من المتوقع أن يواصل بايرن ميونيخ سلسلة انتصاراته الكبيرة والمهمة التي يحققها في البطولة الألمانية لحسم اللقب في الأسبوع الـ 27 من عمر المسابقة، ويعود متربعاً على العرش الكروي الذي افتقده منذ موسم 2009 – 2010 لمصلحة غريمه الأول بوروسيا دورتموند. تحقيق بايرن ميونيخ المطلوب منه اليوم على ضيفه هامبورغ وتعثر دورتموند، سيكون كفيلاً بكسر الإنجاز الذي حققه سابقاً في عامي 1973 و2003 بحسم لقب الـ«بوندسليغا» في الأسبوع 30، ما يجعله يتفرغ لدوري أبطال أوروبا، حيث يلتقي مع بطل إيطاليا يوفنتوس في الدور ربع النهائي. ورغم أن الفريق البافاري بقيادة مدربه يوب هاينكس أثبت علو كعبه على الخصوم بامتلاكه تكتيكاً مميزاً ينفذه نجوم يقدمون روحاً قتالية وانضباطاً تكتيكياً ورغبة بالانتصارات، إلا أن الفريق لا يزال يعاني نقطتي ضعف قد تكلفانه الثمن غالياً في باقي البطولات. نقطتا الضعف تتمثلان في العودة إلى اللعب دفاعياً بعد التقدم بالنتيجة، وعدم القدرة على تعويض اللاعبين الأهم في الفريق.
بالنسبة إلى النقطة الأولى، فإنها ذات عيب الموسم الماضي؛ إذ عند شعور هاينكس ورجاله بأن المباراة أصبحت في متناولهم، يتراجعون إلى الدفاع، رغم قدرتهم البدنية والذهنية على وضع الخصم تحت الضغط حتى إطلاق الحكم صافرة النهاية. الغريب في الأمر هو اللجوء إلى هذا الأمر حتى في المباريات الكبيرة، التي يكون فيها هدف الخصم قاتلاً؛ فبعد الاقتراب من الشعور بنشوة النصر، يُفاجأ الجميع بأنّ لاعبي البافاري أصبحوا مهددين بالخسارة. هذا ما حصل في الموسم الماضي أمام تشلسي الإنكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما كانوا متقدمين ثم خسروا اللقب. كذلك، هذا الموسم، وبعد التقدم على أرسنال الإنكليزي في ذهاب دور الـ 16، تراجعوا إلى الوراء، ما كلف بايرن هدفاً ورفع معنويات «المدفعجية»، لكن الحظ وقف إلى جانبه بهدف الكرواتي ماريو ماندزوكيتش. أما النقطة الثانية، فهي صعوبة تعويض 3 لاعبين يشكلون عصب الفريق حالياً عند غيابهم، هم: باستيان شفاينشتايغر والفرنسي فرانك ريبيري والبرازيلي دانتي.
غياب الفرنسي عن فريقه يخلق نوعاً من الضياع في الخطوط الأمامية. لاعب خط وسط متكامل، تكتيكي ومهاري. ابتعاده يسبب اهتزازاً هائلاً في التوازن لدى البافاري، فتجد اللاعبين يتحركون من دون انتظامهم المعهود هجومياً.
أما بالنسبة إلى «شفايني» الممتاز في ضبط الإيقاع، فبغيابه عن بعض المباريات جرّب هاينكس الكثيرين في مركزه، إلا أن أحداً لم يتمكن من إتقان دوره القيادي صانعَ ألعاب متأخراً بالنحو الذي يقوم به هو.
كذلك، موهبة أخرى أثبتت جدارتها هذا الموسم، هي المدافع البرازيلي دانتي، الذي أسهم في تعزيز دفاع فريقه، إلى حد أنه بات غير قابل للاختراق تقريباً. «الصخرة»، بعد أشهر من وصوله إلى بافاريا، برهن عن جدارة وكفاءة عاليين. لاعب يمتلك كافة مقومات المدافع المثالي: ثقته بنفسه وقدرته على التعامل مع المواقف بذكاء وحسن التوقع والتمركز، تجعل منه مدافعاً فريداً بالفعل، وهذا ما جعل أوتمار هيتسفيلد المدير الفني السابق للبايرن يختصر قيمته بعبارة واحدة: «دانتي هو الصخرة التي تحافظ على تماسك دفاع الفريق».
انطلاقاً من كل هذا، ينبغي لهاينكس التيقن من عواقب النقطة الأولى السالفة ومعالجتها سريعاً في قادم المواعيد الكبرى. أما الثانية، فتتوقف على أماني البافاريين بأن لا يصيب كلاً من ريبيري وشفاينشتايغر ودانتي تحديداً أي مكروه، على الأقل حتى انقضاء الموسم وقدوم حقبة جوسيب غوارديولا التغييرية المرتقبة.



زامر: الاحتفال سيكون قصيراً

صرح ماتياس زامر، مدير بايرن ميونيخ، أن احتفال فريقه في حال الفوز بلقب الدوري الالماني لكرة القدم سيكون لوقت قصير. وقال أفضل لاعب في اوروبا سابقاً: «بالطبع ستكون لحظة رائعة، لكننا لن نستمتع بها سوى لوقت قصير»، مذكّراً بأن النادي البافاري تنتظره «الثلاثاء مباراة قوية امام يوفنتوس الايطالي في ذهاب ربع نهائي دوري ابطال اوروبا».