يتجدد الصراع في "دربي" العاصمة الإسبانية بين ريـال مدريد وغريمه أتلتيكو مدريد. وفي كل مرّة، يقترب هذا الصراع بين الاثنين، تضعه ظروف الدوري على شاكلة مباراة نهائية. إنها الفرصة الأخيرة، للفريقين معاً، في محاولتهما للحاق بالمتصدر برشلونة.
المواجهة التي لا تمرّ من دون أن تكون عنيفة، تأتي في هذا التوقيت والفريقان قريبان للغاية من بعضهما بواقع 55 نقطة لأتلتيكو في المركز الثاني و54 نقطة للريـال الثالث.
الشكّ يعتري بعض لاعبي الريـال في قدرتهم على مواصلة الطريق نحو لقب "الليغا"، وهو شكّ في محله، وخصوصاً أن النادي الكاتالوني لا يبدو أنه سيقدّم أي هدية، بل على العكس تماماً سيواصل سحق خصومه، واحداً تلو الآخر.
التعادل الأخير للنادي الملكي مع ملقة 1-1 بدا بمثابة الهزيمة، وتراجع خطوة للخلف، بعدما توقفت انتصارات الفريق التي استمرت لثلاث مباريات متتالية. لا شك في أن ملقة كان خصماً صعباً، وقدّم مباراة كبيرة أدت إلى خيبة أمل بعض الجماهير، ودخول جزء من إدارة النادي بطرح شكوك في استمرارية المدرب الفرنسي زين الدين زيدان. جزءٌ آخر دافع عن المدرب، وقد أبرزت هذا الأمر بعض وسائل الإعلام الإسبانية، إذ بحسب ما كشفت إذاعة "اوندا سيرو" الإسبانية، انقسم مجلس الإدارة بين مؤيد لزيدان، حتى ولو خرج خالي الوفاض من دون أي لقب، وبين آخرين يفضلون انتظار نهاية الموسم لاتخاذ قرارٍ بشأن استمراره من ترحيله كغيره من المدربين رغم أنه وقّع عقداً حتى 2018.
استقبلت شباك أتلتيكو 11 هدفاً فقط في 25 مباراة

اللافت هو عدم خسارة الريـال أي مباراة من مبارياته الثماني تحت قيادة زيدان في جميع البطولات منذ توليه مهمة التدريب في كانون الثاني الماضي.
وهذه الأخبار وردت بعد نتيجة التعادل أمام ملقة، فكيف إذا كانت المباراة أمام أتلتيكو، الخصم الأصعب بعد برشلونة؟
ما يساعد زيدان في المباراة المقبلة، هو عودة مهاجمه الأساسي الفرنسي كريم بنزيما، فهو المهاجم الأكثر فاعلية في "الليغا" بعدما سجل 19 هدفاً في البطولة المحلية خلال 1435 دقيقة، أي بمعدل هدف واحد كل 75 دقيقة، فضلاً عن أنه يملك معدلاً أفضل من نجم برشلونة الأوروغواياني لويس سواريز متصدر هدافي الدوري برصيد 25 هدفاً في 2150 دقيقة، أي بمعدل هدف كل 86 دقيقة.
في المباراة السابقة ضد أتلتيكو، سجل بنزيما هدف التعادل (1-1)، وهو على الصعيد الشخصي سيواجه مواطنه أنطوان غريزمان الذي تدور بينهما "صراع" على أهلية قيادة هجوم منتخب بلادهما في حال إلغاء الاتحاد الفرنسي عقوبة الإيقاف المتخذة بحق لاعب ريـال مدريد.
لكن هجوم ريـال مدريد لم يكتمل بعودة بنزيما، إذ إن الويلزي غاريث بايل يغيب عن المباراة بسبب الإصابة، ما يريح دفاع أتلتيكو، التي استقبلت شباكه 11 هدفاً فقط في 25 مباراة. وما يؤذي خط دفاع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، تأكيد غياب المدافع الصربي ستيفان سافيتش بسبب معاناته من تمزق عضلي في القدم اليمنى، ليشغل المركز مكانه المدافع الأوروغواياني خوسيه ماريا خيمنيز إلى جانب مواطنه دييغو غودين.
على نقيض الشكوك الموجودة في الريـال بالمواصلة نحو لقب الدوري، يبدو المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني مطمئناً إلى مشواره في البطولة، ومقللاً من أهمية فقدان فريقه لنقطتين، عقب تعادله الأخير سلباً أمام فياريـال. ومهما كانت الخطة التي سيتبعها سيميوني أمام الريـال، فلا شك في أنها ستعتمد على اللياقة البدنية العالية، والعنف المفرط للحدّ من سرعة بعض لاعبي ريـال ومهاراتهم، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
المباراة لن تكون سهلة على الفريقين، وبالتأكيد سيحاول الاثنان معاً، ألاّ يقدما المزيد من الهدايا المجانية للمتصدر برشلونة بإهدار النقاط. لذا، من المستبعد أن تنتهي النتيجة بالتعادل، فالفوز هدف حتمي لقطبي مدريد.




لقاء منتظر بين "زيزو" وسيميوني

يتواجه زيدان وسيميوني مرة جديدة، لكن ليس كلاعبَين، بل كمدربين يقفان على جانبي الملعب. وتعود اللقاءات الأولى بينهما إلى أيام لعبهما في الدوري الإيطالي حين كان "زيزو" بقميص يوفنتوس (1996-2001)، فيما كان الثاني بقميص إنتر (1997-1999)، ثم لاتسيو (1999-2003). ولعل أبرز لقاء جمعهما كان في موسم 1999-2000 حين حرم سيميوني مع لاتسيو، يوفنتوس وزيدان اللقب بعد تسجيله في مرمى "السيدة العجوز" (1-0)، ما سمح لروما بالعودة إلى أجواء المنافسة ليحرز اللقب.