يوم أسود جديد يمر على حكام الدوري اللبناني لكرة القدم، وتحديداً على ملعب العهد في لقاء النهضة بر الياس والسلام زغرتا يوم السبت ضمن المربع الذهبي لبطولة الدرجة الثانية. هي ليست حادثة جديدة على كرة القدم اللبنانية، وهو أمر ليس بجديد على فريق النهضة بر الياس الذي أصبح معروفاً باعتداءاته على الحكام ولاعبي الفرق الأخرى، وهو ما يضع الاتحاد أمام امتحان الحفاظ على هيبة اللعبة وهيبته وتخطي النصوص القانونية لصالح اللعبة وكرامة الحكام.
فالاتحاد اتخذ قرارات وعقوبات غير مذكورة في النص في قضية التلاعب الشهيرة، نظراً إلى أهمية الموضوع. وقد يكون اعتداء النهضة بر الياس ليس بحجم موضوع التلاعب، لكن تكراره وما يتعرض له الحكام والفرق يفرض على الاتحاد وضع حد نهائي بعيداً عن الإنذارات وتوقيف لاعبين وإداريين. فالمسألة واضحة بأن هناك نادياً غير مؤهل أن يكون من ضمن عائلة اللعبة كما يقول أحد المسؤولين، وعقوبة الشطب قد لا تكون ظالمة بحق هذا النادي الذي داس على الروح الرياضية والإنسانية وتحوّل الى معتدٍ على كرامات الناس. أضف الى ذلك ان ما حصل يضرب الجهاز التحكيمي وهيبته، وتحديداً رئيس اللجنة ريمون سمعان الذي هو في موقف لا يحسد عليه تجاه حكامه الذين يطالبونه بحمايتهم واستعادة كرامتهم، وعدم تحويلهم الى الحلقة الأضعف. والأنكى أن ما قام به لاعبو وإداريو النهضة لا يرتكز إلى أي مبرر خلال المباراة. فالفريق كان متأخراً 0 - 3 في أول نصف ساعة، والحكم أواسة طبّق القانون في الدقيقة 36 حين طرد إدارياً هدده بالاعتداء عليه خارج الملعب وحين طرد اللاعب يوسف عمر لشتمه الحكم نتيجة خطأ في وسط الملعب. والمؤسف أن الأحداث حصلت تحت أنظار الجيش اللبناني الذي سمح بالاعتداء على الحكم، قبل أن يتدخل متأخراً.
وأصبحت الكرة في ملعب اللجنة العليا للاتحاد التي بين يديها جميع المعطيات: من تقرير الحكم المفصل الى تقرير الطبيب الشرعي، وانتهاءً بمشاهد الفيديو والصور الفوتوغرافية. فالكل سينتظر ما سيصدر عن اللجنة العليا اليوم، فإما أن تكون القرارات بحجم ما حصل السبت وقبله من قبل فريق النهضة بر الياس، فيكون الأخير عبرة للفرق الأخرى التي تسمح لها نفسها بالاعتداء على الحكام أو تأتي القرارات أقل من المتوقع، ويكون الاتحاد بهذه الطريقة قد دفن الجهاز التحكيمي وهيبة الاتحاد وأكّد أن كرة القدم في لبنان هي كرة الدوران في حلقة مفرغة.