لم يجد الصداقة نفسه محرجاً على صعيد المنافسة على اللقب كما وجد نفسه هذا الموسم. فهو كان يحتاج إلى الفوز في اللقاء الأخير مع أكاديمية الفتاة كي يحافظ على لقبه، وأي نتيجة أخرى كانت ستشهد تتويجاً لبطل جديد، لكنّ سيدات الصداقة نجحن في الفوز 3 – 2 بعدما كنّ متأخرات بفضل اللاعبة الكونغولية إيزا. إلا أن هذا لا يعني أن اللاعبة الأجنبية هي من أحرزت اللقب برأي قائدة الفريق هنا عاشور. فاللاعبات اللبنانيات قمن بواجبهن أيضاً. «وإذا كان ذهاب البطولة سيئاً واستعنا بلاعبتين كونغوليتين، فهذا له اسبابه الكثيرة».
فالصداقة لم يستعد لهذا الموسم على النحو الصحيح، نظراً إلى تركيزه على تمارين الفوتسال لإعداد الفريق الذي سيشارك في البطولة التي لم تُقم أصلاًً. فعلى مدى خمسة أشهر كانت لاعبات الصداقة يتمرنّ بقيادة المدرب فريد نجيم الذي يملك امكانات كبيرة لكن تحتاج اللاعبات الى وقت كي يتأقلمن مع أسلوبه.
التركيز على تمارين الفوتسال حال دون الاستعداد الجيد للبطولة الأم، التي فوجئ بها الفريق تنطلق في شهر شباط الماضي، مع إعلان الاتحاد انطلاق البطولة قبل شهر فقط. في هذا الوقت كان فريق أكاديمية الفتاة يستعد بقوة للبطولة، واضعاً تركيزه على البطولة الكبرى دون المشاركة في الفوتسال.
عاشور ترى أن فريقها لم يتصدر مرحلة الذهاب بعد خسارة غير مستحقة أمام أكاديمية الفتاة 2 – 3، إثر أخطاء فادحة من الحكم الرئيسي وارطان ماطوسيان. وتقدمت ادارة النادي بشكوى الى اتحاد كرة القدم، «لكن الأخير لم يستطع مشاهدة تسجيل المباراة الذي اختفى بسحر ساحر، والسبب أن بطارية الكاميرا فرغت في الشوط الثاني»!!! وشهدت المباراة احتجاجات وإشكالات جرى على أثرها توقيف اللاعبتين سارية الصايغ ولارا بهلوان ثلاث مباريات، فكان القرار بالتعاقد مع لاعبتين أجنبيتين، وخصوصاً بعد إصابة ريم شلهوب بكسر في يدها.
وتشدد عاشور على دور اللاعبات اللبنانيات في احراز البطولة بمساعدة الأجنبيتين، «فهن من قاتلن وهن من أحرزن البطولة»، مشيرة الى أن الموسم المقبل سيشهد تغييرات عديدة على صعيد الاستعداد.
وحول البطولة النسائية، تأسف عاشور لعدم اهتمام الاتحاد بها وغياب الدعم المادي، وهذا قد يؤثر في منتخب لبنان، الذي سيبدأ استعداده لتصفيات آسيا، وهي بداية متأخرة لكون المنتخبات الأخرى قد بدأت قبل أشهر، كمنتخب الأردن.
شريكة عاشور في المنافسة ناديا عساف، قائدة فريق أكاديمية الفتاة، تشاركها الرأي حول غياب الاهتمام. أمر سيدفع عساف الى عدم المشاركة في البطولة الموسم المقبل، بعد التجربة السيئة التي عاشتها هذا الموسم على جميع الصعد. فهي ترى أن ضعف اللعبة مرده الى عدم التنظيم، وعدم أهلية بعض أعضاء اللجنة الذين لا يحضرون حتى الاجتماعات التي تعقد. وترفض عساف مقولة عدم وجود تمويل، فهناك أموال تأتي من الاتحاد الدولي والآسيوي للأندية والمنتخبات، لكن الأندية لا ترى شيئاً من هذه الأموال. وتأسف عساف لأن يكون حال الكرة النسائية على ما هو عليه، رغم وجود عدد كبير من اللاعبات الجيدات، لكنهن يحتجن إلى من يهتم بهن. فعساف على سبيل المثال تدير أكاديمية للاعبات الصغار، وهي ترى أن فريقها هو الوحيد الذي يعمل بطريقة صحيحة، من ناحية الاهتمام بالصغيرات، والبرهان أن «اللقب كان لأكاديمية الفتاة لولا أن الصداقة استعان بلاعبتين أجنبيتين في منتصف الموسم».



المنتخب كالأندية والبطولة

ترى قائدة فريق أكاديمية الفتاة ناديا عساف أن حال منتخب لبنان لن يختلف عن واقع اللعبة والأندية. فالمنتخب الذي سيشارك في تصفيات آسيا، لم يبدأ تمارينه بعد، فيما المنتخبات الأخرى تستعد منذ أشهر، ومنها منتخب الأردن على سبيل المثال، الذي لم تتوقف تمارينه.