«لقد راقبناه في مباراة الفريق الثاني لفيينورد ولقد تعرض للطرد. جيمي ريان موفدنا قال لي إنه موهبة رائعة لكن يجب عليه أن يحسن تصرفه. لقد تجاهلناه وكان خطأ كبيراً ارتكبناه في هذا الملف. بعد سنوات أصبح هنا». تلك الكلمات قالها «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي، قبل يومين، عندما كشف للمرة الاولى أنه كان يرغب بضم نجمه الحالي، الهولندي روبن فان بيرسي، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، لكن الصفقة تأخرت 11 عاماً لتتحقق.
غير أنه منذ ذلك الحين وحتى الموعد الذي أبصرت فيه رغبة «السير» النور، لم يعش الرجل ندماً حقيقياً على ضياع فان بيرسي من بين يديه، إذ مر على ملعب «أولد ترافورد» شاب كان، للمفارقة، في الثامنة عشرة من عمره أيضاً، وقدم ما يفوق الخيال لـ«الشياطين الحمر» وتحديداً قيادته فريق مدينة مانشستر الأشهر الى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2008... إنه طبعاً البرتغالي كريستيانو رونالدو.
إذاً قلنا في ما تقدم: فيرغيسون + فان بيرسي + رونالدو + «أولد ترافورد» + دوري أبطال أوروبا.
الليلة ستجتمع هذه الكلمات المحورية لتشكل حدثاً هو، لا شك، من الأبرز في هذا العام. الليلة سيحتضن ملعب «أولد ترافورد» قمة اياب دور الـ 16 في مسابقة دوري أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد وريال مدريد. الليلة، سيعود رونالدو الى ذلك المكان الذي أطلقه الى العالمية. الليلة، سيقف رونالدو في مواجهة فان بيرسي مجدداً. الليلة، سيحدث كل هذا تحت انظار الرجل السبعيني، ومن غيره: فيرغيسون.
يا لهذه العناوين. يا لهذه المفارقات. يا لهذه الأحلام الكروية!
فلنبدأ من العنوان - الحلم الأول: مانشستر يونايتد × ريال مدريد في «أولد ترافورد» أو «مسرح الأحلام» كما يطلق عليه.
عنوان يختصر الكثير من المعاني: الفريق الأكثر ألقاباً في المسابقة الأهم في أوروبا (9 ألقاب) وفي اسبانيا (32 لقب) في مواجهة الفريق الأكثر ألقاباً في انكلترا (19 لقب) وصاحب 3 ألقاب في دوري الأبطال. فريق يقدم أداء لافتاً في الآونة الأخيرة وفي مقدمها اسقاطه غريمه الازلي برشلونة مرتين في غضون أيام وفريق يكتسح الدوري الانكليزي الممتاز ويمضي قدماً نحو لقبه العشرين. فريقان قدما مباراة رائعة في الذهاب انتهت بالتعادل 1-1. تعادل يبقي الباب مفتوحاً امام جميع الاحتمالات في مواجهة الليلة.
العنوان الثاني: كريستيانو رونالدو في «اولد ترافورد». حدث ينتظره عشاق كرة القدم لرؤية استقبال جماهير مانشستر لنجمهم السابق. نجم رفض ان يحتفل بتسجيله هدف فريقه الحالي في مرمى فريقه السابق في الذهاب، فهل سيغفر الجمهور الأحمر لرونالدو رحيله عن فريقهم، أم انه سيستقبله بصافرات الاستهجان؟
العنوان الثالث: رونالدو × فان بيرسي. يكفي فقط هنا القول أن هذين اللاعبين هما الأكثر تأثيراً على فريقيهما في الوقت الحالي. فإذا كان برشلونة يراهن على أندريس اينييستا في حال عدم توفيق الارجنتيني ليونيل ميسي، فإن الصورة تبدو مختلفة غالباً في ريال مدريد ومانشستر يونايتد، اذ إن مفتاح الفوز لدى الفريقين يكمن في رونالدو وفان بيرسي. لاعبان باستطاعتهما قلب الأمور رأساً على عقب في لمحة واحدة. من هنا، لا يبدو خافياً على أحد أن الرهان الاول لجماهير ريال مدريد ومانشستر يونايتد سيكون على هذين النجمين. نجمان سيسببان مشاكل كثيرة لخطي الدفاع لدى الطرفين، حيث يبدو واضحاً أن تعطيل أحدهما سيحدد بنسبة كبيرة هوية الفائز.
العنوان الرابع: فيرغيسون. فمباراة الليلة لن تكون عادية، انطلاقاً من العناوين الثلاثة السابقة، على «السير». اذ من جهة، فإن فيرغيسون سيكون شديد الحرص على تخطي ريال مدريد في طريقه نحو اللقب كهدية لجماهير «الشياطين الحمر» مع اقترابه من اعتزال التدريب. ومن جهة ثانية، فإن الرجل السبعيني سيكحّل ناظريه برؤية رونالدو أو «ابنه المدلل» في «أولد ترافورد» وهو يواجه بطله الحالي فان بيرسي.
لحظة، أين جوزيه مورينيو من كل هذا المشهد؟ لا شك، بأن البرتغالي سيكون مشغولاً الليلة بدوره بكتابة أحرف عنوان إضافي على العناوين السابقة يتمنى، بفارغ الصبر، أن يبصر النور غداً: «السبيشيل وان» ينتصر في «اولد ترافورد».
مانشستر يونايتد × ريال مدريد في «مسرح الأحلام» الليلة إذاً. إنها، بحق، موقعة الأحلام الكبرى.



دورتموند لإزاحة شاختار

في المباراة الثانية في التوقيت عينه، يبدو بوروسيا دورتموند الألماني في وضعية مناسبة لتخطّي شاختار دونيتسك الأوكراني بعدما عادله 2-2 ذهاباً. ورغم ذلك، أقرّ مدرب دورتموند، يورغن كلوب، بأن فريقه لا يزال أمامه مشوار صعب للتأهل الى ربع النهائي، قائلاً: «كنا الفريق الأفضل في دونيتسك، على رغم التعادل 2-2، وأن تكون الفريق الأفضل مجدداً سيكون تحدياً كبيراً لنا».
ويحوم الشك حول مشاركة نجم دفاع دورتموند، ماتس هاميلس، بعد غيابه عن آخر مباراتين بسبب الرشح.