الفوز، ونتيجة كبيرة. هذا كان مطلب صحيفة «ماركا» المدريدية من لاعبي ريال مدريد في عددها الصادر صباح أمس. الصحيفة لم تكتف بالفوز، بل طالبت أيضاً بدك مرمى غلطة سراي التركي بكم كبير من الأهداف. في العاصمة الإسبانية لم يعد الفوز هاجساً للمدريديين كما في بداية الموسم حين كان الفريق يترنح محلياً وأوروبياً. المدريديون تخطوا هذه المرحلة. هناك، تغير الكثير في البيت الملكي في الفترة الاخيرة. الفريق الأبيض بلغ مبلغاً كبيراً من القوة والجاهزية. تخطى الكثير من الفخاخ والمشاكل والانقسامات والتخبط في الأداء. عاد الـ«ميرينغز» المرعب للخصوم. عاد الـ«ميرينغز» الذي لا يهاب احداً.
هكذا بات المدريديون يطالبون بالاهداف الكثيرة. الأمر لا يتوقف على تأمين النتيجة قبل الرحلة الى اسطنبول، بل يتخطى ذلك الى العطش في العاصمة الاسبانية للكرة الجميلة واللمحات الفنية الممتعة. العطش الى ذاك الريال الذي كان ملك أوروبا حتى ظهور عصر برشلونة. أصبحت المعادلة واضحة في ملعب «سانتياغو برنابيو»: القضاء التام على الخصوم وإبهار العالم بالكرة المدريدية.
بعد الانكليز وكبيرهم مانشستر يونايتد، حان الدور الآن على الاتراك وكبيرهم غلطة سراي. قيل إن هذا الأخير بات غير سهل على الاطلاق، وهو مدجج بكتيبة من النجوم، بدءاً من الحارس الاوروغوياني فرناندو موسليرا، مروراً بالهولندي ويسلي سنايدر في الوسط، وصولاً الى العاجي ديدييه دروغبا وبوراك يلماظ في الهجوم، وبقيادة المدرب الخبير فاتح تيريم.
فماذا ينتظرهم في مدريد يا ترى؟
ما انتظرهم هو الخسارة بنتيجة كبيرة. وهو بالضبط ما طلبته صحيفة «ماركا». ثلاثية مدريدية نظيفة دون مجهود كبير. ضربة اولى من النجم كريستيانو رونالدو بعد تمريرة ساحرة من الألماني مسعود اوزيل أسكنها بـ«لوب» من فوق الحارس موسليرا (9)، وضربة ثانية من الفرنسي كريم بنزيما بعد متابعة لعرضية الغاني مايكل ايسيان العالية (29)، أما الضربة الثالثة، فكانت عبر رأسية البديل الأرجنتيني غونزالو هيغواين بعد كرة من ركلة حرة نفذها تشابي ألونسو (73).
صحيح ان ريال مدريد لم يقدم تلك الصورة التي بدا عليها أمام برشلونة تحديداً في المباراتين الأخيرتين، لكنه عرف كيف يصيب ما وضعه من اهداف. بدا ريال مدريد بثوب البطل الذي يعرف كيف يصل الى مبتغاه من أنصاف الفرص. فأن يسجل فريق ثلاثة أهداف، فهذا يعني أنه قد هدد مرمى خصمه بالكثير من الكرات، لكن الواقع ان ريال مدريد ترجم أربع فرص خطيرة بالتمام والكمال الى ثلاثة أهداف. نسبة ولا أروع، وهي تعكس مدى فعالية الخط الأمامي الملكي.
فضلاً عن ذلك، إن ما يحسب للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو هو العمل الكبير الذي قام به في الشق الدفاعي، حيث إن القوة الكبيرة لشاغليه والانسجام بينهم باتا عاملاً يزرع الطمأنينة في النفوس المدريدية، حيث تمكن هؤلاء مجدداً أمس من عكس هذه الصورة وعطلوا كثيراً من مفاعيل الهجوم التركي الخطير وعلى رأسه يلماظ ودروغبا.
إذاً، ريال مدريد قطف ما أراده امس. حقق المطلوب بأقل مجهود. بات بالإمكان الآن تحويل الرحلة التي تخوف منها كثيرون الى اسطنبول إياباً الى... نزهة.



تعادل سلبي يؤجل الحسم

انتهت المباراة الثانية على ملعب «لا روساليدا» بتعادل سلبي بين ملقة الإسباني وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني، ما يجعل الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات في مباراة الاياب على ملعب «سيغنال إيدونا بارك»، وإن كانت حظوظ الأخير تبدو أوفر لقوته على أرضه وبين جماهيره.
وتبادل الفريقان الفرص دون أن ينجح أي من الطرفين في ترجمتها الى اهداف.