تتسارع الأحداث داخل جدران مانشستر يونايتد بطل الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الساعات الأخيرة، فبعد الإعلان المفاجئ عن اعتزال المدرب «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، استلم دفة التدريب مواطنه ديفيد مويز المدير الفني الحالي لإفرتون لستة مواسم مقبلة. مهمة مويز ستكون ربما هي الأصعب بين جميع مدربي العالم، على اعتبار أنه سيخلف «أسطورة المدربين» ما يجبره على تأكيد احقية خلافته في اول موسم له مع الفريق. مرحلة جديدة سيدخلها النادي بعد 27 عاماً بقيادة الأول، مرحلة لا شك في أنها ستشهد بعض التغييرات من اجل الحفاظ على قوة وتماسك الفريق، قد يكون اولها رحيل المهاجم واين روني.
فمنذ رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن «الشياطين الحمر» الى ريال مدريد، أصبح روني «جوهرة» الفريق، وقدّم مواسم ممتازة انتهت بحصد العديد من الألقاب، الا أن التذبذب في مستوى الأخير أدى الى فقدانه مكانته الأساسية في الهجوم لمصلحة الهولندي روبن فان بيرسي. كما قام فيرغيسون بتغيير توظيف المهاجم الإنكليزي ليلعب على الأطراف وأحياناً في منتصف الملعب عله ينتفض من جديد، الا ان هذا التغيير قوبل بالرفض من قبل «الغولدن بوي» كما رفض التقيّد بأدوار دفاعية على حساب نزعته الهجومية. مشاكله مع «السير» روت العديد من قصص الرحيل الى أندية أخرى، ودائماً ما كان المدرب يحتوي المشاكل رافضاً التخلي عنه. رحل فيرغيسون وجاء مويز، لتبدأ مشاكله مع مدربه الجديد قبل ان تحط قدما الأخير في «أولد ترافورد».
واعلن روني رفضه القاطع اللعب تحت قيادة مدربه السابق في افرتون، مدربه الذي يعود له الفضل في اكتشافه وتقديمه للعالم من الدوري الإنكليزي نهاية عام 2002. ربما لن يلتقي التلميذ مع استاذه مرة أخرى هكذا تقول الترجيحات، حيث تشوب علاقة روني بمويز توتر قديم يعود الى العام 2006، بعدما نشر اللاعب مقتطفات من سيرته الذاتية كشف فيها عن تفاصيل محادثة «خاصة» جرت مع مدربه السابق، ما جعل مويز يتهمه بالكذب ويقاضيه، ليضطر روني للاعتذار ودفع تعويض له.
اذاً أصبح روني قريباً جداً من الرحيل الى نادٍ آخر، ويبدو مستعجلاً بعد ان اقدم على حذف اسم نادي مانشستر يونايتد من حسابه الرسمي على شبكات التواصل الإجتماعي «تويتر» و «فايسبوك».
لن يفكر مويز مرتين في التخلي عن روني حيث يتوفر في الفريق غير فان بيرسي، المهاجمين داني ويلبيك والمكسيكي خافيير هرنانديز. رحيل روني لن يعني فريقه الحالي اذ لم يتأثر نادي مانشستر يوماً برحيل نجم عنه. من ديفيد بيكام الى الهولندي رود فان نيستلروي ورونالدو. تخطى فيرغيسون مع ادارة النادي رحيل هؤلاء بسهولة وظل الفريق بمستواه المعهود.
يتشابه مويز وفيرغيسون كثيراً بطريقة استخدام الموارد البشرية الموضوعة بين ايديهم وباهتمامهم بالمشاريع التي تنفذ على المدى الطويل. ربما هذا هو السبب الذي دفع الأخير لاختيار مويز خليفته. ومن المحتمل أن يكون البلجيكي مروان فلايني اولى تعاقدات مويز. ويتميز فلايني بقوته في خط الوسط وقدرته على الربط بين خطي الدفاع والهجوم بشكل ممتاز مانحاً التوازن والتناسق أيضاً، ما سيخلق فعالية هجومية رهيبة مع تواجد لاعب بقيمة فان بيرسي في الهجوم. أضف ان فلايني هو قاطع كرات مميز يستطيع أن يصنع اللعب بنفس الوقت الى جانب فيل جونز. أكثر من 26 عاماً لفيرغيسون مع مانشستر قادهم فيها الى بطولات عدة أهمها 13 لقب في الدوري الانكليزي ولقبان في دوري أبطال أوروبا، هل سيتمكن مويز من مواصلة مشوار «السير» أم ان «مانشستر سيضيع بعد رحيل فيرغسون» كما قال أسطورة «الشياطين الحمر» الفرنسي إيريك كانتونا.