. على وقع هاتين الكلمتين عاش جمهور كرة السلة، وتحديداً مشجعي الحكمة والمتحد طرابلس طوال يوم أمس وقبل ساعات على المباراة الثالثة بين الفريقين ضمن «فاينال فور» بطولة لبنان. بيانان متضاربان للاتحاد اللبناني خلال ثلاث ساعات، الاول أعلن فيه إرجاء المباراة بقرار من لجنة الامور المستعجلة تضامناً مع المتحد الذي خسر جهود لاعبَيه الاجنبيين الاميركي إيريك تشاتفيلد والفرنسي مارك سالييرز، اللذين غادرا لبنان فجأة بسبب تخوفهما من الظروف الامنية. أما البيان الثاني فقد جاء ليؤكد إقامة المباراة في موعدها، وذلك بعد رفض الحكمة تأجيلها، اضافة الى الاعتراض الشديد من المؤسسة اللبنانية للارسال التي كانت قد باعت الاعلانات الخاصة بالمباراة.
لكن لا شك في أنه يفترض التوقف عند البيان الاول، الذي رَشَح منه معلومات عن ان الاتحاد أراد البحث في طريقة مساعدة المتحد على التعويض جراء ما أصابه، أي عبر إيجاد مخرجٍ قانوني له لاستقدام لاعبين أجنبيين من أجل سد الفراغ الذي خلفه الثنائي الهارب. وكما يعلم الجميع، كان هناك شبه استحالة لحلحلة المعضلة بهذه الطريقة، وخصوصاً أن النظام الفني للبطولة واضح في هذا الخصوص، بحيث أن باب التواقيع الذي يخصّ اللاعبين الاجانب يغلق قبل 72 ساعة على بداية «الفاينال فور»، وبالتالي فإنه لا مجال لأي فريقٍ لاستبدال أجنبييه على غرار ما كان عليه الامر في الدوري المنتظم ومرحلة «الفاينال 8».
وطبعاً جاء تحرك الاتحاد بناءً على الالتماس الذي قدّمه المتحد اليه، مشيراً الى معاناته من ظروفٍ خارجة عن إرادته، وقد جاء قرار الاتحاد بإرجاء اللقاء كبادرة حسن نيّة تجاه المتضرر، وهو أمر أكده رئيس النادي الطرابلسي احمد الصفدي في اتصالٍ مع «الأخبار» بقوله: «توجّهنا الى الاتحاد بكتابٍ نوضح فيه ما عانيناه، وكان الاتحاد متفهماً ومتعاوناً، لكن يبدو أن هناك اعتراضات كثيرة حول المسألة، ومنها من الحكمة». وتابع: «نحن لا نريد افتعال أي مشكلة تؤثر سلباً في البطولة، ونتحمل مسؤولية ما حدث من دون أن ننتظر منّة من أحد». وختم: «لقد وصل الينا حقنا المعنوي من خلال تعاطي الاتحاد معنا، وسنستمر بلاعبينا اللبنانيين إذا اقتضى الامر وهم بطبيعة الحال لا يقلّون شأناً عن الاجانب ولدينا كامل الثقة بقدراتهم».
الارتياح في حديث الصفدي يدلّ على أنه حصل على تطمينات معيّنة، وهو الذي خسر كل شيء في لحظة، إذ لم يكن بالامكان استبعاد المتحد من المنافسة بعد الموسم الجيّد الذي قدّمه، والدليل أنه كان متعادلاً مع الحكمة في السلسلة قبل مباراة أمس.
وفي موازاة هذا الارتياح، برز الحديث عن المادة 210 في النظام الداخلي للاتحاد التي قد تكون أحد الحلول لإخراج المتحد من دوامة هذه الازمة، وذلك من خلال إصدار قرار لحالة معيّنة لم ترد في النص، إذ تقول هذه المادة «يحق للهيئة الادارية اتخاذ أي قرار مناسب لم يرد ذكره في النظام العام بما فيها العقوبات الملحوظة وغير الملحوظة وتفسير بنود النظام العام واستنساب كل قرار مناسب لم يرد ذكره».
رئيس الاتحاد الدكتور روبير أبو عبدالله الذي كان على اتصال مباشر بالصفدي، يرى أن العمل سيكون على حلّين لهذه المسألة، لكنه يشدّد على عدم مخالفة النظام لكي لا يضع البطولة في حالة غير شرعية، قد تؤدي الى الطعن في نتائجها في حال أسقط الاتحاد القانون القائل بعدم السماح بتبديل الاجانب في «الفاينال فور».
وفي هذا السياق يقول أبو عبدالله: «المتحد على تعاون وثيق مع الاتحاد ولم نرَ منه ومن جمهوره المميّز الا الخير، ومطالبه دائماً ضمن القانون، وهو يستحق إيجاد حلٍّ لمشكلته».
وعلمت «الأخبار» أن أبو عبدالله وعد الصفدي بوضع ثقله لإيجاد حلٍّ يسمح للطرابلسيين باستقدام أجنبيين قبل المباراة الرابعة الجمعة، بينما يدرس القيّمون على الفريق ثلاثة أسماء جاهزة للقدوم فوراً الى لبنان، اثنان منها موجودان في إحدى البطولات العربية.
ميدانياً، شهدت قاعة نادي غزير فوزاً سهلاً لأصحاب الارض، اذ لم يجد الحكمة اي صعوبة لإسقاط المتحد، فاستعرض من كل المسافات ومن خلال جميع لاعبيه الاساسيين والاحتياطيين ليخرج فائزاً بفارق 29 نقطة 87-58 (الأرباع 31-13، 47-25، 67-43، 87-58).
وبرز لاعب المتحد السابق والحكمة الحالي ايلي رستم، فكان افضل مسجل في اللقاء برصيد 18 نقطة، تلاه محمد ابراهيم وباتريك بو عبود بـ 11 نقطة لكلٍّ منهما. اما ناحية المتحد، فكان باسل بوجي الافضل بـ 15 نقطة، رغم خوضه اللقاء وهو يعاني من المرض.